27/9/2006

أفادت محامية مؤسسة مانديلا بثينة دقماق وعقب زيارتها هي والمحامي نزيه أبو التين لعدد من الاسرى في سجون نفحه ورمون ونتسان الرمله ومستشفى سجن الرملة ، أفادت بأن اوضاع الاسرى وظروفهم الاعتقالية والمعيشية تزداد سوءا خلال شهر رمضان خاصة وأن الطعام المقدم لهم قليل وسيء مما يضطرهم شراء إحتياجاتهم الغذائية من الكانتين وبأسعار باهظة الثمن ، كما أن إدارات السجون تصعد من سياساتها القمعية تجاههم وتفرض عليهم العقوبات الفردية والجماعية وتحرم عددا منهم من زيارة ذويهم ، وبالرغم من المعاناة وسوء المعاملة التي يتعرض لها الاسرى ، فقد لوحظ وجود تفاؤل ممزوج بالحذر لديهم وهم جميعا يتحلون بالمعنويات العالية ويمارسون الطقوس الرمضانية رغم معاناتهم والنقص الحاد بالامكانيات واللوازم الغذائية لديهم .

ففي سجن رمون القريب جدا من سجن نفحة الصحراوي تمكنت المحامية دقماق أمس الثلاثاء 26/9/2006 من زيارة كل من الاسرى : الشقيقين أنيس وأكرم النمورة ، جهاد غبن ، محمود حسكور ، إسكندر قسيس ، عيسى شبانه ، خالد جميل ، والذين أفادوا بأن الاوضاع الاعتقالية والمعيشية في هذا السجن الذي يضم 4 أقسام وهناك قسمين قيد الانشاء ، ويحتجز فيه حوالي 480 أسيرا صعبة للغاية والاسرى فيه يعيشون حالة من الترقب الحذر بخصوص صفقة تبادل الاسرى المنتظره ، وأن هناك نقص حاد في الادوات الكهربائية خاصة البلاطات التي تستخدم للتسخين وكذلك يوجد نقص في أدوات وأواني المطبخ ، كما أن الاسرى يعتمدون على الكانتين لشراء إحتياجاتهم الغذائية وبأسعار مرتفعة جدا ، وفيما يتعلق بالتمثيل الاعتقالي ، أفاد الاسرى أن الادارة لا تعترف بوجود ممثل للاسرى وترفض التمثيل الاعتقالي ، وتتعامل مع كل قسم أنه مفصول ومعزول ومستقل تماما عن باقي الاقسام بحيث لا يوجد تواصل بين الاسرى في الاقسام المختلفه .

وحول عملية تبادل الاسرى المتوقعة ، اكد الاسرى الذين تمت زيارتهم على ضرورة أن تراعى الاولوية والاقدمية للاسرى والاسيرات على حد سواء ، وأن تشمل صفقة التبادل إن تمت الحالات المرضية الخطره وكبار السن والاطفال والنساء دون شروط أو قيود .

وبدوره أفاد الاسير جهاد غبن أن إدارة السجن قامت بوضعه في الزنازين لمدة يوم واحد ووضعت زميله الاسير محمود حسكور لمدة سبعة أيام ، لانهم طالبوا الادارة بتأخير الاسرى العاملين في مرافق السجن لما بعد آذان المغرب وعدم إدخالهم إلى الغرف قبل ذلك والمطالبة بتقسيم أوقات الفورة ( ساحة النزهة ) إلى قسمين ، مؤكدا على أن إدارة السجن تقوم بفرض العقابات على الاسرى متى شاءت وكيفما أرادت ، وعن الاوضاع الفلسطينية الداخلية أكد غبن على ضرورة العمل المخلص من أجل تجسيد وحماية الوحدة الوطنية والابتعاد عن الحرب الاعلامية والبيانات التحريضية ، داعيا إلى ضرورة توحيد الخطاب الاعلامي الفلسطيني في القضايا الهامه والحساسة مثل قضية تبادل الاسرى وقضية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وقضية رواتب الموظفين .

أما الاسير أنيس النمورة فقد عقب على أوضاع الاسرى في سجن رمون قائلا : أن إدارة السجن تتعامل بسياسة فرض الامر والأخذ والعطاء والنقاش معها مرفوض ولغة العقاب موجودة وجاهزة مهما كانت الاسباب ، وتطرق النمورة لتصرف غريب تتعمد الادارة القيام به عند زيارة أهله له ولشقيقه أكرم ، حيث تخرج أحدهما للزيارة وتبقي الاخر ولا تسمح له بالخروج ، علما أن الاهل يقومون بطلب زيارة أبنيهما معا .

فيما أفاد شقيقه أكرم ، أن الوضع داخل السجن صعب والادارة تتعامل بشكل سيء مع الاسرى فعلى سبيل المثال يقول أكرم :

قمت في أول يوم بشهر رمضان بتصنيع كتل صغيرة من ” لبن الجميد” من إمكانيات متواضعه وحضرتها لكي يكون افطارنا الجماعي في القسم عبارة عن “منسف بالجميد” وهي أكله فلسطينية مشهوره أعددناها نحن الاسرى بطريقتنا الخاصة ، تفاجأنا بأن فرحتنا بهذا الانجاز لم تكتمل ، حيث داهمت الادارة القسم وصادرت كتل لبن الجميد لأسباب أمنية .

وفي سجن نفحة الصحراوي الذي يضم خمسة أقسام ويبلغ عدد الاسرى فيه حوالي 740 أسيرا تمكنت دقماق من زيارة الاسير عيسى عبد ربه من مخيم الدهيشه وهو من الاسرى القدامى ومضى على إعتقاله ما يقارب ال23 عاما ، وكانت دقماق قد طلبت زيارة النائب مروان البرغوثي إلا إن إدارة السجن رفضت إخراجه بحجة أن محامي آخر قد قام بزيارته يوم 25/9/2006 .

وحول الاوضاع الاعتقالية في سجن نفحه أكد الاسير عبد ربه أنها غاية بالسوء وصعبة جدا بسبب سياسات الادارة وأساليبها القمعية وقيامها بفرض العقوبات على الاسرى لأسباب تافهه لا تذكر .

وفي مستشفى سجن الرملة تمكن المحاميان نزيه أبو التين وبثينة دقماق من زيارة كل من الاسرى المرضى : بدران جابر ، أكرم سلامه ، أحمد أبو عادي ، عصام جندل .

وقد أفاد الاسير بدران جابر وهو من الاسرى القدامى أن الاوضاع في مستشفى الرمله سيئة وهناك مماطله في إجراء الفحوصات الطبية والعمليات الجراحية للاسرى المرضى ، فهو على سبيل المثال أحضر إلى المستشفى منذ 35 يوما لأجراء فحوصات طبية له وحتى اليوم لم يتم غجراء هذه الفحوصات ، وحول تناقل وسائل الاعلام لموضوع صفقة التبادل أكد جابر أن الاشاعه مؤلمة ومؤثرة وتخلق موضوع خلاف داخل صفوف الاسرى ، لذلك يجب توخي الدقة والمصداقية عند نشر أي خبر يتعلق بموضوع التبادل .

وبدوره أفاد الاسير عصام جندل أن الاسرى المرضى مثلهم مثل بقية الاسرى يعيشون بأجواء صعبة نتيجة التصريحات الاعلامية المتضاربه حول قضية التبادل .

وفي سجن نتسان الرمله تمكن المحاميان دقماق وابو التين من زيارة كل من الاسرى النواب محمد ابو جحيشه ، الدكتور سمير القاضي ، وزير الاوقاف الشيخ نايف الرجوب ، وزير الحكم المحلي المهندس عيسى الجعبري ، الشيخ محمد أبو طير ، محمد الطل ، عزام سلهب ، والاسير حمزه حسن لدادوه .

وحول قرار المحكمه العسكرية الاسرائيلية الاخير في قضية النواب والوزراء الفلسطينيين أفاد الشيخ نايف الرجوب وزير الاوقاف : أن محاكمة النواب والوزراء هي محاكمة للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية وهي دليل على إفلاس الحكومة الاسرائيلية ، داعيا الفصائل الفلسطينية للوصول إلى حالة توافق وطني يقود إلى برنامج سياسي يستند إلى وثيقة الوفاق الوطني وليس إلى الاجنده الامريكيه ،مؤكدا أن النواب والوزراء الاسرى معنيون بحالة الوفاق بالخارج ويدعمون فكرة حكومة الوحدة الوطنية على أسس واضحه وسليمه ، وفيما يتعلق بأضراب الموظفين أكد الرجوب على أن مطالب المعلمين والموظفين عادلة لكن ذلك يجب أن لا يكون على حساب العملية التعليمية .

أما الدكتور سمير القاضي فقد دعا إلى ضرورة الاتفاق على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية على أساس وثيقة الوفاق وبدون شروط وذلك لخدمة المصالح الوطنية وليس من أجل المصالح الفئوية الضيقة .

فيما قال الاسير عزام سلهب أن الشعب الفلسطيني وقواه وسلطته يمرون بحالة مخاض خطيرة وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته ويعيد حساباته لما فيه المصلحة الوطنية العليا ، ومن الضروري جدا أن تتكاتف الجهود من أجل توحيد الكل الفلسطيني والابتعاد عن كل التصريحات والمناكفات الاعلامية التي تعكر الاجواء وتعمق الخلافات .

وحول ما تتناقله وسائل الاعلام والصحف المحلية والعربية في قضية تبادل الاسرى أكد وزير الحكم المحلي عيسى الجعبري أنه بات واضحا أن هناك تناقض وتباين في التصريحات والتقارير الاعلامية التي تتناول قضية التبادل ، وهذا له أثر سلبي يضر بمسار المفاوضات ويؤثر في نفوس وحياة الاسرى الاعتقالية .

إنتهى