29/1/2008

أصبح الواقع اليومي للمساجين السياسيين المسرحين سباق حواجز يخوضونه للإرتزاق و التداوي و تجاوز مخلفات عشريتي الإضطهاد ..تحت وطأة الملاحقة الأمنية و الإستفزازات البوليسية ..و أصبحت الساحة الحقوقية تحصي الشهيد تلو الآخر من ضحايا إهمال متعمد يبدأ خلف القضبان تجويعا و تنكيلا و حرمانا من التداوي ليتواصل بعد التسريح حرمانا من فرص التداوي و تضييقا على المساجين السابقين بما لا يترك لهم فرصة للتدارك .. و حالة توفيق الزايري أبلغ معبر عن واقع الحرمان من العلاج : حيث يخضع منذ تسريحه في جويلية 2007 لعقوبة المراقبة الإدارية لمدة .. 15 سنة ..! ، و رغم ظروفه الإجتماعية الصعبة فهو مضطر للتحول من بوعوان بجندوبة حيث يقيم إلى مستشفى شارل نيكول لإجراء الفحوصات التي تتطلبها حالته الصحية ، و قد ابتكر رئيس مركز الأمن ببوعوان إجراءات غير مسبوقة للتشفي و الإنتقام ..إذ احتفظ بنسخة من الملف الصحي لتوفيق الزايري ..! ، و تفصيل مواعيد علاجه بتونس ..! ، و لم يكتف بذلك فألزم الزايري ، بمناسبة كل تحول لتونس للعلاج ، أن يقيم في نزل و يمتنع عن زيارة أي من أقربائه أو أصدقائه ، و كان في أحيان كثيرة يتلقى اتصالا هاتفيا من الساهرين على ..” مراقبته إداريا ” يطالبونه بالعودة ..دون إتمام فحوصاته ..

… عيسى العامري ضحية أخرى من ضحايا العلاج في ظل كابوس المراقبة الإدارية فمنذ إطلاق سراحه في 24 جويلية 2007 و هو يعاني من أمراض متعددة بعضها في الجلد و بعضها في العين .. و رغم التزامه بالإجراء التعسفي المخالف للقانون المتمثل في الإمضاء اليومي فلم يسلم من الإعتداءات و الإستفزاز حيث قام عون للأمن يدعى مكرم تابع لمركز أمن المروج 5 بإهانته مع سب الجلالة وتوعده بالتنكيل و الإضطهاد ،

وقد أرسل السيد عيسى العامري برقية لرئيس الدولة وأخرى لوكيل الجمهورية طالباً معاقبة من اعتدى عليه .. أما السجين السياسي السابق السيد علي الزواغي فقد أجرى عملية جراحية لاستئصال ورم في البروستات يوم الجمعة 25 جانفي 2008 و قد سبق للجمعية أن لفتت انتباه الرأي العام لما يتعرض له من مضايقات أمنية تمنعه من كسب رزقه و من تلقي العلاج في ظروف مناسبة .

و لا يزال عبد الله الزواري يعاني من آثار الإعتداء الذي تعرض له في جويلية 1995 حيث عمد مدير السجن المدعو فيصل الرماني إلى الدوس بحذائه العسكري على مناطق حساسة من بدنه بعد شد وثاق يديه و قدميه ،

و قد حرم الزواري طيلة فترة سجنه من العلاج المناسب و لم يعرض على الفحص الطبي إلا بعد أكثر من سنة على تعرضه للإعتداء مما خلف له أعراضا خطيرة منها التبول دما و الإرتفاع الكبير لضغط الدم ..

عبد الله الزواري منفي بـ ” الخريبة ” في أقصى الجنوب التونسي بعيدا عن مقر إقامة عائلته بتونس ..محروم من العمل ..محروم من التغطية الإجتماعية .. لا حق له لا في العلاج ..و لا أمل له في .. ” الإدماج ” ..!

عن لجنة متابعة أوضاع المسرحين
رئيس الجمعية
الأستاذة سعيدة العكرمي