15/2/2008

تعرض السجين السياسي السابق الصحبي عتيق بعد ظهر اليوم إلى اعتداء جديد على أبسط حقوقه الأساسية في التنقل بحرّية و المشاركة في الحياة العامة ، فقد فوجئ لما كان مستقلا المترو الخفيف من حي الإنطلاقة باتجاه مقر الحزب الديمقراطي التقدمي حيث تعقد ندوة فكرية ، بعونين بالزي المدني يطلبان منه ( داخل العربة ، على مستوى باب الخضراء ) النزول في المحطة القادمة ..!، و توجه إليه أحدهما بالقول : ” باش تهبط معانا بالسّياسة و إلا بالقوة

..عندنا تعليمات ..” و بعد النزول من المترو طلبا منه العودة في الاتجاه المعاكس ” دون مشاكل ” ولما واجههم بأنّ لديه شؤونا خاصة وسط العاصمة و أن هذا أبسط حقوق المواطنة طلب منه تأجيل هذه الشؤون إلى الغد و تمت مرافقته إلى المنزل و بقي تحت حراسة مجموعة من الدراجات النارية و الأعوان بالزي المدني الذين حاصروا المنزل من كل الجهات ،

علما بأن الصحبي عتيق قد حوكم بالسجن المؤبد و دخل السجن يوم 23 مارس 1991 ليغادره..يوم 24 جويلية 2007 ..! و قد استدعي عديد المرات من قبل شتى الفرق الأمنية من الحرس و الشرطة و تم اصطحابه عنوة يوم 29 جانفي 2008 إلى مقر المصالح المختصة بوزارة الداخلية حيث احتجز 3 ساعات رفض خلالها الإمضاء على محضر يلتزم فيه بعدم مقابلة سجناء حركة النهضة المسرحين ..

والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تستنكر ” الإقامة الجبرية بحكم الواقع “التي أصبح يخضع لها بعض المساجين السياسيين المسرحين ممن كان لهم قبل السجن أنشطة نقابية أو سياسية و تعتبرها اعتداء على سلطة القضاء و على أبسط الحقوق المكرسة دفي الدستور و المواثيق الدولية ، فإنها تدعو السلطات المسؤولة إلى الإقلاع عن سياسة الهروب إلى الأمام و اعتماد سياسة القبضة الأمنية الحديدية منهجا وحيدا في التعامل مع قدماء المساجين السياسيين ، و التفكير بجدية في وسائل التعويض لهم عما لحقهم من جراء المحاكمات الظالمة و سنوات التنكيل ..

.. حتى عائلات المساجين لم تسلم من
.. سياسة الإختطاف ..!

علمت الجمعية أن المناضلة الحقوقية ” أم خالد ” والدة السجين خالد العرفاوي قد تعرضت اليوم على الساعة الحادية عشرة صباحا و النصف للإختطاف لما كانت تهم بزيارة مقر الصليب الأحمر بمنطقة البحيرة بتونس العاصمة و قد تم إجبارها على امتطاء سيارة حملتها إلى مركز الأمن بالبحيرة حيث تم تفتيش حقيبتها و الإطلاع على الأرقام المخزنة بهاتفها الجوال و تعرضت للإعتداء بالعنف اللفظي خاصة من إحدى العونات الحاضرات ..! و قد تم إطلاق سراحها بعد احتجازها لمدة ثلاث ساعات و التنبيه عليها بوقف نشاطها الحقوقي في إطار لجنة العائلات و اتصالاتها بالهيئات الحقوقية المهتمة بأوضاع السجون و المساجين .

و الجمعية تعبر عن تضامنها مع ” أم خالد ” التي حولتها السياسات الأمنية الظالمة من مجرد والدة سجين إلى مناضلة حقوقية شجاعة و تدعو السلطات إلى الإقلاع عن سياسة ترهيب النشطاء و عائلات المساجين و المبادرة بالإستماع إلى مشاغلهم و الإستجابة لمطالبهم .

وأخيرا ..كشف مصير بلال و أيمن ..!

علمت الجمعية أنه قد تمت إحالة الشابين بلال الملياني وأيمن حمودة على حاكم التحقيق الرابع عشر بالمحكمة الإبتدائية بتونس ، علما بأنهما قد اختطفا من مقري إقامتهما بمدينة بنزرت يوم الإربعاء 30 جانفي.

و إذ تذكر الجمعية بمعاناة عائلتين قضتا أسبوعين دون أي معلومة عن مصير ابنيهما فإنها تنبه إلى رفض حاكم التحقيق المتعهد بالقضية تمكين محاميهما من تصوير الملف .

عن لجنة متابعة أوضاع المسرحين
نائب رئيس الجمعية
الأستاذ عبد الوهاب معطر