11/7/2009
يتميز الوضع الراهن باحتدام التناقضات الطبقية بين الجماهير الشعبية والنظام القائم الذي يحاول تصريف أزمته البنيوية المتفاقمة عبر التسريع بتنفيذ مخططاته الطبقية ( مدونة السير، مدونة الشغل، الميثاق الطبقي للتربية والتكوين…) المملاة من طرف دواليب الامبريالية ( صندوق النقد الدولي، البنك العالمي…)مستمرا في هجومه الشامل على ما تبقى من المكتسبات التاريخية للجماهير الشعبية التي حصنتها بدمائها في محطات خالدة ( 23 مارس 1965 ، 1981 ، 1984 ، 1990 …)
أمام استمرار النظام القائم في الهجوم على قوتها اليومي، وأمام استمرار القوى الإصلاحية في نهج سياسة التواطؤ المكشوف لم يسع الجماهير الكادحة سوى تفجير انتفاضات مجيدة ( صفرو، إيفني، الخنيشات…) عبرت من خلالها عن رفضها للمخططات والسياسات الطبقية للنظام القائم الذي تعاطى معها انسجاما وطبيعته اللاديمقراطية بقمع همجي مخلفا شهداء ومعتقلين.
وباعتبار الحركة الطلابية جزء لا يتجزأ من الحركة الجماهيرية شكلت تلك الصخرة التي تكسرت عليها أوهام النظام بتفجيرها معارك نضالية بطولية عبر مختلف المواقع الجامعية استطاعت من خلالها تحصين مجموعة من المكتسبات قدمت من أجلها تضحيات جسام، شهداء (الحسناوي، الساسيوي، عبد الرزاق الكادري…) ومعتقلين سياسيين (فاس، مراكش، تازة، اكادير، مكناس، الراشيدية…) الذين أربكوا حسابات النظام القائم بفضل صمودهم ومعاركهم البطولية داخل السجون والتفاف الجماهير الطلابية حولهم، وكذلك نضالات عائلاتهم التي لم تسلم بدورها من القمع والتنكيل، وقد عرفت العديد من المحاكم الرجعية أشواطا ماراطونية من المحاكمات الصورية في حق هؤلاء المعتقلين السياسيين، فبموقع فاس تم تأجيل جلسة التحقيق التفصيلي للمرة الخامسة على التوالي إلى غاية 08 شتنبر 2009 ، وبموقع مراكش وبعد أزيد من سنة قضاها المعتقلون السياسيون رهن الاعتقال الاحتياطي، قضت إحدى المحاكم الرجعية بتوزيع حوالي ربع قرن ( 24 سنة ) على 11 معتقل سياسي، سنتين سجنا نافدة لعشرة منهم وأربع سنوات بالإضافة إلى 60000 درهم غرامة مالية للمعتقل السياسي مراد الشويني. وقبل ذلك ،في يوم 8 يوليوز، تمت إدانة الرفيق محمد حجي في موقع الراشيدية بثلاث سنوات سجنا نافذة.
إن هذا التعاطي من طرف النظام القائم الذي يتسم بالتأجيلات المتتالية وإصدار الأحكام بعد ذلك، إنما يثبت زيف الشعارات الديماغوجية التي يرفعها ( الانتقال الديمقراطي، الإنصاف…) وكذلك طبيعته اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية ويؤكد أن هذه الطبيعة القمعية لا يمكن أن تتغير مهما تغير جلادوه ومهما اجتهد في تخبيل وعي الجماهير الشعبية ( استخفافات 12 يونيو 2009 نمودجا ) التي استمرت وستستمر بدورها في رسم بطولاتها التاريخية بتقديمها لخيرة أبنائها فداء لقضيتها العادلة والمشروعة التي لا يمكن أن تنتهي أو أن تتوقف باعتقالهم وإصدار الأحكام الصورية ضدهم.
وفي الأخير نعلن للرأي العام ما يلي :
ـ تحياتنا لرفاقنا المعتقلين السياسيين بسجن عين قادوس.
ـ إدانتنا للمحاكمات الصورية في حق المعتقلين السياسيين عامة.
ـ إدانتنا للأحكام الصورية في حق المعتقلين السياسيين بمراكش.
عاشت نضالات الجماهير الشعبية
عاشت نضالات الحركة الطلابية
عاش الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
الحرية للمعتقلين السياسيين
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
لجنة المعتقل