18/7/2006
مضى اليوم أربعون يوما على دخول المناضل السياسي السيد محمد العكروت المقيم حاليا بالسجن المدني 9 أفريل بتونس في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بأبسط الحقوق التي يضمنها له قانون السجون غير أن الإدارة العامة للسجون لم تستجب لتلك الطلبات الشرعية و هو ما أدى لمواصلة الإضراب و قد تدهورت الحالة الصحية للسيد محمد العكروت و صارت عائلته تخشى على حياته و قد منعت من زيارته الأسبوع الماضي مما زاد في شكوكها و حيرتها .
و قد علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن ابن السجين السياسي السيد محمد العكروت بعث ببرقيات لرئاسة الجمهورية و وزارتي الداخلية و العدل و قد علمت الجمعية أيضا أن أخبارا متواترة صادرة عن عائلات المساجين السياسيين الذين قاموا بزيارات لذويهم خلال الفترة الأخيرة تفيد أن حالة المناضل السياسي محمد العكروت أصبحت متدهورة للغاية خاصة و أنه لم يعد يتناول شيئا و أن إضراب الجوع الذي يقوم به لم يعد مقتصرا على عدم تناول الطعام بل تعدى ذلك الى الامتناع الكلي عن شرب المياه و تناول السكر.
و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تطلق صيحة فزع من هذه الوضعية الصحية المتردية للسجين السياسي و تطلب من كافة الجمعيات الحقوقية المحلية و الدولية التدخل السريع لإنقاذ حياة السيد محمد العكروت و الاستجابة لمطالبه المشروعة و حقه في المعالجة و السراح الشرطي و تلفت نظر المسؤولين إلى أن بقاء عدد كبير من المساجين السياسيين في السجن طيلة 15 عاما و أكثر من شأنه أن يؤدي إلى حالة من الضعف و الهزال البدني و استشراء الأمراض مما يفقد المساجين السياسيين المناعة و يدخلهم في حالة يأس ناتجة عن عدم قبولهم لوضعهم داخل السجون
و هي إذ تشير لهذه الوضعية تذكر بأن حالة اليأس التي أصبح عليها المساجين السياسيون اضطرتهم للدخول في اضرابات مفتوحة عن الطعام أدت لتدهور صحتهم و أشرف البعض منهم على الهلاك مع الإشارة بأن عدم الاستجابة لطلبهم في العلاج في الوقت المناسب أدى لاستفحال المرض و عدم جدوى العلاج بعد فوات الأوان و هو ما أدى لوفاة البعض منهم مثل ما حصل لمساجين الرأي علي الدريدي و عبد الجواد عبود و أخيرا الهاشمي المكي.
الأستاذ محمد النوري