2 اكتوبر 2004
تمعن السلط الامنية في تونس في التنكيل بعائلات المساجين السياسيين و أبنائهم في خرق واضح لأحكام القانون ولأبسط المبادئ والقيم الإنسانية . من ذلك تعمد رئيس مركز شرطة منزل بورقيبة رفض تمكين الآنسة ضحى المكي ( 18 سنة ) من بطاقة تعريفها رغم علمه مسبقا بأنه دون البطاقة المذكورة يستحيل عليها الترسيم في امتحان الباكالوريا ورغم ترددها ووالدتها على المركز المذكور باءت كل محاولاتها بالفشل في محاولة مفضوحة لحرمانها من اجتياز الامتحان . و الآنسة ضحى المكي ابنة السجين السياسي الهاشمي المكي المحكوم عليه بسبعة و ثلاثون سنة سجنا من اجل اتهامه بالانتماء إلى حركة النهضة وهو محتجز الآن بسجن الناظور.
كما علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن إدارة منطقة حرس بنعروس رفضت تجديد إقامة السيدة نورمان بنت عبدالعزيز زوجة السجين السياسي المنصف الورغي المحتجز بسجن 9 افريل بتونس العاصمة بعد الحكم عليه بعشرين سنة سجنا بتهمة الانتماء الى حركة النهضة . و السيدة نورمان بنت عبد العزيز تحمل الجنسية الماليزية و مستقرة بتونس منذ اكثر من خمسة وعشرين سنة ولها تسعة أبناء أكبرهم عبد الله ( 23 سنة ) و أصغرهم سلمى ( 11 سنة ) ، ومن شأن رفض تمكينها من تجديد الإقامة إبعادها قسريا عن أبنائها وكأن السلطات الامنية لم يكفها حرمانهم من والدهم بالسجن لتحرمهم من والدتهم بأساليب ملتوية لا تقرها الأخلاق ولا القانون .
كل هذا في الوقت الذي أصر فيه رئيس مركز شرطة المروج الخامس على رفض تمكين الطفلة انتصار الزواري (16 سنة ) ابنة الصحفي و السجين السياسي السابق عبدالله الزواري من شهادة إقامة لكي تتمكن من الترسيم بمدرسة المكان بدعوى انه لا حق لها في الإقامة بالمنطقة المذكورة والحال ان الدستور يضمن حرية التنقل والإقامة في كل تراب الجمهورية لكل التونسيين ما لم يصدر حكما يقضي بخلاف ذلك .
وفي نفس السياق رفض رئيس مركز الأمن بقبلي تمكين الآنسة إيمان البدوي (18 سنة ) من جواز سفرها في الآجال المعقولة مما أدى إلى تفويت فرصة الترسيم والتسجيل بالجامعات الفرنسية بعد أن أنهت تعليمها الثانوي بامتياز فائق خول لها الالتحاق بإحدى الجامعات الفرنسية بترشيح من أساتذتها. و إيمان هي ابنة السجين السياسي السابق وعضو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين محمد علي البدوي اللاجئ حاليا بسويسرا.
وتكشف هذه العينات وغيرها كثير أن السلط الأمنية في تونس لا تعترف بمبدأ شخصية العقوبة وهي تعتمد في التعامل مع عائلات المساجين السياسيين سياسة التنكيل والعقوبات الجماعية خارج إطار القانون و أحكام القضاء في انتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية .
والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:
تعبر عن عميق انشغالها من العقوبات التي سلطت على كل من نورمان بنت عبد العزيز حرم المنصف الورغي و ضحى ابنة السجين السياسي الهاشمي المكي وانتصار ابنة الصحفي والسياسي السابق عبد الله الزواري وإيمان ابنة السجين السياسي السابق محمد علي البدوي و ذلك دون ذنب سوى الروابط العائلية التي تجمعهم بمعارضين للسلطة .
تدعو السلطة التونسية إلى وضع حد لمثل هذه الانتهاكات الخطيرة التي لا مبرر لها و تمتيع عائلات المساجين السياسيين من الحقوق التي يخولها لهم الدستور و القوانين
عن الجمعية
الرئيــس
الأستــاذ محمـد النــــوري