27/1/2008
لم يفلح وزير الإعلام السوري د. محسن بلال في دفاعه عن سياسات نظام الحكم في هذا البلد خلال برنامج قناة الجزيرة الفضائية القطرية. بعكس ذلك، كان دفاعه ذاك مجرد صورة مكررة لمقال يمكن أن نجده في إحدى الصحف السورية الحكومية أو لتعليق سياسي من إذاعة دمشق!
كان مقدم البرنامج يمطره بوابل من الأسئلة والاتهامات التي يطرحها الناس في هذا البلد وفي خارجه حول المواقف والسياسات السورية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية وحقوق الإنسان، سياسة النظام في الداخل وسياسته الخارجية مع لبنان والعراق والدول العربية الأخرى مثل السعودية ومصر… وتجاه المطالب الدولية. تجاه مصاعب الحياة المعيشية اليومية التي يئن تحت ثقلها المرهق الناس في هذا البلد من غلاء فاحش وفقدان مواد أساسية وصعوبة الحصول على بعضها مثل المازوت والغاز منذ مدة وإلى الآن.
واجه الوزير المذكور سيل الأسئلة والاتهامات التي يوجهها الناس عبر مذيع الجزيرة بموضوع إنشائي مكرر لم يكن موفقا في تحديد الجزء المناسب منه كرد على كل سؤال مما يطرح عليه، فكان بخلط في ردوده بالحديث عن غزة والحصار الإسرائيلي ردا على أسئلة تتعلق بالوضع الداخلي السوري، أو حول قضايا أخرى لا علاقة لها بغزة. كان يرد بكليشيهات مكررة حفظها الناس طيلة عشرات السنين حول اختيار الوقت المناسب (الذي لم يحن بعد!!) للرد على اعتداءات إسرائيل المتكررة على أرضنا السورية شمالا وجنوبا وغربا!
كان التهرب من الإجابة على أسئلة مقدم البرنامج باستخدام عبارة ” على كلٍّ ” والحديث بعدها عن أشياء أخرى لا علاقة لها بالسؤال المطروح هو الأسلوب الطاغي على ردوده! كان استمرار الوزير في إلقاء الخطابات الإنشائية البلاغية بالصوت العالي وعدم التوقف لسماع ما يقوله مقدم البرنامج بل التغطية عليه بصوته المرتفع كي لا تسمع تعليقاته هو ديدنه في برنامج الأمس.
يكفي أن نسمع قول الوزير ردا على سؤال عن الاعتقالات في سورية بأن المعتقلين انتقدوا النظام !!!إن رده هذا يكفي لإظهار السياسة الرسمية المتبعة تجاه الناس ولا حاجة للمزيد. مازالت لغة الإعلام عندنا هي نفسها اللغة المسماة بالخشبية لكن زاد الوزير فيها أمس جرعة التشنج كثيرا.
بديع دك الباب – عضو المنظمة الوطنية