2/2/2009

أصدرت المحكمة الإسرائيلية حكمها بقضية المعتقلين السوريين عطا فرحات ويوسف شمس حيث قضت بـ:
1-الحكم على الصحفي السوري عطا فرحات مراسل جريدة “الوطن السورية الخاصة “ومراسل التلفزيون السوري في الجولان المحتل, و رئيس تحرير موقع “جولان تايمز” وعضو اتحاد الصحفيين السوريين, بالسجن لمدة ست سنوات أعفته من تنفيذ نصفها وبغرامة مالية مقدارها ستة آلاف دولار.

2- الحكم على يوسف شمس رئيس لجنة تسويق التفاح في الجولان بأربع سنوات سجن مع التنفيذ وغرامة 12 ألف دولار. وجاء هذا الحكم على خلفية اتهام المحكمة لهما بالاتصال مع الجمهورية العربية السورية ” الوطن الأم”. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فرحات وشمس منذ 551 يوماً أي في 30 تموز عام 2007.

وأكد الدكتور عمار قربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية إن خلفيات عملية الاعتقال التعسفية بحق الناشطين,تكمن بالنشاط الإعلامي والسياسي لكلا الأسيرين في مواجهة الاضطهاد الإسرائيلي، الأمر الذي أثار حنق سلطات الاحتلال التي ضاقت ذرعاً بها، بعدما عبّر كلا الأسيرين لأكثر من مرة عن ازدرائها للتهديدات المتتالية التي وجهت إليهما من قبل الإسرائيليين لوقف نشاطهما الإعلامي مع الصحف السورية داخل الوطن، وخاصة الجانب المتعلق بواقع الجولان المحتل عموماً، والأسرى السوريين في سجون الاحتلال على وجه الخصوص. فالسيد فرحات له علاقات متميزة مع الوسائل الإعلامية في سورية والعالم العربي، ودأب في عمله على تصوير التجاوزات الخطرة والانتهاكات الجسيمة التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي الجولان المحتل، كما أن السيد يوسف شمس دأب على الوقوف في وجه المحاولات الإسرائيلية لطمس عروبة الجولان وإنهاء علاقته بالوطن الأم سورية.

إن المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية إذ تدين هذا الحكم وتعتبره حكما لاغياً ومخالفاً للمواثيق والمعاهدات الدولية ومنافياً لقرارات الأمم المتحدة التي لا تعترف بضم الجولان المحتل الى إسرائيل عام 1981 .

والمنظمة تطالب المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في العالم بالضغط على إسرائيل كي تطلق سراح الأسيرين , وتؤكد المنظمة على حق كل سوري يعيش في الأراضي المحتلة بالاتصال مع من يشاء في سورية.

خلفية القضية :
أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي من الوحدات الخاصة في الشرطة الإسرائيلية )يسّام) ضمت بين 50-60 عنصراً مدججين بمختلف صنوف الأسلحة الفردية ،,قامت في الساعة الثالثة فجراً من صباح الاثنين تاريخ 30\7\2007,باقتحام وحشي ومداهمة

منزلي كلا من:
1- الأسير السابق والناشط السياسي يوسف شمس في قرية مجدل شمس المحتلة.

2-الأسير السابق والإعلامي عطا فرحات وهو من مواليد قرية بقعاتا في الجولان المحتل خريج كلية الصحافة جامعة دمشق,مراسل جريدة “الوطن”ومراسل التلفزيون السوري في الجولان المحتل, و رئيس تحرير موقع “جولان تايمز ” www.golantimes.com و عضو اتحاد الصحفيين السوريين.

وتمت مداهمة منزلي شمس وفرحات بطريقة همجية قلبوا فيها الأثاث وحطموا أبواب الخزائن وصولاً إلى كافة الزوايا في منزليهما، سعياً للحصول على أي وثائق يمكن أن تسهل فبركة أي تهمة قد تلصق بالأسيرين. واقتادتهم القوات الأمنية الإسرائيلية إلى جهة غير معروفة.

حيث داهمت القوة الأمنية منزل يوسف شمس وقاموا بإجراء تفتيش دقيق للمنزل بطابقيه الأرضي والعلوي، وفتشت كذلك بيت والدته المجاور لبيته، كما قامت بإجراء تفتيش شخصي لجميع أفراد العائلة وتم حجزهم في ركن من أركان المنزل حتى انتهت القوة من عملية التفتيش والاعتقال، وقامت القوات المداهمة بحجز جهاز كمبيوتر شخصي من البيت وجميع أجهزة الهواتف العادية والمحمولة.

وكذلك أن عملية اعتقال الصحفي عطا فرحات مطابقة بشكل تام لعملية اعتقال شمس، حيث قام الإسرائيليون بتفتيش دقيق لمنزله وصادرت القوة الإسرائيلية جهاز كمبيوتر شخصي وجهاز هاتفه المحمول.وبعد ذلك تمت عملية اختطافهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة.

وجاء اعتقال عطا في معرض قيامه بعمله كمراسل صحفي , في مناخ من السياسات التمييزية التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد العاملين في مجال الصحافة و الإعلام من أبناء الجولان السوري المحتل و خصوصا العاملين في وسائل الإعلام السورية أو العربية .

هذا و كان الصحفي عطا فرحات قد تعرض للعديد من المضايقات والانتهاكات في معرض تغطيته لأخبار و نشاطات أهالي الجولان السوري المحتل حيث تعرض للاعتقال لمدة 14شهرا لكنه خرج بعد 8 أشهر و أكمل المدة المتبقية في الحجز المنزلي , و كذلك منعته سلطات الاحتلال الإسرائيلية من المشاركة في المؤتمر البحثي الدولي بعنوان” الجولان.. إنهاء الاحتلال من أجل تحقيق السلام ” الذي انعقد في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن.‏ بتاريخ 20/6/2007 ,واعتقال عطا يأتي ضمن سياق متصل من سياسات إسرائيل في التعتيم الإعلامي على الانتهاكات الواقعة على المواطنين السوريين و فرض قيود على عمل الصحفيين في محاولة لعزل الجولان السوري المحتل عن العالم الخارجي و حرمان أبنائه من حق التعبير عن رأيهم .

وحسب صحيفة الوطن المحلية فإن “آخر مادة كتبها فرحات قبل اعتقاله فجر الاثنين الماضي للصحيفة كانت بعنوان “.حــتى التعليــم يتحــول فـي ظــل الاحتــلال إلــى قـضــيـة نضــاليـة جاء في مطلعها… “لعنة الاحتلال التي حلت على الجولان، لم تقتصر على احتلال الأرض وتهجير السكان، بل جاءت أيضاً في محاولة تركيع ما تبقى من السكان وتهويدهم وطمس لغتهم وثقافتهم القومية التي تربوا عليها منذ آلاف السنين، متناسيين أن أبجديتنا الأولى نحن السوريين، تمتد إلى أوغاريت، وإننا أصحاب الأحرف الأولى على مر الزمن وليس لمحتل بضغوطاته مهما قست لا إنسانيتها أن تغيرها أو تمحوها.. سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تستوعب التاريخ، بل لعلها لم تقرأه، وهي لذلك لا تزال تواظب على محاولة طمس ثقافتنا، حيث رسخت إبان عدوانها على الجولان العربي السوري مجموعة من الإجراءات في سياق تنفيذ مآربها ..”

يذكر أن الأسير المحرر يوسف شمس يبلغ من العمر (55) عاما، وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلته في العام 1973 وحكمت عليه بالسجن مدة 17 عاماً، وهو والد الطالب صالح شمس الذي توفي مطلع العام الحالي إثر حادث أليم في جامعة دمشق التي يدرس فيها “الطب”، وهو رئيس لجنه تسويق تفاح الجولان, في حين يبلغ الصحفي عطا فرحات 35 عاماً من العمر وهو متزوج من السيدة روز أبو صالح,منذ مطلع تموز الجاري، وكان أكمل دراسته في جامعة دمشق قبل سنوات وهو خريج قسم صحافة من جامعة دمشق عام 2000، ولدى عودته إلى أراضي الجولان المحتل عن طريق معبر القنيطرة قامت السلطات الإسرائيلية باعتقاله والحكم عليه بالسجن عاماً كاملاً., والصحفي عطا ناشط متميز ، حيث له نشاطات واسعة مع طلبة الجولان السوري المحتل الدارسين في دمشق. وان السيد عطا ذهب إلى دمشق لدراسة الإعلام لأنه “وجد فيه الفرصة الوحيدة لنقل معاناة أهالي الجولان في ظل الاحتلال الإسرائيلي، كما أن معظم الطلبة الذين لا يمكنهم الالتحاق بالجامعات داخل الجولان بسبب الرسوم المرتفعة جدا وتفضيل الطلبة الإسرائيليين عليهم، يحاولون الذهاب إلى دمشق للحصول على شهادتهم الجامعية”. حسب قوله

إسرائيل احتلت هضبة الجولان عام 1967 وطردت معظم سكانه البالغين حينها نحو 150 ألفاً، وبعد حرب تشرين التحريرية انسحبت إسرائيل من مدينة القنيطرة لكنها مازالت تحتل مساحة 1100 كيلومتر مربع من الهضبة التي يعيش فيها نحو 19 ألف مواطن سوري موزعين على قرى مجدل شمس وبقعاتا ومسعدة وعين قنية والغجر، كما يعيش في الهضبة نحو 20 ألف مستوطن إسرائيل في نحو 40 مستوطنة.

المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية