26/7/2007
تعلم الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب مرة أخرى أن ظروف السجناء السياسيين ما انفكت تتدهور و ذلك في مختلف السجون التونسية
فقد أبلغت عائلة السيد عبد الرحمان التليلي (64 سنة) الأمين العام السابق للاتحاد الوحدوي الديمقراطي والذي سبق أن ترشح للانتخابات الرئاسية سنة 1999 أنه مضرب عن الطعام منذ يوم 6 جويلية 2006 بالسجن المدني بتونس احتجاجا على حرمانه من حقه في العلاج وهو المصاب بمرض السكري و الذي تستدعي حالته الصحية المتابعة من قبل أخصائيين بالمستشفى .كما أكدت العائلة للجمعية أن وضعه الصحي أصبح ينبأ بالخطر فقد كان في آخر زيارة له يوم 20 جويلية الجاري شديد الهزال شاحب الوجه منتفخ الرجلين يتكلم بصعوبة و لا يكاد يقف على رجليه .
ومما زاد العائلة خوفا على حياته انقطاعه -بمجرد شروعه في الاضراب – عن تناول الأدوية التي كان قد وصفها له الأطباء و التي لم ينقطع عن تناولها منذ سنين هذا من ناحية و من ناحية أخرى إهمال الإدارة له رغم كل المراسلات التي وجهتها والدته لمختلف المسؤولين و تعببيرها عن استعدادها للتكفل بمصاريف العلاج .
أما السيد محمد العكروت ( 54 سنة ) المحكوم بالسجن المؤبد- قبل أن يتمتع بالحط من العقاب إلى 18 سنة – من أجل الإنتماء إلى حركة النهضة فإن حالته الصحية أصبحت على غاية من الخطورة حسب عائلته فهو يواصل إضرابا عن الطعام بالسجن المدني بتونس منذ 6جوان 2006 احتجاجا على تجاهل الإدارة مطلبه في العلاج الجدي وهو الذي يعاني من آلام على مستوى الصدر ومن الكولستيرول ومن طاقم الأسنان الذي وقع تركيبه بشكل غير سليم مما سبب له آلاما على مستوى الفم وسيلان الدم بشكل مستمر, وخلال آخر زيارة عائلية له يوم 8 جويلية 2006 كان السيد العكروت منهكا و غير قادر على الوقوف . و منذ ذلك التاريخ منعت العائلة من زيارته فأصبح مصيره مجهولا .
و من ناحيتها تؤكد عائلة الشاب زياد الفقراوي الموقوف بسجن برج العامري (30 كلم غربي العاصمة ) من أجل “الإنتماء الى جمعية إرهابية ” أنه تعرض إلى الإعتداء بالعنف من قبل عون السجون خالد السافي وأنه يوجد في غرفة بها مصابون بمرض الجرب كما أنه محروم من حقه في زيارة محاميه على انفراد . و يواصل زياد الفقراوي منذ 5 جويلية الجاري إضرابا عن الطعام احتجاجا على ظروف الإيقاف اللاقانونية و اللاإنسانية مما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل خطير. وقد حرمت عائلته من زيارته أكثر من مرة .
وبسجن بنزرت المدني تم الإعتداء جسديا على السجين علي رمزي بالطيبي (حوالي30 سنة) بمناسبة زيارة العائلة يوم 13 جويلية الجاري عندما اشتكى سوء المعاملة والإهانات والإستفزاز . وطال الإعتداء شقيقه الذي تم دفعه من قبل الأعوان لإخراجه بالعنف وإيقاف الزيارة .
أما السيد عبد اللطيف بوحجيلة الذي يقضي عقابا بإحدى عشر سنة بالسجن المدني بتونس من أجل الإنتماء إلى مجموعة “الأنصار” الإسلامية فهو محروم من زيارة العائلة للأسبوع الثالث على التوالي.وتجدر الإشارة إلى أنه غالبا ما منعت عنه زيارة العائلة و ذلك عقابا له كلما احتج على سوء المعاملة و طالب باحترام حقوقه. ويعاني عبد اللطيف من عدة أمراض مزمنة منها الربو و القلب والكلى دون أن يحضى بالعناية الطبية اللازمة مما اضطره إلى الإضراب عن الطعام عديد المرات منذ اعتقاله سنة 997 1 حتى أن مجموع الإضرابات التي قام بها تجاوز الألف يوم .
هذه مجرد عينات عن كيفية معاملة السجناء السياسيين في تونس، إنتهاك للحرمة الجسدية و دوس للكرامة وحرمان من أبسط الحقوق مع إفلات المسؤولين عن كل ذلك من العقاب .
إن الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب مع تمسكها بمطلب الحركة الحقوقية الوطنية والدولية الرامي إلى إطلاق سراح كل السجناء السياسيين تطالب :
أولا بإسعاف كل هؤلاء السجناء حالا وبتوفير العلاج الضروري لكل واحد منهم بواسطة لأخصائيين بالمستشفيات بالنسبة لمن تقتضي حالته الصحية ذلك .
ثانيا فتح تحقيق جدي في كل حالات الإعتداء و سوء المعاملة التي تعرض إليها هؤلاء ومحاسبة مقترفيها.
ثالثا: احترام كل حقوق السجناء المنصوص عليها بالقانون وبالمواثيق الدولية التي صادقت عليها بتونس
الرئيسة: راضية النصراوي
للاتصال:
98339960 / 71242756/ 71242754