12 اغسطس 2004

الرئيــس الشــرفي
العميــد محمــد شقــرون

في الوقت الذي تحتفل فيه النساء التونسيات بمناسبة العيد الوطني للمرأة ، تعيش نساء تونسيات تحت وطأة قيود وضعتها أجهزة الأمن حرمتهن من ابسط حقوقهن. والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تهنئ النساء التونسيات بعيد المرأة وتقدم للرأي العام الوطني كل يوم عينة من المآسي التي تعيشها عدد كبير من النساء عبر رسائل وشهادات تلقتها الجمعية وتتوجه بنداء إلى كل التونسيات والتونسيين الأحرار للعمل على وضع حد لمعاناة هؤلاء النسوة ومن ورائهن عائلات وأبناء تحت رعايتهن

شهادة السيدة زهرة بنت محمد الأسود أم سجين الرأي “عادل الطيب علي عمر” الذي عُـوقب بالسجن مدة 28 سنة وذلك منذ 11 عاما

وقد ذكرت السيدة الزهرة أم عادل في سياق استحضارها لظروف إيقاف ابنها انه وبعد عيد الفطر بثلاثة أيام سنة 1993 وعلى الساعة الثالثة صباحا، داهم البيت ثمانية أشخاص مسلحين بالمسدسات والرشاشات وجميع أفراد العائلة نيام فأوثقوه وفتشوا غرفته وخزانته وأوراقه واحتجزوا شهاداته (التربصات، شهادات الشكر والاستحسان التي أسندت له من الجيش الوطني … )

ثم اقتادوه معهم موثوق اليدين وبعد تلك الليلة العصيبة التي خلفت لي ولأبيه (وهو عاجز عن الحركة وفاقد البصر ) آثارا نفسية وصحية لا تزال ماثلة إلى اليوم ، بقيت لشهرين وأربعة أيام أتردد على وزارة الداخلية ومراكز الشرطة والمستشفيات والمحكمة لعلي أسمع خبرا يطمئنني عن مصير ولدي ويهدئ من روع والده وأخواته ولكن دون جدوى ومرت علينا أيام مريعة ونحن نتصل بجميع المصالح والمسؤولين ولكن لا مجيب .

وفي يوم من الأيام وأنا في حالة شديدة من الانهيار بلغتني أشاع مفادها أن ابني مات في مقر الداخلية ذهبت على التو إلى هناك و أخذت أصيح مطالبة بجثته لأتولى دفنه حتى أغمى على فقدم أحد المسؤولين وأخذ يصرخ فيهم “أعلموها إن كان ابنها قد مات أو مازال حيا ” فأدخلوني إلى أحد المكاتب وأعلموني بأن ابني عادل موجود بالسجن المدني 9 افريل.

فذهبت إلى السجن ولكنهم أنكروا وجوده هناك ودخلت في دوامة من الحيرة والقلق والخوف على مصير ابني الحقيقي وعدت مرة أخرى إلى مقر الداخلية لأسال عنه من جديد فتم إدخالي إلى المكاتب من طرف أعوان مدنيين و ذلك في الطابق الثاني أو الثالث وحقق معي أحدهم بخصوص ابني عادل ووصفه بأنه مجرم فقلت أن ابني مظلوم ولا يزال متهما فقط فنزع غطاء رأسي وانهال علي ضربا وصفعا مما تسبب في ثقب طبلة ادني وخلخلة ضرسي فقلت له: “أنا في مقام أمك كيف تضربني؟ فأجابني: “أنا ليس لي أم” وطردوني من هناك.

فذهبت إلى محكمة أريانة ودخلت على أحد حكام التحقيق وأنا أجهش بالبكاء فتأثر لحالي وسأل عنه في السجن عن طريق الهاتف فاعلموه انه موجود هناك. عندها فقط علمت أن ابني مازال على قيد الحياة وانه موقوف في سجن 9 افريل. وبعد شهرين وأربعة أيام زرته فلم اعرفه فصرت أصيح وابكي وطلبت منه أن يريني “شامة” في يده لأتأكد انه هو أم لا ، لقد صار نحيلا أصفر الوجه غائر العينين عاجزا عن الوقوف فقد كان يتكئ على الحاجز الفاصل بيننا و الذي ما يزال يفصل بيننا منذ أحد عشر عاما .
لذلك فأنا أهيب بجميع المؤمنين بحقوق الإنسان الوقوف معي حتى أرى ولدي خارج السجن أضمه إلى صدري.

    • أخاف أن أموت وهو داخل السجن.

    • أخاف أن أموت ولا يحضر جنازتي.

    • أخاف أن أموت ولا يتقبل عزائي.

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 نهج المختار عطية – تونس
الهاتف 71 256 647 الفاكس 71 354 984
aispptunisie@yahoo.fr