1/10/2005

انتقلت الى جوار ربها المناضلة الطلابية السيدة نجاة الماجري يوم 28/09/2005 التي قضت عاما كاملا بالسجن من أجل نشاطها القيادي بصفوف الحركة التلمذية وقد أثر اعتقالها على سير حياتها وهي في ريعان الشباب ذلك أنها لم تتقبل وضعيتها كسجينة و لا الممارسات التعسفية المسلطة عليها من طرف سجانيها

وقد أصيبت بكآبة دائمة منذ دخولها الى السجن وحتى بعد خروجها منه نتيجة لأهوال ما لاقته من التعذيب في السجن وقبل المحاكمة ونتيجة لتلك الضغوط النفسية أصيبت بسرطان بثديها حرمت من وسائل علاجه في الوقت المناسب إذ هضم حقها في المعالجة المجانية في حين كان بالامكان استئصال موطن الداء في الإبان.

و لم يضع خروجها من السجن حدا لمعاناتها إذ بقيت عرضة للتنكيل و بقيت فترة طويلة تحت المراقبة الادارية وقد سبق لها أن اتصلت بالجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين للتعبير عن معاناتها و التشكي من حرمانها من بطاقة معالجة ومن جواز السفر ومن مواصلة الدراسة وقد ذكرت بوثيقة خطتها بخط يدها :

* أنها أوقفت يوم 14/7/1994 من طرف شرطة القرجاني أين تعرضت الى تعذيب وحشي وفظيع على يد الباحثين وبعد 15 يوما أحيلت على وكيل الجمهورية ثم تمت محاكمتها بسنة سجنا من أجل الانتماء الى جمعية غير مرخص فيها.

* أنها أودعت سجن النساء بمنوبة ووضعت بما يسمى ” بيت العناكش ” وهو جناح خاص بالمتهمات بجرائم القتل .

ومنذ الأسبوع الأول أوكلت إدارة السجن مهمة التنكيل بها و إيذائها الى سجينة حق عام فاقدة لمداركها العقلية تدعى “نجاة فلتة ” التي صارت تعتدي عليها بالضرب المبرح وقذفها بكل ما يقع تحت يدها بدون سبب .

* وأنها كانت ضحية مع غيرها من السجينات السياسيات لحصص تعذيب تتمثل في إخضاعهن للزحف على الركبتين و المشي منزوعات الملابس تحت وطأة البرد القارس في الشتاء وفي ساعات مبكرة تحت إشراف عدد من السجانات اللاتي تتولين ضرب كل من تقع تحت أيديهن بالعصا على رأسها .

* و أنها كانت تُـكـره على الاستحمام بالماء البارد في الشتاء. ويقع حرمانها يوم العيد من القفة ومن الزيارة .

* و إثر قضائها للعقوبة كاملة وقع إجبارها على الحضور يوميا بجميع مراكز أمن الكبارية والقرجاني وباردو ومنطقة تونس والاستعلامات مما اضطرها لغزل الصوف بمنزلها لتوفير مصاريف التنقل من مركز إلى آخر و كانت تجبر على الحضور بالمراكز المذكورة عارية الرأس والساعدين .

* أنها كانت تعيش رعبا دائما جراء المداهمات الليلية المتكررة من طرف أعوان البوليس لمنزلها و قد كانت فرقة الاستعلامات تجبرها على الانتظار بمقر الفرقة حيث كانت تسمع صراخ وأنين الموقوفين نتيجة لأصناف التعذيب التي يتعرضون لها بتلك المخافر.

* وأن المرض الذي أصابها لم يكن وراثيا و إنما كان نتيجة لحالة الكآبة والضغط النفسي والرعب الكبير الذي عانت منه من جراء إيقافها وسجنها والاعتداء عليها وحرمانها من حقها في العلاج.

و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين, التي طالما نبهت لخطورة الأوضاع بالسجون التونسية و اعتبرت أن قضاء سنة واحدة بهذه السجون يضاهي حكما بالإعدام، تلفت نظر الجميع الى المآسي التي تنتج عن بقاء مئات المساجين