0/4/2008
أسندت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين اليوم السبت 10 ماي 2008 جوائز إلى أبناء السجناء السياسيين عن مسابقة كانت أعلنت عنها الجمعية في وقت سابق حول موضوع :
( الحرية ..بعيون أبنائنا ..)
وقد قررت الهيئة المديرة إسناد جوائز ثلاث على النحو التالي
- جائزة لـتقوى البوعزيزي إبنة السجين السياسي السابق الفقيد أحمد البوعزيزي ، عن خاطرة تتحدث فيها عن الحرمان المضعّف الذي لايزال يخالجها بسبب سجن أبيها أولاً وهي في السنة الثانية من عمرها ثم بسبب وفاته بعد أقل من سنة من خروجه من السجن مصاباً بسرطان.
- جائزة لـهبة المكي إبنة السجين السياسي السابق ، الفقيد الهاشمي المكي ، عن صورة فتوغرافية لمجسمين هما عبارة عن سجينين جالسين القرفصاء في غرفة سجنية مظلمة وقد إنبعثت من بينهما أضواء تحسب هبة أنها أضواء الفرج وإنبلاج فجر الحرية للبقية الباقية من السجناء السياسيين والذين أوصى والدها أحرار المجتمع المدني التونسي وفي العالم بعمل كلما في الوسع من أجل إطلاق سراحهم ، إذ لايزل هؤلاء ينحتون في سجلات الإستبداد أطول فترة يقضيها سجين في تاريخ البلاد التونسية خلال القرن العشرين وإلى حد هذا العقد من الألفية الثالثة .
- جائزة لـسمية بن الطاهرابنة السجين السياسي السابق عبد المجيد بالطاهر، لمشاركتها بنص أعدته ليكون رسالة لأبيها تكشف فيها عن عمق الأسى واللوعة و مشاعر الحرمان لرحيله على إثر سراحه من السجن بنحو عامين بسبب إصابته بسرطان في الدماغ.
وقد حضر عن الجمعية الأستاذ سمير ديلو و السيد طارق السوسي والسيد فوزي الصدقاوي وعن جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي الكاتبة العامة السيدة سعاد القوسامي وعن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –فرع بنزرت السيد علي بن سالم .
وقد افتتحت رئيسة الجمعية الأستاذة سعيدة العكرمي الإحتفال بكلمة أكدت خلالها على أن تنظيم الجمعية لجائزة أبناء السجناء السياسيين بالإضافة إلى جائزة العميد محمد شقرون لحقوق الإنسان هو محاولة من الجمعية لتخفيف وطأة الحرمان على أبناء السجناء السياسيين ، وهو في واقع الأمر مسؤوليتنا ومسؤولية المجتمع التونسي كله لأجل مسح آثار محنة هذه العائلات وأبنائها .كما أشارت الأستاذة العكرمي إلى أن الجمعية ستوجه أيضاً جائزة رمزية إلى Rudolf Steinerschool مدرسة
المدرسة الهولندية التي ظل التلاميذ من أبنائها يراسلون عبر الجمعية أصغر سجينين سياسيين منذ عقد ونصف العقد و هما ماهر ورمزي الخلصي مؤكدة على أن مثل هذا السلوك الذي يمحو الفوارق لأجل القيم الإنسانية سلوك لابد أن يثمن ويشكر،
أما السيد علي بن سالم فقد أكد في كلمته أن مثل هذه الاحتفالات على بساطتها لها وقع في نفوس من عرفوا السجون ومن عرفوا العزلة العقابية داخل المجتمع جراء سجن أحد أركان العائلة.ثم تمنى للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين كل التوفيق والتقدم رغم الضيق وقلة العون ،
كما اعتبرت السيدة سعاد القوسامي الكاتبة العامة لجامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي،أننا هنا من أجل الحرية التي ينشدها الصغار ويناضل لأجلها الكبار وهؤلاء المكرّمون من أبناء المساجين السياسيين وإن كان قد قضى أباؤهم فنحن أباؤهم وأمهاتهم وعلى المجتمع التونسي جميعه أن يتعامل معهم على نحو يمحو به الآثار الكارثية التي خلفها السجن في نفوسهم،
أما الأستاذ سمير ديلو فقد أكد أنه لئن كان الحقوقيون لم يحققوا نتيجة تذكر على مستوى المعارك الكبرى ( العفو التشريعي العام ، و قف ممارسة التعذيب و محاسبة الجلادين ، إنهاء توظيف القضاء في الخلافات السياسية…) فقد استطاعوا على مستوى المعارك الجزئية ..( إضراب عن الطعام من أجل الدراسة ، من أجل إتصال القضاء ، من أجل مقر, من أجل الحق في السفر….) أن يفتكوا عدداً من الحقوق و يكرسوا عددا من المكاسب..وأن تكريس مثل هذه المناسبات هو أحد تلك المعاركة التي نشد من خلالها
أزر عائلات السجناء ونسند أبنائهم…ثم تولى السيد علي بن سالم تقديم جائزة الجمعية لـهبة إبنة الفقيد الهاشمي المكي وقدمت الأستاذة سعيدة العكرمي جائزة الجمعية لـتقوى إبنة الفقيد أحمد البوعزيزي.
ثم تنقل أعضاء الجمعية وأصدقاؤها إلى ” القرية” التي تقع على بعد 45 كم من شمال بنزرت حيث تقيم عائلة السجين السياسي السابق الفقيد عبد المجيد بالطاهر لتسلم رئيسة الجمعية الأستاذة سعيدة العكرمي جائزة الجمعية لسمية إبنة الفقيد ..
نائب الرئيس
الأستاذ عبد الوهاب معطر