8/11/2008
أكدت دراسة قام بها مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (HRITC) بشأن المعوقات الاجتماعية والثقافية لمشاركة المرأة في الانتخابات بان تطوير دور المرأة ومشاركتها السياسية بصورة عامة والانتخابية خاصة، لا يتوقف على مجهود أحادى سواء من طرف الدولة أو الأحزاب والتنظيمات السياسية والمدنية.أو المرأة ذاتها، لكن ذلك يتطلب تضافر كل الجهود مجتمعة لتحقيق نتيجة إيجابية من أجل الوصول إلى مشاركة حقيقية وفعليه وليست صورية.
وأوصت الدراسة بالعمل على تغيير نظرة المجتمع للمرأة بإحداث تغيرات جذرية في الموروث الاجتماعي والثقافي والسياسي الذي يقلل من قدرات المرأة ويعتبرها أقل من الرجل، لاسيما في ممارسة العمل السياسي ، كما أوصت بتعديل قانون الانتخابات الحالي وأن يراعي فيه أن يتضمن التمثيل العادل للنساء، ولو بحده الأدنى باعتماد نظام الكوتا بنسبة لا تقل عن 30% من نسبة مقاعد المجالس المنتخبة. كإجراءات خاصة لتخطى ظروف عدم المساواة، واستبدال النظام الانتخابي الحالي القائم على الدائرة الفردية والأغلبية النسبية بنظام القائمة النسبية الذي يجعل من خيارات الناخبين خيارات سياسية أكثر من كونها خيارات اجتماعية تقوم على أساس تبادل المصالح أو العلاقة الزبونية بين المرشح والناخب.
كما أوصت الدراسة بضرورة رفع وتطوير الوعي العام والسياسي لجميع أفراد المجتمع سواء كانوا رجالا أم نساء، بأهمية مشاركة المرأة في الانتخابات وأهمية منحها حرية الرأي في اختيارها للمرشحين في الانتخابات أو ترشحها والفوز فيها
وكانت قد عقدت يوم أمس الخميس 6 نوفمبر 2008م بصنعاء ورشة العمل الخاصة بالمعوقات الاجتماعية والثقافية لمشاركة المرأة في الانتخابات حيث تم في الورشة عرض الدراسة من قبل الدكتورة / انتصار الصلوي وحددت فيها أهم إشكال المشاركة السياسية للمرأة و دور الدولة والنخب السياسية وكذلك تطرقت إلى الأسباب التي دفعت المرأة للترشح في الانتخابات والصعوبات التي تواجه المرأة سواء أكانت مجتمعية أو تنظيميه أو سياسية أو مالية أو ذاتية أو تأهيلية .
كما تم في الورشة جلسة عن الدراسة قدم فيها نخبة من الأكاديميين تعقيباتهم عن الدراسة حيث تطرق الدكتور عبد الحكيم الشرجبي إلى معوقات المشاركة السياسية للمرأة في اليمن وحدد من ضمنها المورث الاجتماعي والثقافي للمرأة في الإعلام وكذا تقصير الأحزاب السياسية في بناء القدرات ونقص الوظائف المسندة للمرأة وكذا النشأة الاجتماعية والعنف ضد المرأة ،وأوصى بعمل مقترح إستراتيجية تعزيز المشاركة السياسية للمرأة ، من جانبه أكد الأستاذ /قادري احمد حيدر في تعقيبه إن البحث يتسم بقدر كبير من الموضوعية والعلمية البحثية ويتميز بقدر عالي من الاستقلالية الفكرية والسياسية وتطرق إلى عدد من الملاحظات الشكلية والفنية على البحث من الناحية الميدانية والجانب النظري وقال أن المحور النظري لا يتناسب مع الدراسة بشكل عام ، ثم تطرقت الدكتورة / كفاح الدبعي إلى أهمية الدراسة وكذا الهدف العام منها وقالت إن الدراسة لم تحدد المفاهيم الاجتماعية والثقافية والسياسية ، وكذا أبدت ملاحظات على المدخل النظري وأن الدراسة لم تتطرق إلى الأبعاد الفلسفية والدينية والتاريخية والمجتمعية والقانونية .ثم تلت هذه التعقيبات مداخلات ونقاشات لعدد من الاكاديمين وأعضاء مجلس النواب وعدد من الباحثين والمهتمين .
الجدير بالذكر أن هذه الورشة تأتي ضمن برنامج خاص ينفذه مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (HRITC) عن تمكين مشاركة المرأة في العملية الانتخابية بالتعاون مع معهد بايستر ومبادرة الشراكة الشرق أوسطية MEPI ويهدف هذا البرنامج الى تعزيز مشاركة المراة في الانتخابات سواء كمرشحة او ناخبة ودارسة العوائق والصعوبات التي تقف حائلا أمام مشاركة المرأة الفاعلة سواء اكانت معيقات اجتماعية او ثقافية اوقانونية