31/12/2004
مقـدمـة وفي الخامس عشر من نوفمبر / تشرين الثاني 2004 أصدر السيد روحي فتوح الرئيس المؤقت للسلطة الوطنية الفلسطينية، مرسوماً رئاسيا حدد فيه التاسع عشر من يناير / كانون الثاني 2005 موعداً لإجراء انتخابات عامة وحرة لانتخاب رئيس جديد للسلطة الوطنية الفلسطينية خلفاً للرئيس الراحل ياسر عرفات. وكان الرئيس الراحل قد أصدر مرسوماً رئاسيا بتاريخ 21 يونيو / حزيران 2004 حدد فيه الرابع من سبتمبر / أيلول 2004 موعداً لبدء عملية تسجيل الناخبين دون أن يتطرق المرسوم إلى تحديد موعد إجراء هذه الانتخابات. وبمقتضى ذلك أعلنت لجنة الانتخابات المركزية فتح مراكز تسجيل الناخبين في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية لمدة خمسة أسابيع، تبدأ من الرابع من شهر سبتمبر / أيلول وحتى مساء السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2004، على أن يتم نشر سجل الناخبين الأولي في العشرين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2004 وفقا للمرسوم الرئاسي المذكور، ولما كان إقبال المواطنين على مركز التسجيل ضعيفاً خلال الخمسة أسابيع المحددة، قامت لجنة الانتخابات المركزية بتمديد عملية التسجيل إلى الثالث عشر من شهر أكتوبر / تشرين الأول، حيث بلغت نسبة عدد الناخبين المسجلين حوالي 61% من مجموع عدد الناخبين التقديري. علماً أن عملية تسجيل الناخبين في القدس، قد تعطلّت بسب قيام سلطات الاحتلال بإغلاق مراكز التسجيل الستة في المدينة ومصادرة سجلاتها واعتقال العاملين فيها بتاريخ 13 / 9 / 2004. ولم تقم لجنة الانتخابات المركزية بنشر سجل الناخبين الابتدائي في الوقت المحدد بعد أن حصلت على موافقة الرئيس عرفات على ذلك. وفور صدور المرسوم الرئاسي الجديد الذي حدد موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في التاسع من شهر يناير / كانون الثاني 2005، أعلنت لجنة الانتخابات المركزية عن إعادة فتح مراكز تسجيل الناخبين الإستكمالي، لمدة أسبوع يبدأ بتاريخ 24 نوفمبر / تشرين الثاني 2004، وقد تزامن هذا الإعلان مع قيام اللجنة بنشر سجل الناخبين الابتدائي لتدقيقه والاعتراض عليه في مراكز التسجيل نفسها لمدة أسبوع لكلتا العمليتين، وأعلنت اللجنة أنه سيتم نشر سجل الناخبين النهائي في وقت لاحق. وفي تطور آخر صدر في الأول من شهر ديسمبر / كانون الأول 2004 القانون رقم ( 4 ) لسنة 2004 بتعديل بعض أحكام قانون الانتخاب رقم ( 13 ) لسنة 1995 الذي اعتمد سجل الأحوال المدنية، إلى جانب سجل الناخبين الذي تعده لجنة الانتخابات المركزية لإعداد سجل الناخبين النهائي. وفي القدس استؤنفت عملية تسجيل الناخبين في أواخر شهر ديسمبر / كانون الأول 2004 عبر الطواقم الفنية للجنة الانتخابات المركزية، بواسطة زيارة الناخبين في منازلهم بعد الحصول على الموافقة الإسرائيلية، كما أعلنت اللجنة أن مواطني القدس غير المسجلين يمكنهم الاقتراع بواسطة بطاقات الهوية، كما سمحت سلطات الاحتلال لموطني القدس بالاقتراع في مراكز البريد الستة، المنتشرة في بعض الأحياء العربية في المدينة، وذلك وفقاً لترتيبات الانتخابات التي جرت في العام 1996 وذلك بعد الاتفاق مع الجانب الفلسطيني على ذلك. كم أعلنت الحكومة الإسرائيلية عزمها اتخاذ سلسلة من التسهيلات كبادرة حسن نية لإجراء الانتخابات الرئاسية في جو من الحرية تضمن مشاركة الفلسطينيين فيها بدون عراقيل وعقبات، ومن ضمن هذه التسهيلات: تقليص جيش الاحتلال في مدن وبلدات فلسطينية إلى أقصى حد مطلوب حتى يتم الانسحاب من المدن كلياً عشية الانتخابات، والاتفاق على أنظمة لإزالة الحواجز في أماكن محددة، وزيادة ساعات العمل على جسر النبي، وزيادة ساعات العمل على كافة المعابر في المنطقة الفاصلة يوم الانتخابات، وإتاحة حرية الحركة لكل الجهات ذات الصلة بالانتخابات وخاصة المرشحين وأنصارهم، وتحديد نظم خاصة لنقل المعدات المطلوبة للانتخابات وإيصالها إلى صناديق الاقتراع، وإقامة مكاتب تنسيق إسرائيلية ـ فلسطينية مشتركة للرد الفوري على كل مشكلة طارئة، كما ستتيح حضور وتنقل المراقبين الدوليين والمحليين بشكل حر. كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي عن انسحاب قوات الاحتلال لمدة 72 ساعة من المدن والبلدات التي سنجري فيها الانتخابات فبل يوم واحد من إجرائها.
الانتهاكات الإسرائيلية لسير العملية الانتخابية
وسوف يعرض هذا التقرير أبرز الانتهاكات الإسرائيلية الذي رصدها مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان لسير العملية الانتخابية بعد صدور المرسوم الرئاسي الذي حدد موعد الانتخابات في التاسع من شهر يناير / كانون الثاني 2005، وذلك وفقاً للمحاور التالية: أولاً: مواصلة العدوان و التوغل والاجتياح العسكري والقيام بعمليات القتل والاغتيالات ومنع التجول وتشديد الحصار وتقييد حرية الحركة والتنقل عبر نشر المزيد من الحواجز. في قطاع غزة 2- علقت لجنة الانتخابات المركزية بدائرة خان يونس جزء من نشاطاتها التحضيرية للانتخابات الرئاسية بسب الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح ومخيمها وللحي النمساوي ومخيم خان يونس غرب المدينة. 3- إغلاق معبر رفح الحدودي منذ الثالث عشر من شهر ديسمبر / كانون الأول 2004 الذي يربط قطاع غزة مع العالم الخارجي مما حرم آلاف المواطنين الفلسطينيين من العودة إلى القطاع وحرمانهم من ممارسة حقهم الانتخابي. 4- لم يتمكن طاقم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المكلف بالإشراف على عملية الرقابة خلال الأيام القليلة الماضية من الوصول إلى المحافظات الوسطى خان يونس ورفح لاستكمال التحضيرات لمجموعات ا لرقابة هناك. 5- إغلاق الطرق والمعابر الرئيسية في قطاع غزة ومنع حركة المواطنين وتنقلهم الحر المر الذي لا يساهم في توفير مناخ ديمقراطي يسمح بعملية انتخابية حقيقية. وفي الضفة الغربية 2- كما واصلت تشديد الحصار على مدينة القدس وعرقلت الدخول والخروج من المدينة، وسوف يعرض التقرير لاحقا أبرز الانتهاكات الإسرائيلية لسير العملية الانتخابية في المدينة. ثانياً: الاعتداء على مرشحي الرئاسة واعتقال بعضهم ومنعهم من حرية الحركة والتنقل.
ثالثاً: التدخل في سير العملية الانتخابية وعرقلة حملات الدعاية للمرشحين والتعرض لمنظميها. رابعاً: حرمان الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية من المشاركة في الانتخابات. خامساً: الانتهاكات الإسرائيلية في القدس المحتلة. كما فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدد آخر من القيود المجحفة لتنظيم هذه الانتخابات ومن ضمنها:
ورغم هذه القيود التي تشكل مساً بحرية الانتخاب قامت سلطات الاحتلال في المدينة بانتهاكات أخرى من أبرزها:
في ضوء هذا التصعيد العدواني الخطير التي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي ضوء هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تقترفها ضد الشعب الفلسطيني وما تعكسه من توتر شديد في الحياة الفلسطينية بشكل عام يصبح من المستحيل توفير الأجواء المناسبة لإجراء انتخابات حرة وديمقراطية ونزيهة لرئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية في الموعد المحدد لها في التاسع من شهر يناير / كانون الثاني 2005. إن مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان إذ ينظر بخطورة شديدة للعدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويعبر عن قلقه العميق لجرائم الحرب التي تقترفها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، والانعكاسات الخطيرة المترتبة على سير عملية الانتخابات الرئاسية، فانه يدعو المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، من أجل وقف عدوانها المستمر ضد الشعب الفلسطيني، وخلق أجواء مناسبة لعقد الانتخابات في جو من الحرية والديمقراطية، وفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني. ويتوجه مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان إلى الأمين العام للأمم المتحدة، واللجنة الرباعية وكافة المنظمات الإنسانية الدولية ذات الصلة، وإلى المراقبين الدوليين إلى التدخل لدى الحكومة الإسرائيلية من أجل توفير الأجواء المناسبة للشعب الفلسطيني، من أجل ممارسة حقه في انتخاب رئيس جديد للسلطة الوطنية الفلسطينية بحرية تامة وبدون تدخل ومعوقات من سلطات الاحتلال الإسرائيلي. |