12/11/2008
في عام 1996 دعت الجمعية العامة الدول الأعضاء إلى الاحتفال باليوم الدولي للتسامح في 16 /نوفمبر ، من خلال القيام بأنشطة ملائمة توجه نحو كل من المؤسسات التعليمية وعامة الجمهور( وجاء هذا الإجراء في أعقاب إعلان الجمعية العامة في عام 1993 بأن يكون عام 1995 سنة الأمم المتحدة للتسامح (القرار 48/126. وأعلنت هذه السنة بناء على مبادرة من المؤتمر العام لليونسكو في 16 /نوفمبر 1995، حيث اعتمدت الدول الأعضاء إعلان المبادئ المتعلقة بالتسامح و خطة عمل متابعة سنة الأمم المتحدة للتسامح .
وتوجز وثيقة نتائج مؤتمر القمة العالمي لعام 2005 (A/RES/60/1) ، التزام الدول الأعضاء والحكومات بالعمل على النهوض برفاه الإنسان وحريته وتقدمه في كل مكان ، وتشجيع التسامح والاحترام والحوار والتعاون فيما بين مختلف الثقافات والحضارات والشعوب .
وقد وجه الأمين العام للامم المتحدة رسالة الى العالم بمناسبة اليوم الدولي للتسامح قائلا :
إن التنوع كان دائما أبدا سمة مميزة لحال الإنسان، وإن لم يتقبله البشر مع الأسف. ومازالت روح التعصب هذه ضد ”الغير“ مصدرا لضروب هائلة من المعاناة الإنسانية في كل يوم.
وهذا ما جعل من مكافحة التعصب بكافة أشكاله ركنا أساسيا من أركان عمل الأمم المتحدة على مدار اكثر من 60 عاما. والحاجة إلى التسامح اليوم أشد مما كانت عليه في أي وقت سابق في تاريخ الأمم المتحدة. ففي عالم تحتدم به المنافسة الاقتصادية ويتنقل سكانه بين ربوعه وتنكمش على أرضه المسافات، تغدو الضغوط الناشئة من معايشة المرء لأناس يخالفونه في الثقافة والمعتقد حقيقة واقعة مؤداها بلا مراء احتدام كراهية الأجانب وإزكاء مشاعر التطرف في شتى أرجاء الأرض. وعلينا أن نتصدى لهذا بكل قوة.
إن بناء ثقافة يسودها التسامح بداية هامة. وهي ثقافة لا مناص من أن تنهض على التوسع في توفير الحماية القانونية وفتح أبواب التعليم، ولكن المبادرة الفردية يجب أن تلعب أيضا دورا في هذا الشأن. والتسامح لا يمكن أن يعني الاكتفاء بقبول ما نراه سمات خاصة للشعوب الأخرى دون أن نحرك ساكنا. إنه يستوجب من كل منا أن يجد في السعي للتعرف أكثر على أحوال الآخر، وفهم منابع الاختلافات القائمة بيننا واكتشاف أفضل الجوانب في معتقدات وتقاليد كل منا. وما لم نعمد إلى اكتشاف هذا، فلن يتأت لنا أن ندرك أن ما يجمع بيننا كبشر أقوى بكثير مما يفرقنا.
وإذا ما كان الأمل يحدونا في أن ندرك السلام في هذا القرن الوليد، فيجب علينا أن نبدأ في تبادل الاحترام اليوم – باعتبارنا أفرادا من حق كل منا أن يحدد هويته الخاصة وأن ينتمي إلى العقيدة أو الثقافة التي يختارها؛ وبوصفنا أفرادا ندرك أن بوسعنا أن نحتفي بماهية وجودنا وأن نبرأ من كراهية ما عداها.
وفي البيان الختامي لمؤتمر القمة العالمي الذي عقدته الأمم المتحدة مؤخرا، تخاطبنا حكومات العالم بأسره بقولها: ”(إننا) نسلم بأن جميع الثقافات والحضارات تسهم في إثراء البشرية، ونسلم بأهمية احترام وتفهم التنوع الديني والثقافي في جميع أنحاء العالم، ونلتزم، تعزيزا للسلام والأمن الدوليين بتشجيع التسامح والاحترام والحوار والتعاون فيما بين مختلف الثقافات والحضارات والشعوب“.
فلنقطع على أنفسنا عهدا، ونحن نحتفل بهذا اليوم الدولي للتسامح، بأن نترجم تلك الكلمات إلى حقيقية واقعة، وبأن نحتفي بما نذخر به من تنوع وبأن نتعلم من جوانب الاختلاف القائمة بيننا وبأن نستفيد منها في توثيق الروابط الإنسانية المشتركة بيننا.
وقال الأمين العام إن اليوم العالمي للتسامح هو مناسبة لتذكير قادة الدول بتعهداتهم والتزاماتهم تجاه الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي وقعوها بهذا الشأن مضيفا أن الحاجة إلى التسامح واضحة للجميع إلا أن الإرادة لنشره يجب أن تكون أقوى من تلك الحتمية
وترى مؤسسة الانتماء الوطنى لحقوق الانسان ان فكرة التسامح هى فكرة تستحق منا الدفاع عنها دفاعا مستميتا ولنبدأ من الان ، فربما يكون التسامح هو الملاذ الذى نصبو اليه نحو عالم جديد يعرف معنى التسامح فى ظل عالم اليوم اللاتسامحى
معا لخدمة ورفعة حقوق الانسان فى مصر