28/11/2008
في سنة 1992، أعلنت الجمعية العامة في اختتام عقد الأمم المتحدة للمعوقين (1983-1992)، يوم 3 كانون الأول/ديسمبر بوصفه اليوم الدولي للمعوقين (القرار 47/3). وقد شكل العقد فترة لنشر الوعي واتخاذ التدابير اللازمة لتحسين حالة المعوقين وإتاحة الفرص لهم على قدم المساواة مع الآخرين. وفي وقت لاحق، ناشدت الجمعية العامة الدول الأعضاء إلقاء الضوء على الاحتفال بذلك اليوم بغية زيادة إدماج المعوقين في المجتمع (القرار 47/88).
رسالة الأمين العام بمناسبة اليوم الدولي للمعاقين
ينصب تركيز اليوم الدولي للمعوقين على تحقيق هدف توفير العمل اللائق لذوي الإعاقة ويأتي ليذكرنا بأن كل فرد يستحق الحصول على فرص العمالة المنتجة في ظروف تكفل التمتع بالحرية والإنصاف والأمن والكرامة الإنسانية. وفي كل مجتمع تقريباً يُحرم ذوو الإعاقة من فرص العمالة المناسبة. وتُظهر التقديرات أن على الأقل نصف ذوي الإعاقة كافة في البلدان المتقدمة النمو، والأغلبية العظمى منهم في البلدان النامية يعانون من البطالة.
أما الأكثرية الأخرى فتعاني من العمالة الناقصة أو لن تملك أبدا سبيل الوصول بشكل كامل إلى سوق العمل. وهذه الحالة تدعو إلى الأسف. إن ذوي الإعاقة يتمتعون بالقدرة اللازمة لتقديم مساهمات قيِّمة في القوى العاملة كعمال ومنظمي مشاريع وأرباب عمل. ولكنهم يتعثرون بعقبات عديدة تحول دون استخدامهم لإمكاناتهم. ويواجهون في بداية حياتهم صعوبات تعترض سبيل حصولهم على التعليم أو اكتسابهم للمهارات المطلوبة للعمل. وفي مرحلة لاحقة، تمنعهم المخاوف والتحاملات فيما يتعلق بقدراتهم من اغتنام فرص العمل المتاحة للآخرين.
وتطرح عوائق إضافية ناجمة عن أماكن العمل التي يصعب تكيفهم معها والتشريعات والممارسات التمييزية الصريحة أو الضمنية وظروف العمل غير المواتية. بيد أن ذوي الإعاقة كلما سنحت لهم الفرصة لذلك، يثبتون قيمتهم كأفراد منتجين في القوى العاملة.
ولهذا السبب ما فتئ يتزايد تدريجيا عدد أرباب العمل الذين يدركون أن إتاحة فرص العمل لذوي الإعاقة أمر له مبرره المنطقي. وتُفسح لهم أيضا مجالات جديدة للبحث عن عمل لائق بفضل التغير الذي تشهده بيئات أماكن العمل والتطورات التي طرأت على تكنولوجيات المعلومات والاتصالات. وليس لدى معظم الدول تشريعات لحماية ذوي الإعاقة في مكان العمل.
وتعترف اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة المتوقع أن تدخل حيز النفاذ في مطلع العام المقبل، بحقوق ذوي الإعاقة في العمل والعمالة على قدم المساواة مع الآخرين. وتؤكد حقهم في كسب العيش من عمل يختارونه بمشيئتهم وممارسة عملهم في بيئة تقبلهم ويسهل عليهم الوصول إليها. ودعونا بمناسبة هذا اليوم الدولي نؤكد من جديد التزامنا بالسعي إلى تحقيق المساواة في الحقوق للجميع فلنتعهد كفالة المشاركة التامة لذوي الإعاقة في مسيرة حياة مجتمعاتهم.
معا لخدمة ورفعة حقوق الانسان فى مصر