8/2005
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتراف المزيد من جرائم الحرب ضد الأراضي الفلسطينية المحتلة وضد المواطنين الفلسطينيين
وفي محافظة القدس واصلت ارتكاب المزيد من الانتهاكات الخطيرة والجسيمة، والتي تتنافى مع مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة
وفي هذا الإطار فقد رصد مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان العديد من هذه الإنتهاكات الإسرائيلية خلال شهر آب 2005 ومن أبرزها:
إصدار أوامر عسكرية جديدة بمصادرة ما يزيد عن 1500 دونم أراضي أبوديس والعيزرية والسواحرة الشريقية والطور وعناتا وتجريف مساحات واسعه من الارض في المحافظة وإقتلاع الاشجار، من أجل إستكمال بناء جدار الفصل العنصري في المدينة ومحيطها وضم أراضي جديدة لمستوطنتي معاليه ادوميم وكيدار وخلق تواصل بينهما من جهة والمستوطنات الآخرى في القدس المحتلة في إطار مشروع “E1” الاستيطاني
تشديد الاغلاق والحصار العسكري على مدينة القدس ونصب الحواجز العسكرية والتنكيل بالمواطنين، إستمرار محاولات المستوطنين المتطرفين إقتحام الأقصى وقيام قوات الامن الاسرائيلية بمنع المصلين من دخول الاقصى المبارك وتواصل الإعتداء على المقدسات الدينية وانتهاك حرية العبادة وحق ممارسة الشعائر الدينية
فيما هدمت سلطات الاحتلال منزل المواطن محمد داود شقيرات في جبل المكبر، ورفض منح تراخيص البناء وإنتهاك الحق في السكن، مداهمة البلدات والأحياء المقدسية والتوغل فيها ومداهمة المنازل واعتقال وتوقيف المواطنين ، ومداهمة المنازل والمؤسسات وفرض الغرامات على المواطنين وانتهاكات أخرى.
وسوف يتناول التقرير هذه الإنتهاكات الإسرائيلية خلال شهر آب 2005 في محافظة القدس، بما يشمل مدينة القدس المحتلة والبلدات والقرى التابعة لها في المحافظة على النحو التالي:
أولاً: مصادرة الأرض والتوسع الأستيطاني ومواصلة بناء جدار الفصل العنصري في القدس المحتلة:
” أكملت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الاثنين 1-8 العمل في البنية التحتية للمعبر الذي تقيمه في جدار الضم (الفاصل) شمالي مدينة القدس المحتلة
وقد إنهت سلطات الاحتلال العمل في تجهيز معسكر تابع لها في محيط حاجز قلنديا، بين مدينتي القدس ورام الله
وقامت قوات الاحتلال بشق العديد من الطرق المخصصة لمرور حملة بطاقات الهوية الفلسطينية، والأخرى المخصصة لمرور حملة الهوية الإسرائيلية
كما وأنهت العمل بتسوية الأرض جنوب شرقي الحاجز تمهيداً لتعبيده، وشق طرق خاصة بالمشاة، ووضع الإشارات المرورية
ونصب برج للاتصالات بارتفاع يقدر بأربعة عشر متراً، وتجهيز محيط الموقع العسكري بغرف للحراسة، بالإضافة إلى مد شبكة للكهرباء والصرف الصحي في المكان.
” بدأت جرافات تابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الاثنين 15-8 بتجريف مساحات واسعة من أراضي المواطنين الممتدة بين بلدتي بدّو وبيت إكسا، شمال غرب القدس المحتلة، لصالح بناء مقاطع جديدة من جدار الضَم والتوسّع العنصري.
حيث بدأت الجرافات، وبحماية قوة معززة من جنود الاحتلال، باقتلاع أشجاراً مثمرة وخاصة العنب حيث يتأهب المزارعون لقطفه وتسويقه هذه الأيام، يذكر أن الأراضي تعود لعدد كبير من المزارعين عُرف منهم: رايق إسماعيل الظاهر، زهدي زايد، داود العبد خليل، محمد ناصر زايد، موسى حبادة.
” شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح يوم الثلاثاء 16-8-2005، بتجريف مساحات واسعة من أراضي في منطقة سهل بدو شمال قري غرب القدس
استكمالاً لمخطط جدار الفصل العنصري، الذي يفصل هذه القرى عن شمال القدس، ومنعت المزارعين من الاقتراب من أراضيهم، للتصدي للجرافات وذلك تحت تهديد السلاح، بعد أن نشرت أعداد كبيرة من الجنود وأفراد الشرطة في جميع أنحاء البلدة.
” وفي نفس السياق جرفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الثلاثاء 16-8-2005، ملعب صلاح الدين في بلدة عناتا، شمال شرق مدينة القدس، لصالح بناء مقاطع جديدة من جدار الفصل العنصري في المنطقة.
” إستدعت سلطات الاحتلال رؤساء المجالس المحلية في ابوديس والعيزرية والسواحرة الشرقية يوم الخميس 18-8- وسلمتهم إخطارات بمصادرة 1585 دونماً من أراضي البلدات الثلاثة وقد طالت إخطارات المصادرة 809 دونم من أراضي بلدة ابوديس
فيما طالت أراض أخرى في منطقة الطور بمساحة 87 دونماً، وفي بلدة العيزرية أراض بلغت مساحتها 477 دونماً، وفي بلدة السواحرة الشرقية أراض بلغت مساحتها 212 دونماً.
” أعلنت مصادر إسرائيلية يوم الخميس 25-8-2005 ، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ستبدأ في الأيام القريبة القادمة بأعمال بناء في المنطقة المسماة ” E1″ الواقعة بين القدس ومستعمرة “معاليه أدوميم” في الضفة الغربية
وأن الشرطة الإسرائيلية ستنقل مقر “لواء السامرة ويهودا” المسؤول عن المستعمرات في الضفة الغربية من مكانه الحالي في منطقة راس العامود في القدس الشرقية إلى منطقة ” E1″
وذكرت مصادر في الإدارة المدنية التابعة للجيش الإسرائيلي قولها إن الخارطة المفصلة لإنشاء مقر الشرطة أصبحت في مراحل التخطيط الأخيرة، وسوف يتم إيداع الخارطة الهيكلية والنشر عنها في الصحف في الأيام القريبة المقبلة
يذكر أن تقارير إسرائيلية كانت قد أفادت في الأشهر الأخيرة بأن الحكومة الإسرائيلية أعدت مخططاً لبناء ليس أقل من 3500 وحدة سكنية في منطقة ” E1″.
” ضمن الحملة المتسارعة التي تقوم بها في العمل بجدار الفصل العنصري، قامت سلطات الاحتلال صباح يوم الاحد 28/8 بإقلاع عشرات الاشجار الحرجية التابعة لدير النغريز، في بلدة العيزرية شرقي القدس المحتلة
وذلك تمهيداً لإستكمال بناء الجدار في المنطقة، وإغلاق المدخل المتبقي للمواطنين لدخول القدس والمعروف بالبوابه
الجدير بالذكر أن السلطات العسكرية الاسرائيلية كانت قد سلمت أوامر مصادرة طالت 30 دونم أرض في المنطقة المذكورة في شهر حزيران الماضي.
” وفي بلدة عناتا قامت جرافات الاحتلال يوم الاثنين 29-8 بتدمير بوابة مدرسة عناتا الثانوية، قبل أن تقتحم الملعب الرياضي الخاص بالمدرسة
وتضع فيه كتلاً إسمنتية لمصادرة ما مساحته 800 متر لصالح اعمال الجدار، ويذكر أن الجدار الفاصل يحاصر بلدة عناتا من ثلاث إتجاهات
فيما تعد معظم أراضيها مصادرة من قبل لصالح الاستيطان حيث تقام على اراضي عناتا أربع مستوطنات إسرائيلية.
” أغلقت سلطات الاحتلال حاجز قلنديا العسكري الحاجز، بعد تشغيل جدار الضم والتوسع جنوب، وجنوب شرق مخيم قلنديا، وبدأت منذ يوم الاحد 28-8 بإجبار المواطنون على سلوك طريق بعرض مترين فقط وبطول حوالي 700 متر، للانتقال إلى البوابات الإلكترونية الدقيقة
حيث يضطر الناس للانتظار لفترات طويلة بانتظار الدخول للتفتيش بسبب تعمد جنود الاحتلال تأخيرهم
وبخاصة أوقات ذروة تنقل المواطنين من وإلى أماكن عملهم، كما ألغت سلطات الاحتلال مرور المركبات عبر الطريق العام المحاذية لمطار قلنديا
وأغلاقها بالكتل الإسمنتية الضخمة، وأجبر المواطنون على سلوك الطريق البديل الذي يخترق منطقة الكسارات الترابية.
ثانياً: الاغلاق:
” شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها العسكرية على الحواجز الإسرائيلية المتمركزة على مداخل مدينة القدس، يوم الاربعاء 3-8 واحتجزت عدداً من المواطنين في الطرقات والشوارع الترابية الالتفافية
وقام جنود الاحتلال على المعابر الشمالية للقدس المحتلة بتسجيل البطاقات الشخصية وتفتيش المواطنون المقدسيين، ممّا يضاعف مدة الانتظار الطويلة للعبور من خلال الحواجز.
” وفي نفس السياق وضع جنود الاحتلال حاجزاً عسكرياً على مدخل قرية عناتا، شمال شرق القدس، يوم الاربعاء 3-8 وأوقفوا سيارات المواطنين وأجروا تفتيشات دقيقة للمركبات وبطاقاتهم
وأعادوا كل مواطن لا يسكن في عناتا أو مخيم شعفاط، من جهة أخرى
اقامت شرطة وجنود الاحتلال المزيد من الحواجز المشتركة في الشوارع ومحاور الطرق الرئيسة والفرعية، ونصبوا الكمائن وأوقفوا المركبات للتفتيش عن مواطنين من محافظات الضفة الغربية.
” حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الاربعاء 10-8 مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، حيث دفعت بقوات معزّزة من جنودها وأفراد شرطتها إلى شوارع وأحياء المدينة، بالتزامن مع مسيرات للجماعات اليهودية المتطرفة، التي اخترقت شوارع البلدة القديمة، وطافت في محيط المسجد الأقصى المبارك
وجابت مجموعات من اليهود اليمينيين المتطرفين شوارع مدينة القدس، وبلدتها القديمة، في مسيراتٍ استفزازية ضخمة، ردّدوا فيها الشعارات العنصرية الحاقدة ضد الفلسطينيين
وضد المسجد المبارك، وهددوا بترحيلهم، تحت سمع وبصر قوات الاحتلال، التي أغلقت شوارع المدينة المؤدية إلى المسجد الأقصى المبارك وساحة البراق.
ثاثاً: الإعتداء على المقدسات الدينية وانتهاك حرية العبادة وحق ممارسة الشعائر الدينية:
” منعت قوات وشرطة الاحتلال الإسرائيلية يوم الجمعة 5-8 مئات الشبان من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك
وفرضت إجراءات وتدابير عسكرية مشددة على مداخل البلدة القديمة، وأخضعت هذه القوات المُصلين لتفتيشات استفزازية
ومنعت عدداً كبيراً من الشبان من الدخول إلى البلدة والتوجه إلى الحرم الشريف، بحجة أن عناوين سكنهم خارج ما يسمى حدود بلدية القدس الغربية
وقد تمركزت اعداد كبيرة من قوات الشرطة والجيش الاسرائيلي على متاريس حديدية نصبوها بالقرب من بوابات البلدة القديمة، لتفتيش المصلين المتوجهين إلى الحرم الشريف.
” سلمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي يوم الثلاثاء 9-8 عدداً من مواطني مدينة القدس، أوامر تمنعهم من دخول المسجد الأقصى المبارك والصلاة فيه لمدة أسبوعين، حيث إستدعت الشرطة الاسرائيلية، عدداً من شباب مدينة القدس، وسلمتهم أوامر تمنعهم من دخول المسجد الأقصى المبارك والصلاة فيه لمدة أسبوعين
وعرف من بين هؤلاء الشباب: سامر صيام، ومصباح أبو صبيح، وإبراهيم الغزاوي، وهيثم الجعبة، وحمزة زغير، وأمين أبو زهرة، ويعقوب اشتيه، ورأفت دويك، وجمال أبو الذهب، وعبد الرحمن عيسى، وكانت شرطة الاحتلال قد منعت في وقت سابق المواطن ماجد الجعبة من دخول المسجد الأقصى لمدة ستة أشهر
رغم أنه يعمل موظفاً فيه من قبل الأوقاف الإسلامية، وفي سياق آخرمازال الشاب المقدسي أشرف نبيل يوسف نجيب من شارع الواد في القدس القديمة، يرقد في المستشفى للعلاج بعدما استدعاه رجال المخابرات إلى مركز التحقيق في المسكوبية غربي القدس، فقد بعدها الوعي لعدة أيام ولا يزال تحت العناية المكثفة.
” السلطات الاسرائيلية قررت يوم الخميس 11-8 منع دخول المصلين من حملت الهوية الزرقاء، ممن هم دون سن الـ 45 عاماً الى ساحات المسجد الاقصى لأداء الصلاه، فيما حذرت على من يحملون هوية الضفة الغربية دخول المسجد الاقصى.
رابعاً: هدم المنازل ورفض منح تراخيص البناء وانتهاك الحق في السكن والاعتداء على الممتلكات وفرض الضرائب :
” إقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية صباح يوم الاثنين 1-8 قوامها خمس سيارات جيب، ترافقها جرافة، في حي بشير، في جبل المكبر، جنوبي مدينة القدس المحتلة، حيث حاصرت القوة منزل عائلة المواطن محمد داود شقيرات
وشرعت الجرافة بتجريفه، المنزل مكون من طابقين على مساحة 130م2، وكان من المقرر أن تنقل العائلة المكونة من خمسة عشر فرداً للسكن فيه قريباً.
خامساً: مداهمة البلدات والأحياء المقدسية والتوغل فيها ومداهمة المنازل وشن حملات الإعتقال بحق المواطنين:
” إعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الاثنين 1-8 مواطناً من مخيم قلنديا الواقع بين محافظة رام الله والبيرة في الضفة الغربية، والقدس المحتلة، وقامت وحدات من القوات الخاصة الإسرائيلية، بالتسلل بلباس مدني إلى محيط المسجد الرئيس في المخيم
وهاجموا أحد المواطنين في حوالي الساعة الرابعة والنصف فجراً خلال توجهه لأداء صلاة الفجر، وإعتدوا عليه ونكلوا به خلال إعتقاله.
” إقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال يوم الثلاثاء 9-8- منزل المعتقل مهند يعقوب ابورومي، في بلدة العيزرية شرقي القدس المحتلة
تساندها قوات خاصة وخبراء متفجرات, وقد هددت قوات الاحتلال أصحاب المنزل بأنها ستقوم بتفجيره بعد أن قامت بتفتيشه تفتيشاً دقيقاً، وحطمت محتوياته، واعتدت على ساكنيه .
” قامت قوات كبيرة من جيش الاحتلال وأفراد من “حرس الحدود”، تساندهم وحدة من القوات الخاصة المتخفية بلباس مدني، فجر يوم الاحد 7-8 بمحاصرة عدة مبان على بعد 300 متر من طريق الرام- القدس العام، وسط إطلاق كثيف للنيران وقنابل الصوت وقاموا بإعتقال مواطناً مجهول الهوية، وتفجير سيارة، من نوع “أوبل- سكودا”، كانت تقف بالقرب من مطبعة الأمل، وتأتي هذه العملية بعد اقتحام مسجد “حنظلة” في البلدة، يوم الجمعة 5-8 خلال صلاة العشاء، واحتجاز المصلين لأكثر من ساعتين، حيث قام عدد من ضباط المخابرات الإسرائيلية بالتحقيق مع المصلين واستجوابهم، وتسجيل أرقام هواتفهم وجوالاتهم، والاستفسار عن أماكن سكنهم المحددة.
” إقتحمت قوة معززة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء يوم الاثنين 22-8 مقر مركز رويال الرياضي المقابل لمدخل ضاحية البريد شمال القدس ، واعتقلت الشبان المتواجدين فيه
واستولت على عدد من الملفات والسجلات الخاصة بالمركز، وسبق عملية الاقتحام تفجير سيارتين في الشارع الترابي خلف الحاجز بحجة الشك فيهما.
” داهم موظفوا دائرة الاجراء التابعة لمحكمة الصلح، يوم الاربعاء 31-8 محلاً تجارياً يعود للمواطن وليد الزربا، الواقع في شارع الواد بالبلدة القديمة من القدس المحتلة
وطالبوه بدفع مبلغ مقدارة 425 الف شيكل كضريبة مستحقات” ارنونا”، علماً بأن محله مؤجر لشخص آخر ورفض موظفوا دائرة الاجراء مغادرة المحل الا بعد أن دفع الزربا مبلغ من المال، في حين وجهوا له إنذاراً ببيع محله بالمزاد العلني اذا لم يسدد المبلغ المفروض عليه.
سادساً: الإعتداء على حق الحياة والسلامة البدنية
” أصيب المواطن كمال الجندي بجروح خطيرة بالرأس نتيجة قيام جندي من حرس الحدود الاسرائيلي، بضربه بحجر أثناء مطاردة الجنود لعدد من العمال عند البوابة بالقرب من العيزرية يوم الاثنين 1-8 وقد نقل المصاب الى عيادة جمعية المقاصد في أبوديس لتلقي العلاج.
” حظرت قوات الاحتلال الاسرائيلي7-8- الاحد على المحامي علي أبو هلال، عضو المجلس الوطني، والمنسق العالم للمركز دخول مدينة القدس
بدون الحصول على تصريح لدخول المدينة أو الإقامة فيها. وقد اجبرته بعد أن أطلقت سراحه، عقب اعتقاله لمدة أربع وعشرين ساعة، على مغادرة مدينة القدس، والتوجه إلى بلدته أبو ديس.وكان أبو هلال اعتقل صباح أمس
خلال مشاركته في جامعة القدس بندوة، تبحث تبعات أحكام الإغلاق على مدينة القدس، وأثرها على المسيرة التعليمية في المدينة، عقب مداهمة قوات الاحتلال حرم الجامعة.
” شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العسكرية ظهر يوم الثلاثاء 16-8 على المدخل الرئيس لبلدة العيسوية في القدس
في حين تجمعت أعداداً كبيرة من الجماعات اليهودية المتطرفة على مداخل البلدة، حيث كانوا يضعون إشارات باللون البرتقالي داخل المركبات والحافلات التي تدل على رفضهم للانسحاب
مما تسبب في عرقلة وصول المواطنين إلى أماكن سكناهم، مما اضطر المواطنين لترك الحافلات والسير على الأقدام.
” قام عدد من المتطرفين الإسرائيليين يوم الخميس 25-8-2005، بحماية جنود وشرطة الاحتلال، بالاعتداء على مواطنين مقدسيين ومحالهم التجارية في شارع باب السلسلة المؤدي الى المسجد الأقصى المبارك في البلدة القديمة،
وسادت المنطقة أجواء مشحونة بالتوتر، خاصة بعد استقدام مجموعات إضافية من اليهود المتطرفين من البؤر الاستعمارية في البلدة القديمة، وحماية أفراد الجيش والشرطة لهم،
في حين فرضت سلطات الاحتلال تشديد محكم على حواجز القدس العسكرية الرئيسة، خاصة حاجزي ضاحية البريد وقلنديا، ومارست إجراءات تفتيش استفزازية وبطيئة للقادمين من الضواحي إلى مركز المدينة، فيما نصبت شرطة الاحتلال عدداً من الحواجز المفاجئة على طول شارع بيت حنينا وشعفاط، وحرّرت عشرات المخالفات لأصحاب السيارات المقدسية.
” قامت مجموعة من المتطرفون اليهود من مستوطنة “نيفي يعقوب” شمال بيت حنينا في القدس المحتلة، يوم الثلائاء 16-8، بالاعتداء على مركبات وسيارات المواطنين بالقرب من حاجز ضاحية البريد، ورشقوا سيارات المواطنين بالحجارة خلال توجههم من حاجز ضاحية البريد باتجاه المدينة، مروراً بتقاطع طريق المستعمرة وبيت حنينا وحي نسيبة، مما أدى إلى تحطم زجاج عدد منها.
” منعت السلطات الاسرائيلية يوم الثلاثاء 23-8 المواطن حسن عمر ابوحسين من السواحرة الشرقية، من زيارة إبنته المريضة في مستشفى هداسا حيث تتلقى العلاج.
” أغلق جنود الاحتلال يوم الخميس 25-8- حاجز “الكونتينر” في بلدة السواحرة الشرقية، ومنعوا دخول المواطنين والطلبة القادمين من محافظات جنوب الضفة، وشرعوا بحملات تمشيط واسعة في الشوارع والطرقات الترابية المتاخمة للحاجز، وأطلقوا النار في الهواء لتوقيف المواطنين واعتقالهم
في حين شدد جنود الاحتلال إجراءاتهم العسكرية قرب جدار الفصل العنصري المقام على مفترق منطقة “كبسة”
والذي يفصل بلدات العيزرية وأبوديس والسواحرة الشرقية جنوب شرق القدس عن وسط المدينة، ونصب الجنود الكمائن للمواطنين خلال استخدامهم لفتحات وثغرات محاذية لمقاطع الجدار، واحتجزوا عدداً منهم.
” قامت مجموعة من حرس الحدود الاسرائيلي بالإعتداء بالضرب المبرح، يوم الجمعة 26-8 على الشاب رمزي صبحي البياع من مخيم شعفاط لدى خروجه من باحة المسجد الاقصى
مما ادى الى اصابته بجروح بيده اليمنى ورأسه نقل على اثرها الى مستشفى هداسا للعلاج، ومكث هناك حتى اليوم التالي بحراسة الشرطة الاسرائيلية قبل ان يفرج عنه.
” قامت قوات من الشرطة الاسرائيلية وحرس الحدود يوم الاربعاء 31-8 بالاعتداء بالضرب على الشابين مأمون أبو خضير وماجد ابوخضير
وتوقيفهما لمدة 24 ساعة وذلك اثناء تواجدهما في المحكمة المركزية في القدس المحتلة، لدى نظر المحكمة في قضية الدكتور احمد مسلماني وناصر أبو خضير وراسم عبيدات، ويذكر أن الدكتور المسلماني وابوخضير وعبيدات معتقلين منذ مطلع شهر حزيران الماضي وقد مددت المحكمة توقيفهم أمس الى ثلاثة أشهر إضافية.
الخلاصة والتوصيات :
1- ان بناء الجدار والمنطقة المحيطة به ينطويان على تدمير للممتلكات الفلسطينية مما يشكل مخالفة صريحة للمادة 53 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية المدنيين تحت الاحتلال.
2- إن الاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية يشكل مخالفة للمادة 52 من لوائح لاهاي لعام 1907.
3- أن سياسة مصادرة الاراضي والعقارات الفلسطينية وتدمير وهدم الممتلكات والمنازل تتناقض مع القوانين الدولية والقانون الانساني الدولي وخصوصا اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 .
4- أن اسرائيل بعد أن قد وقّعت وصادقت على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1966 والنافذ عام 1976، ملزمة بتطبيق نصوصه في مجال علاقتها بالأرضي الفلسطينية المحتلة بما فيها مدينة القدس ، فالمادة (2) فقرة (1) من العهد المذكور
تنص على أن:
” تتعهد كل دولة طرف في هذا العهد باحترام الحقوق المعترف بها فيه، وبكفالة هذه الحقوق لجميع الأفراد الموجودين في اقليمها، والداخلين في ولايته، دون أي تمييز بسبب العرق، او اللون،أوالجنس، أو اللغة، أوالدين، أو الرأي سياسياً، أوغير سياسي، أوالأصل القومي أو الإجتماعي، أوالثروة، أوالنسب، أوغير ذلك من الأسباب”.
5- ان اسرائيل ملزمة باعتبارها قوة احتلال حربي، باحترام التزامتها المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية المدنيين الواقعين تحت الاحتلال.
6- ان مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان يدعو اسرائيل (القوة المحتلة) الى وضع حد لانتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني، ولمباديء الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، وهي ملزمة بأن توقف على الفور أعمال بناء الجدار الذي تقوم ببناءه في الارض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس المحتلة وما حولها
وان تفكك على الفور الهيكل الانشائي القائم هناك وان تلغي أو تبطل مفعول جميع القوانين التشريعية واللوائح التنظيمية المتصلة به، عملا بالفقرات 133، 152، 153 من الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في التاسع من تموز عام 2004.
7- كما ينبغي على اسرائيل وقف سياسة فصل العائلات الفلسطينية وتشتيتها ، وتمكينها من جمع شمل أفرادها، ووقف وإلغاء كل الإجراءات والتدابير غير القانونية التي إتخذتها بحق هذه العائلات وأفرادها ، سواء كان ذلك نتيجة لبناء جدار الفصل العنصري غير القانوني، في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس المحتلة وفي محيطها.
أو كان استمراراً لسياسة فصل وعزل القدس ومحاصرتها وتهويدها وتهجير سكانها، ووقف سياسة منع شمل العائلات الفلسطينية داخلها، وتمكين الشعب الفلسطيني من حرية الحركة والتنقل والإقامة في أي جزء من المناطق الفلسطينية المحتلة
بما في ذلك داخل مدينة القدس المحتلة، عملاً بالقانون الدولي الإنساني، وتطبيقاً لمباديء الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، ولميثاق وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
8- ويتوجب على السلطة الوطنية الفلسطينية نقل ملف الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية لبحثه وتنفيذه في إطار هيئات الامم المتحدة وخاصة في الجمعية العمومية ومجلس الأمن الدولي.
9- إن إستمرار سلطات الإحتلال الإسرائيلي إنتهاك حرمة المقدسات الدينية في القدس وفي سائر المناطق الفلسطينية المحتلة والإعتداء عليها وعلى المصلين ، والمس بحرية العبادة من خلال منع المصلين من الوصول الى الأماكن المقدسة وأداء الصلاة فيها ، يشكل إنتهاكاً خطيراً لحرية العبادة وحق ممارسة الشعائر الدينية التي كفلتها كافة الشرائع والمواثيق الدولية ، وخاصة الشرعة الدولية لحقوق الإنسان .
كما أنها تتناقض مع المادة 53 من بروتوكول جنيف الأول لعام 1977 التي حظرت الأعمال العدائية الموجهة ضد أماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي والروحي للشعوب وقد أعتبرت المادة 8/ب من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998 تعمد توجيه هجمات ضد المباني المخصصة للأغراض الدينية من قبل جرائم الحرب.
إن مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان الذي يعبر عن قلقه البالغ وإدانته المطلقة للإنتهاكات الإسرائيلية لحرمة الأماكن الدينية والمس بحرية العبادة يحذر سلطات الإحتلال الإسرائيلي من العواقب الوخيمة التي ستنجم عن الأمعان في هذه السياسة ومواصلة تصعيدها .
10- كما يدعو المركز الأطراف الموقعة على إتفاقية جنيف الرابعة تحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية والوفاء بالتزاماتها، والعمل على ضمان إحترام إسرائيل للاتفاقية وتطبيقها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بموجب المادة الأولى من الاتفاقية، لضمان إحترام إسرائيل للاتفاقية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتوفير الحماية الفورية للمدنيين الفلسطينيين.
و يدعو المركز الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها القانونية الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المسؤولين عن إقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، أي جرائم حرب الإسرائيليين.
10- كما يدعو المركز الأمين العام للأمم المتحدة وكافة المنظمات والهيئات الدولية ، وخاصة منظمة العفو الدولية ومنظمة الصليب الأحمر وسائر المنظمات والهيئات المعنية بحقوق الإنسان
الى رفع صوتها للتنديد بهذه الإنتهاكات والعمل من أجل أجل إطلاق سراح الدكتور احمد مسلماني ورفاقه المعتقلين ومنع سلطات الإحتلال الإسرائيلي من المضي والإستمرار في ممارستها .