5 ديسمبر 2004

أدلت عدد من الأسيرات الفلسطينيات بشهادات مروعة عن تعرضهن خلال التحقيق لأساليب تعذيب ومعاملة لا إنسانية ومهينة على يد المحققين الإسرائيليين.

وحصل محاموا نادي الأسير على هذه الشهادات خلال زيارتهم للأسيرات الفلسطينيات في سجني الرملة وتلموند وفي معتقل المسكوبية .وتشير شهادات الأسيرات الى الاستهتار التام بحقوقهن وانتهاك حكومة الاحتلال لكل المعايير والقوانين الدولية والإنسانية.

ويتصرف جهاز الشابك الإسرائيلي مع الأسرى كجهاز فوق القانون وبدون أي رادع او محاسبة وعقب نادي الاسير على ذلك بقوله:”ان جهاز الشاباك الاسرائيلي يعتبر جهازا فاسدا اخلاقيا و انسانيا ويعمل وفق حماية من الحكومة الإسرائيلية التي أجازت له استخدام وسائل محرمة دوليا في استجواب المعتقلين الفلسطينيين”.

وفيما يلي عدد من الشهادات التي حصل عليها نادي الاسير:
أولاً: الأسيرة قاهرة سعيد علي السعدي:27 سنة، سكان مخيم جنين متزوجة وام لأربعة أطفال ومحكومة 3مؤبدات و30 سنة.

أفادت الاسيرة المذكورة أنها ومنذ لحظة اعتقالها تعرضت داخل ناقلة الجنود للشتائم البذيئة والقذرة، وتعرضت للضرب بأعقاب البنادق، وفي سجن المسكوبية تعرضت للتفتيش العاري وللشبح على كرسي مربوطة الارجل والايدي واستمر ذلك لساعات طويلة.

وقالت( جاء محقق يدعي ابو يوسف واحضر كرسيه والصقه بجانبي، وكان جسمه قريب من جسمي، طلبت منه ان يبتعد فرفض واخبرني بأن شغله يتطلب ذلك ولم يكن بامكاني عمل شي لأنني مربوطة بالكرسي بإحكام…).

وأشارت الاسيرة السعدي في إفادتها :انها عندما لم تستجب له تم نقلها الى زنازين تسمى المنفى وهي تقع تحت الارض، مليئة بالرطولة وبدون ضوء ولا يوجد بها ماء ولا حتى هواء، وتنتشر فيها الصراصير والحشرات.

وقالت زنازين المنفى ضيقة جداً وفيها حفرة بالارض لقضاء الحاجة، وكانوا يدخلون لها كاس ماء كل ساعة وتنتشر في الزنزانة روائح كريهة جدا..وقد مكثت فيها 9 ايام متواصلة.

وقالت السعدي(خلال التحقيق كانوا يصرخون علي ويستفزونني بشدة، وقام المحققون بتهديدي بالاغتصاب عدة مرات وكنت أجهش بالبكاء خائفة جدا…لقد سمعت ألفاظا منهم لم اسمعها طوال حياتي).

واشارت السعدي انها مكثت ثلاثة شهور نصف في التحقيق وقام ضابط يدعى شلومو بضربها ضربا مبرحا بحذائه الحديدي لدرجة ان الاسرى الموجودين في المسكوبية قاموا بالاضراب عن الطعام احتجاجا على ذلك…وقالت ان سبب تعرضها للضرب هو طلبها من الضابط المذكور ان تستحم.

ثانياً:لنان يوسف مليطات:24 سنة، بيت فوريك، زوجة شهيد.
اعتقلت عن حاجز حوارة بعد ان جرى تفتيشها بشكل عاري ثم نقلت الى مركز التحقيق بيتح تكفا وهناك تم شبحها على كرسي وهي مقيدة اليدين و القدمين ومثبتة في الكرسي وقالت( خلال التحقيق كان المحققون يلصقون كراسيهم بي ويقتربون مني، وكان المحقق يناديني: حبيبتي ويقبلني في الهواء بطريقة قذرة وكان يخبرني بأنه من المفروض ان أكون يهودية لان شعري أشقر….)، وقالت:استخدموا كل وسائل القذارة بألفاظهم وحركاتهم لانتزاع اعترافات مني مستمرا ذلك 24 يوم.

واوضحت ان زنازين التحقيق في بيتح تكفا سيئة للغاية، والأكل المقدم رديء لا يؤكل وتنتشر في الزنازين روائح كريهة، والمرحاض عبارة عن حفرة بالارض، والحيطان لونها رمادي غامق، خشنة الملمس ويوجد بها مكيف هواء بارد جدا، وضوء باهت مزعج للنظر.

ثالثا:رشا خالد العزة، 18 سنة، من مدينة بيت لحم.
قالت انه عند اعتقالها من البيت تم تفتيشها امام الجنود بشكل مهين، وتم اقتيادها الى سجن المسكوبية في القدس حيث جرى تفتيشها مرة أخرى بشكل عاري.

وقالت: (أخذتني شرطية وأدخلتني لزنازين الشباب، فبدأ الشباب يصرخون وبعدها نقلتني الى زنزانة تشبه القبر حتى اذا أردت النوم لا أستطيع ان أمد رجلاي فهي صغيرة جدا وضيقة وبدون تهوية وبدون شبابيك وفيها مكيف بارد جدا لدرجة التجمد، والفرشة وسخة ومليئة بالشعر و الغبار…).

وقالت الأسيرة رشا العزة ان المحققين وجهوا لها الشتائم القذرة وهددوها اكثر من مرة ان يدخلوها الى زنازين الشباب واحدهم قال لها(انتم العرب زبالة).

وأوضحت ان التحقيق استمر وهي مشبوحة على الكرسي معصوبة الأعين مقيدة اليدين والقدمين حتى أصابها التعب والانهيار.

وقالت العزة: (في اليوم الثامن من اعتقالي وصلت الى وضع يرثى له، أصبحت خائرة القوى ولا أستطيع الحراك والوقوف، أخذوني للعيادة وأعطوني إبرة مغذية وأرجعوني للزنزانة).

وأوضحت أنها خلال فترة التحقيق تم منعها من لقاء المحامي وكذلك تم منعها من الاستحمام وطوال فترة التحقيق كانوا يصرخون عليها ويشتمونها…

نادي الأسير الفلسطيني