21/10/2007

في تجاهل واضح لدعوات مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني لضرورة وقف عمليات الاقتتال في حي الشجاعية والتي أودت مساء يوم الأربعاء الماضي بحياة أربعة مواطنين ،وفى خروج عن اتفاق الواسطة المبرم بين الطرفين لإنهاء الأحداث، وقبل انتهاء مهلة الوساطة بنصف ساعة تجددت الاشتباكات بين عائلة حلس والشرطة التابعة لوزارة الداخلية المقالة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة على تمام الساعة السابعة والنصف من صباح يوم السبت 20/10/2007.

وحسب توثيق مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان فقد أسفرت الاشتباكات المسلحة عن مقتل مواطنين احدهما طفل ويدعي محمد فؤاد السوسي (13)عاماً إثر إصابته برصاصة في الرأس, فيما أصيب شقيقه أسامة بعيار ناري بالأطراف، ومقتل المواطن محمد سالم حلس(22)عاماً، ليكون المواطن الرابع الذي يقتل من عائلة حلس في غضون ال48 ساعة الماضية، كما أكدت المصادر الطبية في مستشفى الشفاء بغزة وجود 20 مواطناً مصابين بجراح مختلفة.

وفى السياق ذاته وفقا لمصادر إعلامية وتوثيق مؤسسة الضمير فان سبعة مواطنين غالبيتهم من الأطفال والنساء أصيبوا بجراح مختلفة نتيجة إطلاق الشرطة التابعة لوزارة الداخلية المقالة النار على مسيرة سلمية خرجت من حي الشجاعية شرق غزة – بالقرب من مسجد الهدى- للتضامن مع عائلة حلس ،فهاجمت الشرطة المسيرة بعنف وفتحت النار صوبها، على الرغم من أن غالبية المشاركين بها من النساء والأطفال، مما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجراح عرف منهم: طلال مسعود حميد “30عاما” أصيب بعيار ناري بالفخد، والطفل “جهاد ناصر حميد” بشظايا قذيفة في مختلف أرجاء جسمه، إضافة إلى عدد آخر من النساء برضوض وشظايا في مختلف أنحاء الجسم، الأمر الذي أدى إلى تصاعد الأحداث لتمتد إلى شارع المنصور في الحي نفسه، وبهذا الصدد فان مؤسسة الضمير تشدد على ضرورة احترام الحق في التجمع السلمي، وتؤكد على أن إعمال هذا الحق مقيد بضوابط قانونية، بحيث لا تفضي التجمعات السلمية إلى الإخلال بالأمن والنظام، أو إلى التعرض للممتلكات العامة والخاصة.

في سياق ذاته وعلى اثر اندلاع اشتباكات مسلحة مساء أمس بين عناصر من كتائب القسام وعناصر من سريا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قتلت المواطنة هيام أحمد صقر(51) سنة، وأصيب نجلها،كما وراافق هذه الاشتباكات عمليات اختطاف واسعة بين الطرفين.

الضمير ترى ان ما حدث ويحدث في حي الشجاعية ورفح أمرا لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة مهما كانت، لهذا تدعوا مؤسسة الضمير جهاز الشرطة التابعة لوزارة الداخلية المقالة بان تقدم على إعلان وقف كافة أشكال استخدام القوة المسلحة المفرطة في حي الشجاعية تجاه المواطنين.

مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان إذ تعبر عن استنكارها وأسفها لاستمرار سقوط ضحايا في إطار تصاعد الفلتان الأمني والاقتتال الداخلي في حي الشجاعية، وإذ تجدد مؤسسة الضمير رفضها اللجوء للقوة في مواجهة المكلفين بإنفاذ القانون، وتشدد في الوقت ذاته على ضرورة ضمان احترام القانون من قبل المكلفين بإنفاذه ولاسيما فيما يتعلق باستخدام القوة المسلحة، كما وتجدد الضمير دعوتها إلى ضرورة إنهاء كافة المظاهر المسلحة وإعادة النظام والهدوء إلى منطقة الشجاعية،وتشكيل لجنة تحقيق فورية بالأحداث الأخيرة وتقديم كل من يثبت إدانته إلى العدالة ونبذ اللجوء للعنف والقوة المسلحة.

انتهى
مؤسسة الضمير -غزة