17 أغسطس 2004

واكبت بيروت الإضراب المفتوح عن الطعام الذي بدأه أكثر من سبعة آلاف معتقل فلسطيني وعربي في المعتقلات الإسرائيلية، بصرخة ضد الصمت العالمي على معاناة الأسرى، واللامبالاة الدولية تجاه أفظع عملية تعذيب منهجية يتعرضون لها، من دون أي تحرك جدي لإنقاذهم.

وتجسدت هذه الصرخة بنصب”خيمة الحرية” في حديقة جبران خليل جبران، قبالة مقر الأمم المتحدة وسط بيروت، وخصصت لاعتصام بدا قبل الظهر، سيستمر حتى الرابع والعشرين من آب الحالي، بدعوة من لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

وشارك في الاعتصام، ممثل وزير الخارجية والمغتربين، جان عبيد، والسفير بسام النعماني، وممثلون عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وحشد من الهيئات والمنظمات النقابية والاجتماعية والإنسانية والشبابية النسائية، وأمهات المفقودين في السجون الإسرائيلية وعدد من الأسرى المحررين.

ورفعت أمام مدخل الخيمة وخارجها صور للأسير القنطار وصور المفقودين في السجون الإسرائيلية، وابرز المعتقلين الفلسطينيين والعرب، ولائحة عملاقة بعنوان”لماذا الإضراب عن الطعام” تتضمن مطالب المعتقلين المضربين عن الطعام.

وتحدث خلال الاعتصام الأمين العام للجنة المتابعة لقضية الأسرى، محمد صفا، معلناً إضراباً مفتوحاً عن الطعام للمعتصمين في الخيمة، مواكبة لإضراب المعتقلين في السجون الإسرائيلية، واعتبر انه من المخجل أن تكون التحركات دون مستوى الإضراب التاريخي الذي ينفذه الأسرى في سجونهم.

وطالب العالم بتشكيل لجنة تحقيق دولية حول أوضاع المعتقلين في السجون الإسرائيلية وإيقاف سياسة الاعتقال الإداري، الإفراج عن المعتقلين كافة، خصوصا ذوي الأحكام العالية والمؤبدة، والإفراج عن النساء الأسيرات والأطفال القاصرين، إيقاف التعذيب ومحاكمتهم باعتبارهم مجرمي حرب ضد الإنسانية، ومعاقبة مرتكبي التعذيب ومحاكمتهم باعتبارهم مجرمي حرب ضد الإنسانية، والإفراج عن أسرى الجولان السوري المحتل، وتنفيذ إدارة السجون الإسرائيلية للمطالب ال22 التي رفعها الأسرى المضربون.

ثم ألقت سميرة شقيقة الأسير اللبناني سمير القنطار، كلمة أكدت فيها أن الاعتصام في “خيمة الحرية” يأتي مواكبة لإضراب الأسرى والمعتقلين المفتوح، مشددة على أن الاعتصام هو أعمق معاني التضامن مع هؤلاء الأبطال، الذين قرروا أن يواجهوا قسوة وظلم وقهر السجن، بمعركة البطون الخاوية مع الجوع الذي مهما سيكون مرا وصعبا ومؤلماً، فلن يكون أكثر مراراً وقهراً من الممارسات التعسفية التي تمارسها إدارة السجن بحقهم.

وأكدت أن الاعتصام سيستمر ليل نهار، وان هناك تحركا ستشهده بيروت يواكب فعل الأبطال في السجون الإسرائيلية، وفق ما تملك من إمكانات الصمود التي نستمدها من صمود هؤلاء الأبطال الأحرار في السجون الإسرائيلية.

ودعت الهيئات والفعاليات كافة إلى مواكبة هذا الاعتصام المفتوح كتعبير عفوي وصادق نصرة لهؤلاء الشرفاء الأحرار في السجون الإسرائيلية”.معتبرة أن إضراب الأسرى المفتوح عن الطعام، ليس موجها فقط ضد العدو الإسرائيلي بل هو وصمة عار عىل جبين هذا العالم الصامت الخانع.

وختمت بتوجيه التحية “لأسرى الحرية المضربين عن الطعام” والمضربين عن اليأس والمضربين عن الاستسلام”.

وألقت عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني، ماري الدبس، كلمة أكدت فيها التضامن الكامل مع إضراب المعتقلين، والدعم التام لقضية الشعب الفلسطيني في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، من اجل إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

ودعت الأحزاب اللبنانية، شباب لبنان كافة، إلى اتخاذ موقف جريء في مواجهة ما يجري على الأراضي الفلسطينية، كما دعت العالم أجمع، إلى اتخاذ موقف جريء في مواجهة ما يجري على الأرض الفلسطينية، كما دعت العالم اجمع، إلى اتخاذ موقف فعلي ولو لمرة واحدة في اتجاه تطبيق القرارات الدولية، ضد إسرائيل، التي تغضب وتعتدي وتأسر شعبنا بأكمله، دون أن تكون هناك حركة جدية لمواجهتها.

ودعا علي فيصل عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، إلى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة مشروع “الكانتونات” الذي يكرسه جدار الفصل العنصري، من اجل تحرير الأرض والشعب والمعتقلين من السجون الإسرائيلية.

وألقى سمير أبو عفش، كلمة باسم رابطة الأسرى الفلسطينيين، طالب فيها الأمم المتحدة بالتحرك لدعم الأسرى، وتحريرهم من السجون الإسرائيلية.

وأعلن الأمين العام للحزب الديمقراطي الشعبي اللبناني، أمين حمزة، التضامن مع مطالب الأسرى موجها التحية إلى الشعب الفلسطيني الصابر الصامد في وجه الاحتلال والمدافع عن شرف الأمة التي تواجه كل يوم بطش هذا العدو، ومحاولته الدائمة لكسر الشعب الفلسطيني.

وزار “خيمة الحرية” وفد من “تيار السلام بين الشعوب” يضم فرنسيين وغيرهم من الأوروبيين تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين، كما أضاء المعتصمون حوالي ألف شمعة في حديقة جبران، تحية للمضربين عن الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية، وأعقب ذلك أمسية فنية يحييها الفنان اللبناني سامي حواط.

نادي الأسير الفلسطيني