4/3/2007
علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن حملة الإيقافات التي عرفتها البلاد في المدة الأخيرة مازالت متواصلة إلى حد اليوم، إذ لا يزال عشرات الشبان يحالون على القضاء لمحاكمتهم في ظروف لا تتوفر فيها أبسط الضمانات القانونية .
كما علمت الجمعية أن عددا من الموقوفين وعائلاتهم يتعرضون إلى أبشع أنواع التنكيل في خرق فاضح لقانون السجون وقانون الإجراءات الجزائية، فقد وضع عدد من المساجين بزنزانات انفرادية بسجن المرناقية لا تتوفر فيها الإضاءة والهواء، شديدة البرودة والرطوبة وحرمانهم من الفسحة اليومية ومن كل وسائل الاتصال بالعالم الخارجي، ونذكر منهم على سبيل المثال السجين محمد على بن محمد شرفي وفيصل بن صالح الحريزي، وقد لاحظ عدد من المحامين أن منوبيهم يقع إحضارهم من طرف أعوان السجون في سيارات مغلقة وبعد وضع كيس أسود cagoule على رؤوسهم وتقييد أيديهم بالأغلال .
كما يتعرض البعض الآخر من الموقوفين الى التنكيل و ذلك بحرمانهم من العلاج رغم وضعيتاهم الصحية المتدهورة نتيجة اصابة البعض منهم بالرصاص أثناء القاء القبض عليهم من طرف البوليس، ونذكر هنا خاصة وضعية كل من محمد أمين ذياب الذي أصيب برصاصة في ظهره ويده وفتحي الصالحي الذي أصيب بشظية في رأسه وتعكرت صحته وأصبح يعاني من الرعاش ومن أوجاع مبرحة بالرأس ولم يقع تمكينهما من العلاج لحد اليوم، اضافة الى السجين محمد البختي الذي يعاني من اعاقة بصرية.
كما بلغ الى علم الجمعية ان ادارة السجن تعمد الى تعذيب المساجين وذلك بضربهم وحرمانهم من النوم، اذ يتم اخضاعهم فور وصولهم الى السجن الى الضرب المبرح و التنكيل كما يتم اخراجهم في اوقات مختلفة من الليل وفي كل حين لضربهم وإجبارهم على الهرولة وترديد ألفاظ مهينة تحط من كرامتهم مثل تقليد أصوات الحيوانات وترديد عبارة “أنا سارق دجاجة” بينما يقف الأعوان تحت إشراف مسؤوليهم ومنهم الضابط طارقو مثنى وإخضاعهم لإجراءات تنفيذ عملية إعدام صورية لترويعهم.
وتعمد إدارة السجن كذلك الى التنكيل بعائلات المساجين و ذلك بحجب المعلومات عن العائلات الآتية للاستفسار والبحث عن أبنائها فضلا عن ترك العائلات التي تأتي للزيارة عدة ساعات وتحت المطر تنتظر تمكينها من رؤية أبنائهم.
والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين اذ تشجب كل أشكال المعاملات المهينة والماسة بكرامة المساجين فانها تطالب السلطة باحترام القوانين المنظمة للسجون والقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة المساجين و تحملها مسؤولية الحفاظ على أرواحهم، كما تطلب فتح تحقيق جدي ومستقل حول هذه التجاوزات الفظيعة ومحاسبة مرتكبيها.
الرئيس
الاستاذ محمد النوري