13/2/2006

اجتمع يوم الإثنين 13 فبراير 2006 المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان في دورته نصف الشهرية العادية وبعد إنهاء جدول أعماله قرر تبليغ الرأي العام ما يلي:
1. إن المكتب المركزي يعبر عن ارتياحه لنجاح الوقفة الاحتجاجية المنظمة يوم الأحد 12 فبراير 2006 أمام البرلمان ضد زيارة مجرم الحرب، وزير الدفاع الأمريكي دونالد رمسفيلد، للمغرب وضد حشر وإدماج المغرب في المخططات الأمنية والعسكرية الإمبريالية، وهو الإدماج الذي يخل بأمن شعبنا واستقلال بلادنا. وإن المكتب المركزي يحيي وسائل الإعلام المحلية والدولية التي عملت على تغطية هذه الوقفة، مستنكرا في نفس الوقت غياب القناة الثانية المغربية التي تواصل تجاهلها للأنشطة العمومية الأساسية للجمعية.

2. واهتم المكتب المركزي ببعض القضايا ذات البعد الدولي مسجلا المواقف التالية:
أ) فبشأن التحركات وردود الفعل، العنيفة أحيانا، التي عرفتها عدة بلدان في الفترة الأخيرة والتي جاءت بعد نشر رسوم كاريكاتورية مستفزة في الصحيفة الدنماركية “يولاند بوسطن” في 30 شتنبر 2005، إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان انطلاقا من مرجعيتها الحقوقية الكونية، تؤكد ضرورة احترام حرية الرأي والتعبير والصحافة التي لا يجب أن تحد سوى بضرورة احترام الحقوق الإنسانية والكرامة للأخرين.

وإن الجمعية تؤكد نبذها لكل الخطابات التي تدعو إلى الكراهية وعدم التسامح بين بني الإنسان، تدعو إلى توطيد النضال البشري المشترك من أجل تعزيز حقوق الإنسان في كل مكان بدل إذكاء نزعة “صراع الحضارات” الذي لا يستفيد منه سوى أعداء حقوق الإنسان.

ب) وبالنسبة للانتخابات الديموقراطية التي عرفتها فلسطين المحتلة في الفترة الأخيرة والتي أسفرت عن فوز حركة حماس، إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تستنكر الضغوطات الممارسة من طرف القوى العظمى على الشعب الفلسطيني ومؤسساته الشرعية مع التأكيد على ضرورة احترام المشروعية الديموقراطية ونتائجها وعلى أن الحل النهائي والشرعي لمأساة الشعب الفلسطيني تكمن في إنهاء الاستعمار الصهيوني لفلسطين وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة فوق أرض فلسطين.

ج) وبالنسبة للأزمة الناتجة عن محاولة إيران امتلاك الطاقة النووية وما يمكن أن ينتج عن ذلك من عدوان ضد هذا البلد، ومن مآسي جديدة شبيهة بما وقع في العراق، تؤكد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حق كل بلد في الاستعمال السلمي للطاقة النووية من أجل التنمية الاقتصادية ورفضها لاستعمال الطاقة النووية كسلاح للدمار الشامل من طرف أي بلد وأي جهة، مهما كانت المبررات، وتؤكد بالخصوص على نبذ سياسة الكيل بمكيالين، وهو ما يفرض القضاء على السلاح النووي عبر العالم بدءا بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من هذا السلاح ــ بحرا وجوا وبرا ــ وبدءا بإسرائيل نفسها.

د) وبعد اطلاع المكتب المركزي على الفضيحة المرتكبة في البصرة على يد جيش الاحتلال البريطاني والمتجسدة في الضرب المبرح والتعذيب لأطفال شاركوا في إحدى التظاهرات سنة 2004، عبر عن تنديده بهذه الممارسة الوحشية مطالبا بمعاقبة الجناة ومؤكدا من جديد ضرورة جعل حد للاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق دون تماطل واحترام حق الشعب العراقي في تقرير مصيره وحقوق الإنسان بالعراق.

3) وبالنسبة للحقوق السياسية والمدنية
أ) عبر المكتب المركزي عن استنكاره للمضايقات والتهديدات والعنف أحيانا ضد عدد من أعضاء ومسؤولي الجمعية كما تم ذلك مؤخرا في كلميم وغفساي والقنيطرة والحسيمة وورزازات، مع التذكير بمتابعة، بل واعتقال ومحاكمة أعضاء آخرين في العيون وتازة وميدلت وخريبكة…

ب) وعبر المكتب المركزي مجددا عن استيائه للهجوم على حرية الصحافة وهو ما تجسد بالخصوص في الأحكام الخطيرة الصادرة يومه 13 فبراير 2006 ضد اسبوعية الأيام والصادرة مؤخرا ضد أسبوعية “تيل كيل” وفي منع عدد من الصحيفة الإسبانية “الموندو” من الدخول للمغرب وكما تجسد في الاستنطاقات أوالمتابعات القضائية الجارية والمتعلقة بأسبوعية لوجورنال والأسبوعية الجديدة وبيان اليوم والنهار و”لامانيانا” وغيرها.

ج) وانكب المكتب المركزي على موضوع تسليم 3 مواطنين مغاربة يوم 08 فبراير الماضي للمغرب من طرف السلطات الأمريكية بعد أن ظلوا محتجزين بمعتقل كوانطاناموا الرهيب لمدة 4 سنوات. والمكتب المركزي الذي ما فتئ يعبر عن لا مشروعية كافة الاحتجازات التي عرفها هذا المعتقل، ينادي إلى احترام الشرعية الدولية وحقوق الإنسان وإلى إخلاء سبيل كل المحتجزين بمن فيهم المغاربة الذين مازالوا داخله، كما ينادي إلى تمتيع المغاربة الثلاثة المسلمين للمغرب مؤخرا بشروط المحاكمة العادلة.

د) وأكد المكتب المركزي موقفه الرافض للشطط في استعمال السلطة المتجسد في استمرار سحب رخص السياقة من المواطنين والمواطنات، ضدا على القانون في جل الحالات، معبرا بالخصوص عن استنكاره لتصريح وزير التجهيز خلال برنامج تلفزي والذي برر من خلاله شطط رجال الدرك والشرطة الذين يسحبون رخص السياقة تعسفيا بدعوى الحفاظ على السلامة.

ه) وعبر المكتب المركزي عن استنكاره للسلوك القمعي وللعنف الممارس في مطلع هذا الشهر من طرف السلطات في مواجهة تظاهرة شعبية للمواطنين بكلميم والتي استعملت خلالها القنابل المسيلة للدموع ومسيرة الشعبية يوم 09 فبراير 2006 بالقنيطرة احتجاجا على توقيف حافلات النقل العمومي الحضري من طرف صاحب الشركة وحرمان السكان من الحق في النقل في ظروف ملائمة وإنسانية.

و) وبالنسبة لمعاناة المهاجرين الأفارقة المتواجدين ببلادنا والتي مازالت متواصلة، عبر المكتب المركزي عن إدانته لاختطاف والاحتجاز الذي تعرض له المواطن الكونكولي الجنسية، السيد بلاسيد نزيزا، طيلة يوم 05 فبراير والذي مورس عليه أثناءه التعذيب والإهانة من طرف قوات أمنية مجهولة الهوية. وإن المكتب المركزي يجدد مطالبته باحترام الحقوق الإنسانية للمهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء المتواجدين ببلادنا مع مناداة كافة القوى الديموقراطية إلى التضامن معهم ومؤازرتهم.

ز) وتوقف المكتب المركزي عند الإضراب عن الطعام اللامحدود الذي دخل فيه 3 من المسؤولين النقابيين ببلدية بنكرير منذ 06 فبراير الأخير. وقد جاء هذا الإضراب الذي يتم خوضه أمام مقر عمالة قلعة السراغنة، احتجاجا على الطرد التعسفي ل 7 مسؤولين نقابيين (من ضمنهم المضربين الثلاثة) من العمل نتيجة نشاطهم النقابي وذلك منذ شتنبر 2004. وقد بعث المكتب المركزي برسالة في الموضوع لوزير الداخلية مطالبا بإرجاع النقابيين السبعة لعملهم انسجاما مع القانون وحفاظا على صحة، بل وحياة المضربين عن الطعام.

4) وبالنسبة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية،
عبر المكتب المركزي من جهة عن استيائه للزيادة الجديدة في أثمان المحروقات والتي ستكون لها عواقب مباشرة وغير مباشرة وخيمة على القدرة الشرائية لعموم المواطنات والمواطنين وبالتالي على حقهم في العيش الكريم، خاصة في ظل الجمود الذي تعرفه الأجور وموارد المواطنين، ومن جهة ثانية عن تخوفه من نتائج التنامي الفاحش للعطالة ببلادنا وهو ما عكسته نسبة البطالة التي زحفت وفق الأرقام الرسمية إلى 11.5% خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من السنة الماضية (2005). إذ ارتفع حجم البطالة بنسبة 15% بالمقارنة مع ما سجل في نهاية سنة 2004.

وعلى إثر المسيرة التي نظمت مؤخرا بمدينة دمنات احتجاجا على ندرة الماء الصالح للشرب وانقطاع التيار الكهربائي، عبر المكتب المركزي عن تضامنه مع السكان مطالبا السلطات بالتجاوب مع مطالبهم العادلة، مع التذكير بأن معاناة سكان دمنات مع الماء والكهرباء ما هي سوى جزء من المعاناة في هذا المجال لعموم المواطنين بالبادية والأحياء الفقيرة بالمدن.

5) وبالنسبة للإنشغالات الداخلية للجمعية:

  • عبر المكتب المركزي عن ارتياحه لإنهاء الهيكلة التنظيمية للفروع الجهوية الثمانية حيث تم يوم 12 فبراير الأخير هيكلة جهتي مراكش (10 فروع محلية) ومكناس (6 فروع محلية).
  • انكب المكتب المركزي على الاستعدادات الجارية لإنجاح الندوة الداخلية حول ملف الإنتهاكات الجسيمة ــ الحصيلة والأفاق ــ والتي ستتم بالرباط يومي 18 و 19 فبراير والمخصصة لأعضاء اللجنة الإدارية للجمعية.
  • واهتم المكتب المركزي كذلك بالترتيبات المتعلقة بإنجاح الأنشطة المبرمجة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
    المكتب المركزي