5/6/2007
لم نصدق أنفسنا عندما رأينا صور الشاب عبد الرحمن علي مدونة الأستاذ تامر مبروك.. شاب صغير السن تغطي الكدمات وجهه وذراعيه كسور وكدمات بالطرفين السفليين .. قسطرة تخرج من الصدر.. والشاب غائب عن الوعي؟؟ ذهبنا لزيارة عبد الرحمن شاب لم يبغ التاسعة عشر من عمره بعد، طالب في كلية الخدمة الاجتماعية ويعمل في مصنع طيبة للملابس بالمنطقة الاستثمارية في بورسعيد. لم نتمكن من تسجيل شهادة عبد الرحمن في الزيارة الأولي فسجلنا الإصابات العضوية فقط. وفي الزيارة الثانية استكملنا شهادة عبد الرحمن وأجرينا الفحص الطبي النفسي.
اعتدنا رؤية هذه القسوة البشعة في أماكن الاحتجاز.. ولكن هذه المرة كان التعذيب في شركة قطاع خاص في المنطقة الاستثمارية ببورسعيد! أما المتهمون وفقا لأقوال الضحية هم أصحاب المصنع وأحد المهندسين ومسئول الأمن بالمصنع؟ والأغرب أن مسئول الأمن هذا من البلطجية ويبدو أنه من أرباب السوابق حيث توجد علي وجهه ورقبته آثار جروح قطعية قديمة..” كما يبدو أنه خبر التعذيب وتعلمه من تردده علي أقسام الشرطة.. أي ذاق مرارته وشعر بقسوته ومهانته ولكن بدلا من رفضه إذا به يمارسه بنفسه.. ينتقم من معذبيه بتعذيب من يقع تحت يديه.. هذا ما أنتجته منهجية التعذيب وانتشاره علي أيدي ضباط الداخلية.. واستفاد من نفس الخبرة أصحاب المصنع في المنطقة الاستثمارية.. فعينوا بلطجي مسئولا عن الأمن أو بمعنى أدق مسئولا عن إرهاب العمال.
وكشف الحادث المروع عن مدي الانتهاكات الموجودة في المناطق الاستثمارية، حيث يعمل العمال تحت شروط شديدة القسوة.. بلا تأمينات من أي نوع..بدون عقود عمل.. بدون رعاية طبية، ولا تعويضات عن إصابات العمل.. كما كشف الحادث عن تواطؤ بعض الأجهزة الأمنية مع المستثمرين بتلك المناطق.
إننا نهدي هذه القصة موثقة بالصور للسيد وزير الصناعة والسيدة وزير القوي العاملة ولكل من يهمه الأمر. برجاء فتح المرفقات: التقرير الطبى، تقرير لجان تقصى الحقائق
مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف
جمعية مساواة لحقوق الإنسان ببورسعيد
———————————-
تقرير طبي
بالكشف الطبى على السيد عبد الرحمن حسنى غزى يوم الأربعاء الموافق 30 مايو 2007 وجدنا:
1. أثار خياطة طبية تمتد بطول حوالى 20سم بطول الجانب الخارجى للفخذ الأيسر
2. ندبه (جروح ملتئمة) على الجلد حول الرسغ الأيسر من الجهة الداخلية على شكل خطين متوازيين – تتوافق مع آثار قيد فى هذا المكان.
3. أوضحت الأشعة:
-
وجود عملية تثبيت بشريحة ومسامير تمتد من أسفل رأس عظمة الفخذ حتى أعلى مفصل الركبة اليسرى.
- تفتت فى كعب القدم اليمنى.
- كسر فى الترقوة اليمنى (سبق ووضعت قسطرة فى الرئة اليمنى)
وبتوقيع الكشف الطبي النفسي الإكلينيكي وجد أنه يعاني من صعوبة في التركيز تصل أحيانا إلى درجة شديدة من التشتت وانعدام التركيز كلية.
-
- 1- تشتت في الانتباه
-
- 2. نوبات من الانفعال الحاد مرتبطة باسترجاع ما تعرض له من عنف.
-
- 3. نوبات من الخوف الشديد تصاحبه رغبة في البكاء مع انحباس الدموع في العينين.
-
- 4. صعوبة في النوم
-
- 5. ارتجاعات زمنية مصحوبة بالخوف.
- 6. ولم يظهر المذكور أي أعراض لاضطرابات في الإدراك أو التفكير. كما كان على دراية بعناصر الزمان والمكان والأشخاص من حوله.
التشخيص الطبنفسي:
اضطراب كرب ما بعد صدمة
الطبيبة المناظرة
د. سوزان فياض
———————————-
الزيارة الأولى للإسماعيلية
التاريخ: 12 مايو 2007
مستشفي الإسماعيلية الجامعي الدور الثاني عظام غرفة 206
اسم الناجي من التعذيب / عبد الرحمن حسني مسعد غزي
السن 18 سنة
محل الإقامة بور فؤاد- محافظة بورسعيد
يعمل في مصنع طيبة للملابس الجاهزة بالمنطقة الاستثمارية في بورسعيد
أصحاب المصنع /محمد النقيب، الدسوقي النقيب
قام مركز النديم بزيارته الاولي لعبد الرحمن في مستشفي الاسماعيلية الجامعي يوم 12/5/2007 وذلك بعد اتصال من الأستاذ تامر مبروك عضو حركة كفاية ببورسعيد والذي اصطحب الأطباء في تلك الزيارة.. وكانت جمعية مساواة في بورسعيد ممثلة بالزميل هاني الجبالي المحامي قد باشرت إجراءات التحقيق في حادث التعدي علي العامل عبد الرحمن حسني فور علمها بالحادث،
وفيما يلي تقرير الزيارة الأولي:
عبد الرحمن شاب صغير السن يرقد في الفراش، كان نائما واستيقظ عقب وصولنا.تبدو عليه بعض العصبية والزهق، ” أنا عاوز ارجع البيت”، تم معاينة الإصابات وصور الأشعة، لم نستطع التحدث معه بمفردنا لأنه كان يعانى من إعياء عام واضطراب في النوم.
الرواية علي لسان الأم: (سيدة السقا)
” يوم خمسة ابريل جالي تليفون من واحدة اعرفها، بتشتغل في نفس المصنع حوالي الساعة اتناشر الضهر قالت لي الحقي ابنك ضربوه ورموه من فوق وموتوه. جريت اخدت عربية وطلعت علي المصنع. علي البوابة لقيت حوالي 25 راجل واقفين علي الباب سألتهم فين ابني؟ فين عبد الرحمن؟ ماحدش رد علي، سألت 3 مرات وماحدش منهم رد علي، شكلهم كده كأنهم من مسئولين المصنع. في الآخر طلع واحد من العمال وقالي الحقي ابنك علي المستشفي الأميري. رحت علي الأميري علي ما وصلت لقيتهم بيطلعوه من المستشفي، شايلينه علي نقالة، مارضيوش يستقبلوه في المستشفي وودوه في عربية إسعاف علي مستشفي خاص “آل سلمان”. في المستشفي عملنا أشعات وفحوص وبعدين قالوا لازم يطلع علي مستشفي الجامعة في الإسماعيلية. من يوميها وإحنا في المستشفي ماروحناش. الأول راح علي الطواريء. في العمليات عملوا له الشدة وحطوا الأنبوبة في صدره عشان يطلعوا الهوا. كان في غيبوبة، أسبوع نايم، ساعات كان يفوق ولما بيفوق كان يبقي عارف اللي قدامه، وساعات كان بيتوه. الدكاترة قالوا لي واخذ صدمة. قعدنا في مخ وأعصاب لمدة عشرين يوم وبعدين نزلنا عظام.
عمل عملية في الفخذ الشمال حطوا شريحة، والحمد لله شالوا الانبوبة من صدره دلوقت حصلت له جلطه في رجله اليمين والكعب اليمين العضمة مفتته. مابيقدرش يمشي راقد، الحمد لله أحسن كتير والدكاترة هنا كويسين. ماكانش أبدا راضي يحكي عن الحادثة، بس من قريب كان متضايق قوي ولما سألته مالك، قاللي” السعيد ده ( رجل أمن بالمصنع) ده مجرم، جه خادني وفي ايده مطوة وقاللي الحاج عاوزك( صاحب المصنع) أول ما طلعت السلم راح لاوي دراعي وصاحب المصنع وأخوه هناك كل واحد ماسك خرزانة قعدوا يضربوني وراحو شدوني لفوق ( فوق سطح المصنع). اللي حصل بعد كده هو مش فاكر منه حاجة.
زمايله جم هنا وعرفنا منهم إن بعد عبد الرحمن ما وقع نقلوه في عربية ملاكي مش في إسعاف وودوه المستشفي وبعد كده مسك ( صاحب المصنع) الميكروفون وقال عبد الرحمن بوظ شغل وهددناه نبلغ امن الدولة فخاف وانتحر لأنه مريض نفسي.
ونشر الموضوع في الجرايد فنزل.في صوت الأمة 23/ 4 وفي الجمهورية 5/5
الزيارة الثانية للنديم بصحبة الأستاذ هاني الجبالي المحامي:
التاريخ 30 مايو 2007
أولا: معلومات عامة عن المنطقة الصناعية ببورسعيد ومصنع طيبة للملابس
توجد ببورسعيد منطقة صناعية تسمي بالمنطقة الاستثمارية يعمل بها ما يقرب من 40 ألف عامل. وهي ككل المناطق الاستثمارية الجديدة تخلو من آيه حماية لحقوق العاملين.. فلا قانون عمل ولا عقود ولا تأمينات اجتماعية أو طبية ولا تعويض عن إصابات العمل.. وإذا ترك أحد العمل المصنع الذي يعمل به فليس من حقه الحصول علي شهادة ” عدم الممانعة” وهي التي يمكن بمقتضاها الالتحاق بمصنع آخر في المنطقة الصناعية وبدونها لن يفتح له باب العمل في مصنع آخر!
يعمل بمصنع طيبة أحد مصانع المنطقة الاستثمارية ببورسعيد عدة مئات من العمال .. يعملون في شروط عمل اقرب ما تكون إلي السخرة فبجانب غياب عقود العمل والتأمينات بأنواعها..فليس من حق العامل الذهاب لدورة المياه بدون تصريح ولا يسمح للذهاب لأكثر من عامل واحد في وقت واحد.. لذا علي العامل أخذ الكارت الذي يخصه معه.. وعليه أن ينجز قبل طلبه بالذهاب لدورة المياه كمية من العمل تكفي احتياج العامل الذي يليه في خط الإنتاج..
شهادة عبد الرحمن
يوم 5/4/ 2007 خلصنا شغل وطلبت من أحمد المشرف إني أروح الحمام قالي أنا سلمت الكارت خلاص- الحمام بإذن وكارت خاص-. بس تقدر تروح وتقول أنى اديتك إذن… وأنا راجع لقيت مهندس وجيه .. سألني قلت أنا استأذنت من المشرف بناعي . فاللي فين الكارت بتاعك؟ واخدنى عن احمد المشرف وسأله هو مستأذن منك قال له آه رد وجيه: طب خلاص اعمل له جزاء 3 أيام من الشهر اللي فات .. وعندنا الجزاء مضاعف.. اليوم خصم بيومين يعنى الخصم يبقي 6 أيام. بعدها أحمد قاللي ما تقفش فاضي.. خلصت روح ساعد أمينة.. فضلت هناك لحد ساعة الرست.. الساعة 12.15 جالي السعيد في الرست .. الدنيا كانت فاضية.. الناس راحت تفطر. وقال لي صاحب المصنع عايزك – السعيد سوابق وفي وشه ورقبته علامات مطاوي وهو مسئول الأمن في المصنع.. وهو شخص عدواني- الأول استغربت وبعدين رحت معاه.. وأحنا طالعين السلم لف ذراعي ورا ظهري وحط مطواة ورا ظهري وكان بيشتمنى وأنا مش عايز اطلع. طلعنى بالعافية وطلع حبل وربط ايدى من الخلف.
في الدور الثاني علي المدخل لقيت المهندس وجيه والدسوقي النقيب ومحمد النقيب أصحاب المصنع. والسعيد طول ما أنا طالع كان بيضرب راسي بالبونية من ورا ضرب جامد.. والتلاتة لما وصلت لهم شتمونى شتيمة قذرة جدا ما تتقالش يا ابن ال………. اعترضت كررها وقاللي طيب حنوريك.. ضربونى تانى في راسي همه التلاتة بايديهم وزقونى علي السلم لغاية السطح.. وهناك بدءوا يضربونى بالعصيان ورمونى علي الأرض وربطوا رجلي.. ضربونى بالعصيان في كل حته و كنت حأموت من كتر الضرب.. السعيد مسكنى والنقيب والدسوقي كانوا بيضربونى.. قبل ما يغمى عليه سمعت واحد بيقول قطعت الشغل ليه يا ابن ال.. هو مال سايب .. وسمعت النقيب بيقول للدسوقي الظاهر مات.. فرد عليه وقال له تعالي نرميه من فوق السطح..بعدها ما فقتش غير في المستشفي.