7/6/2009

عقدت في مقر منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان يوم الأحد الموافق 7/6/2009 فعالية تضامنية مع الصحف المستقلة المصادرة، ولقد شارك في الفعالية عدد من رؤساء تحرير الصحف المصادرة وأعضاء مجلس نقابة الصحفيين، ورئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك حسن زيد، وبعض قيادات المشترك، علاوة على عدد من المتضامنين والنشطاء الحقوقيين وأعضاء البرلمان والصحفيين. ولقد صدر عن المشاركين في الفعالية التضامنية البيان التالي:

خلص المشاركون في الفعالية التضامنية مع الصحف المصادرة التي نظمت في مقر منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان إلى أن الحريات العامة وحرية الرأي والحق في التعبير تمر باسوء مراحلها منذ قيام الجمهورية اليمنية عام 1990 وإقرارها دستور يضمن حقوق الإنسان والتعددية السياسية والحريات العامة، حيث تزايدت في الآونة الأخيرة مضايقة الصحفيين ومصادرة الصحف في منافذ البيع ومنعها من الطباعة، علاوة على إحالة الكثير من الصحفيين للمحاكمات في قضايا تتعلق بممارستهم المهنية وتوجيه تهم ذات طابع سياسي لهم لانتقادهم الأوضاع العامة والسياسات والإجراءات الحكومية. علاوة على تكييف نصوص قانونية فضفاضة لتوجيه التهم لهم ومعاقبتهم بالحبس والغرامات المالية ومنع ممارسة المهنة! رغم كون اليمن مُصادقة على معظم الاتفاقيات الحقوقية الدولية علاوة على البروتوكولات الإضافية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية والخاصة بحرية الرأي والحق في التعبير، ولكنها لم تقم بموائمة وتغيير القوانين النافذة فيها لتتوافق مع نصوص ومتطلبات هذه الاتفاقيات والبروتوكولات كما ينص الدستور اليمن وتقتضي المصادقة عليها. لقد قامت وزارة الأعلام في شهر مايو الماضي بمصادرة ثمانية صحف مستقلة، ومنعت طباعتها أي أعداد جديدة لها منذ ذلك الحين حتى الان، ووجهت المطابع بمنع طباعة أي صحيفة بدون أذن مسبق من قبلها، وقامت بفرض رقابة مسبقة على الأخبار والمقالات الواردة فيها لمنع ما لا يتوافق مع أراء الحكومة. وإضافة لذلك فقد قامت بتوجيه تهم خطيرة لمحرري الصحف المصادرة منها “التحريض على العصيان، وإثارة الانقسامات الأهلية… الخ” ومازال هؤلاء المحررين يخضعون للتحقيق أمام النيابة قبل إحالتهم للمحاكمة. وصعدت الحكومة إجراءاتها ضد صحيفة الأيام المستقلة في عدن وقامت بمصادرتها، ومن ثمة قامت بحصار مقرها بقوات أمنية لمنعها من الطباعة والعمل علاوة على استخدام القوة وإطلاق النار للقبض على رئيس تحريرها مما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة العديدين أثناء الاشتباك.

وتقوم الحكومة دورياً بإغلاق وحجب المواقع الالكترونية التي لا تستجيب لسياستها ولكنها صعدت الأمر مؤخرا ليتم اختراق هذه المواقع وتدمير محتواها، مثل الذي حدث لصحيفة الوسط، وتم حجب موقع التغيير نت وموقع صحيفة الأيام وموقع يمنات الإخباري ومارب نيوز ويمن بورتال وغيرها من المواقع.

إن المشاركين في لقاء الشقائق التضامني يؤكدون على ضرورة وقف التعديات الحاصلة على الصحف المستقلة في اليمن، وإلغاء أوامر وزارة الإعلام بإيقاف طباعة الصحف، بما في ذلك التحايل على القانون بتوجيه أوامر شفهية للمطابع الخاصة بمنع طباعة الصحف، ووقف عمليات المصادرة لها في منافذ البيع أو التقطع لموزعيها من قبل عناصر الأمن وإتلاف النسخ من قبلهم، وإيقاف عملية حجب المواقع على الانترنت، ووقف الملاحقة القانونية للصحف وسحب كافة القضايا المرفوعة من قبلها عليهم بسبب ممارستهم المهنية. كما يدعون إلى ضرورة العمل على تغيير القوانين النافذة لتتواءم مع المعايير الدولية ومع تعهدات اليمن الدولية المعلنة لضمان حرية الرأي والحق في التعبير وتبعاً لمصادقتها على البرتوكولات والاتفاقيات الدولية كما يقتضي الدستور. ويؤكد المشاركين أيضاً على ضرورة قيام نقابة الصحفيين بدورها كما يجب في مواجهة الاعتداء الخطير والمستمر الواقع على الصحافة المستقلة في اليمن، مؤكدين على أن في طبيعة ما تعرضت له الصحافة المستقلة من ناحية حجم الانتهاك والضرر ومدى شموليته ما يستدعي تصعيداً من قبل النقابة في أدائها وموقفها الاحتجاجي بما يعكسه ذلك من موقف جاد وحازم يفترضه الحدث.

صادر عن منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان