تفاصيل جديدة عن “انتفاضة” الأسرى في معتقل “جلبوع”: إدارة السجن فرضت عقوبات إضافية عليهم ومنعت عائلاتهم من زيارتهم
12 - يوليو - 2004
12 يوليو 2004
لم تكتف مصلحة السجون الإسرائيلية، بقمع المعتقلين في معتقل جلبوع التابع لسجن شطة و إصابة أكثر من 25 معتقلا منهم، أول من أمس، وإنما لجأت إلى فرض عدة عقوبات جماعية عليهم، بدأت أمس بحرمان عائلاتهم من زيارتهم.
وأفاد أهالي المعتقلين، إن سلطات الاحتلال منعتهم من زيارة أبنائهم في معتقل جلبوع، المقام على مقربة من مدينة نابلس داخل الخط الأخضر، بعد يوم واحد من الاعتداء عليهم من قبل وحدات إسرائيلية خاصة،ما أسفر عنه إصابة أكثر من 25 منهم بجروح ، وإصابة العشرات بالإغماء و الاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وكشف المعتقلون في سجن جلبوع تفاصيل جديدة عن الاعتداء الذي تعرضوا له أول من أمس، فأكدوا إن قوات الاحتلال المدعومة بقوات خاصة من وحدة “نحشون” اقتحمت المعتقل، واعتدت على العشرات منهم بالضرب المبرح و أطلقت الرصاص المعدني عليهم، إلى جانب إطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع مما أدى إلى إصابة العشرات منهم.
وكان نحو 25 معتقلا، أصيبوا بجروح عندما احتجوا على الأوضاع المتردية التي يعانون منها، وخصوصا تصرفات غير أخلاقية يقوم بها ضابط السجن، دفعهم إلى الإلقاء بالزيت المغلي، على احد الضباط انتقاما منه جراء تعمده إذلال ثلاثة معتقلين قبل عدة ايام.
ووفقا لتأكيدات المعتقلين فان إدارة السجن أحضرت قوات كبيرة من الجيش و الشرطة إلى جانب,إلي جانب قوة من وحدة (نحشون) بدأت بقمعهم عن طريق إطلاق الرصاص المعدني , و قنابل الغاز المسيل للدموع , واستخدام الهراوات , مما آدا إلى اندلاع مواجهات عنيفة.
و يؤكد المعتقلون, وكذالك العديد من المنظمات الحقوقية التي تعنى بقضايا الأسرى في سجون الاحتلال, إن إدارة جلبوع تحرمهم من الحد الأدنى من حقوقهم الإنسانية, و تخضعهم لكل أشكال الذل و الإهانة, في وقت حاول بعض حراس المعتقل اغتصاب أربعة معتقلين, مؤخرا, بقصد الحط من كرامتهم الآدمية وإذلالهم.
وما أن انتهت المواجهات, قال الأسرى, أنهم رفضوا تناول وجبه الإفطار احتجاجا على ظروف اعتقالهم, ليفاجأوا بإقدام حراس السجن, بأجراء عمليات تفتيش في الزنازين, و صادروا معظم أغراضهم الشخصية.
واشار الاسرى الى محاولاتهم الحثيثة لحث ادارة السجن على تغيير اسلوب معاملتهم معهم , و ضمان الحد الادنى من احتياجاتهم الضرورية الا انها رفضت الستجابة للحد الادنى من مطالبهم واستمرت في سياستها و ممارستها التعسفية بحقهم . مما اضطرهم الى الاحتجاج على تلك الممارسات.
و تحتجز اسرائيل في معتقل جلبوع الذي لم يتم الاعلان عن افتتاحة , و انشىء على مقربة من سجن شطة نحو600معتقل , تدعي سلطات الاحتلال ان معظمهم من اصحاب القضايا الخطيرة. فيما تعتبرة الاجهزة الامنية الاسرائيلية المعتقل ذلك الاكثر امنا والاشد تحصينا من بين المعتقلات والسجون. وتختلف وضعية ذلك المعتقل عن بقية السجون في الدولة العبرية, حيث اقامتة سلطات الاحتلال على نمط سجن في ايرلندا الشمالية , كان يعتقل فيه قادة الجيش الجمهوري الايرلندي، وبعد ان ارسلت تلك السلكات مجموعة من ضباط السجون،الى ايرلندا، وزاروا السجون هناك و درسوا تخطيطاتها و وسائل الامن فيها، و عادوا بالمخططات و الخرائط الهندسية، ليشرعوا في اقامة سجون مماثلة لتلك التي زاروها، فانجز جلبوع في قترة لا تتعدى ثلاثة شهور.
ولا تجعل هندسة السجن الاسير يعرف حتى كيف يمكن الوصول الى غرفته الى غرفة اعتقال اخرى، سوى الطريق الموصلة بي ن غرف الاعتقال و ساحة التنزه، او غرفة الاعتقال و غرف التحقيق، دون ان يتمكن من معرفة اية تفاصيل اخرى.
ويحيط بالسجن سور شاهق يتعدى ارتفاعه العشرة امتار،و تم تشييده من الاسمنت والحديد المسلح، ويحيطه سياج شائك. وفوق السور وضعت مواسير حديد كبيرة كتلك التي وضعت على اسوار سجن شطة فيما وضعت اسلاك شائكة على ارتفاع مترين فوق ذلك السور.
والنقطة الأولى لدخول السجن عبارة عن بوابة حديدية ضخمة، ثم بوابة شفافة ترقب كل سيارة زوار تدخل الى الموقف الخاص. ويدخل الزوار، عبر باب حديدي الكتروني لتبدأ المرحلة الأولى من التفتيش والتدقيق، فيما استعانت ادارة المعتقل، باجهزة الكترونية خاصة للتفتيش، من شانها منع اية امكانية لادخال اجهزة اتصال خلوية، او رسائل سرية، او اية خارطة من شانها مساعدة المعتقلين على الهرب من السجن.
ولجات الادارة الى تقسيم الاسرى وفقا للانتمائات السياسية لكل منهم، وحرصت على عدم وجود اكثر من اثنين من نفس التنظيم داخل الغرفة الواحدة، التي ينام فيها ثمانية معتقلين، تم تخصيص سرير لكل منهم، لايزيد طوله عن متر و65 سم، وباب الكتروني لكل غرفة فيه طاقة صغيرة تسمح بادخال صحن الطعام.