3 ابريل 2004

واصلت سلطات الإحتلال الإسرائيلي إنتهاكاتها الخطيرة ضد المقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة ، حيث إقتحمت قواتها الخاصة المدججة يالسلاح ، يوم أمس الجمعة الموافق 2 / 4 / 2004 باحات المسجد الأقصى ، وإعتدت على المصلين قبل إنتهاء صلاة الجمعة ، تحت ذريعة قيام عدد من الشبان بالقاء الحجارة على حائط المبكى وعلى الشرطة الإسرائيلية .

وأفاد شهود عيان لمركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان أن المئات من القوات الخاصة الإسرائيلة قد إقتحمت باحات المسجد الأقصى وبدأت باطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الغازية والصوتية على المصلين في باحات و داخل المسجدين الأقصى وقبة الصخرة . قبل إكمال صلاتهم بدون مبرر مما أدى الى إصابة العشرات منهم بجروح مختلفة نقل بعضهم إلى مستشفيات المدينة لتلقي العلاج . كما أصيب عدد آخر بالرضوض والكسور من جراء الإعتداء عليهم بالضرب المبرح بالهراوات من قبل القوات الخاصة الإسرائيلية ، من بينهم عدد من المسنين ، فيما إعتقلت عدداً آخر من المصلين .

إن إستمرار سلطات الإحتلال الإسرائيلي إنتهاك حرمة المقدسات الدينية في القدس وفي سائر المناطق الفلسطينية المحتلة والإعتداء عليها وعلى المصلين ، والمس بحرية العبادة من خلال منع المصلين من الوصول الى الأماكن المقدسة وأداء الصلاة فيها ، يشكل انتهاكاً خطيراً لحرية العبادة وحق ممارسة الشعائر الدينية التي كفلتها كافة الشرائع والمواثيق الدولية ، وخاصة الشرعة الدولية لحقوق الإنسان .

كما أنها تتناقض مع المادة 53 من بروتوكول جنيف الأول لعام 1977 التي حظرت الأعمال العدائية الموجهة ضد أماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي والروحي للشعوب وقد أعتبرت المادة 8/ب من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998 تعمد توجيه هجمات ضد المباني المخصصة للأغراض الدينية من قبل جرائم الحرب .

إن مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان الذي يعبر عن قلقه البالغ وإدانته المطلقة للإنتهاكات الإسرائيلية لحرمة الأماكن الدينية والمس بحرية العبادة يحذر سلطات الإحتلال الإسرائيلي من العواقب الوخيمة التي ستنجم عن الأمعان في هذه السياسة ومواصلة تصعيدها .

كما يدعو المركز الأمين العام للأمم المتحدة وكافة المنظمات والهيئات الدولية ، وخاصة منظمة العفو الدولية ومنظمة الصليب الأحمر وسائر المنظمات والهيئات المعنية بحقوق الإنسان ، الى رفع صوتها للتنديد بهذه الإنتهاكات والعمل من أجل منع سلطات الإحتلال الإسرائيلي من المضي والإستمرار في ممارستها .

مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان