26/8/2007

مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان تستنكر اعتداء القوة التنفيذية على الصحفيين واحتجاز أربعة منهم، أثناء تغطيتهم لمسيرة سلمية حاشدة، انطلقت إثر صلاة الجمعة في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة ظهر اليوم.

وحسب المعلومات التي أفاد بها صحفيون وشهود عيان، فقد تواجد الصحفيون لتغطية صلاة الجمعة التي دعت لها حركة فتح، وانتظمت في حوالي الساعة 12:35 من ظهر الجمعة الموافق 24/08/2007 في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة. وبعد انتهاء صلاة الجمعة انطلقت مسيرة سلمية حاشدة، عند حوالي الساعة 13:30 من ظهر اليوم نفسه، باتجاه ميدان فلسطين. وعندما وصلت المسيرة إلى تقاطع شارع الجلاء مع شارع عمر المختار، بالقرب من مجمع الأجهزة الأمنية الرئيس (السرايا)، قام بعض الصبية برشق مقر السرايا بالحجارة.، وحاول المشاركون منع الصبية من إلقاء الحجارة، كما عمدوا على تحويل مسارهم من ميدان فلسطين، ليطالبوا المشاركين بالتوجه إلى شارع الجلاء لتجنب الاحتكاك مع القوة التنفيذية.

واحتجزت القوة مصور تلفزيون فلسطين خالد بلبل، الذي تعرض للإهانة والضرب قبل أن يحتجز داخل السرايا،. ولاحقت قوة أخرى الصحفيين محمد البابا، مصور وكالة فرانس برس، ومصطفى البايض، مصور قناة روسيا اليوم، وإبراهيم دهمان، مصور القناة الفرنسية الثانية، قبل أن تعتقلهم وتحتجزهم في السرايا. فيما تم الاعتداء على عبد ربه عبد الرحمن شناعة، مصور وكالة (رويترز) للأنباء، وأعطبت كاميرته خلال محاولة أفراد من القوة الاستيلاء عليها، واحمد حسونة، مصور التلفزيون الألماني (ZDF) والتلفزيون الجزائري الذي تعرض للضرب بدوره وأعطبت كاميرته.

وفي سياق متصل فانه وفي حوالي الساعة العاشرة والنصف من مساء أمس السبت حضرت قوة من المباحث التابعة للقوة التنفيذية لمنزل الصحفي صخر أبو العون الكائن في حي الرمال مقابل فندق المارنا هاوس ، وطلبوا منه حسب إفادته مرافقتهم بناء على تبليغ أو أمر إحضار من قيادتهم ،فما كان منه إلا أن اتصل بعدد من الصحفيين وبالأخ طاهر النونو الناطق باسم الحكومة المقالة ،والذين بدورهم توجهوا جميعا وقاموا بإجراء اتصالات مع القيادة السياسية في حركة حماس وقيادة القوة التنفيذية حيث نجحت هذه الاتصالات بوقف الإجراء وغادرت القوة المكان واستمر الصحفيين مع أبو العون حتى ساعات متأخرة من الليل . وكان أبو العون قد صرح لوكالات مختلفة حول ما حدث من اعتداء على الصحفيين يوم الجمعة ووجه انتقادات شديدة لممارسات القوة التنفيذية .

مؤسسة الضمير تأسف إلى تراجع الحريات الصحفية في الأراضي الفلسطينية حيث أن موجة الاحتجاجات من قبل الصحفيين بدأت تتصاعد وتتوالى ضد ما تتعرض له الحريات الصحفية وقد كان آخرها ما حدث من اعتصام أمس الأحد الموافق 25/8/2007 احتجاجا على استمرار إغلاق صحيفتي الرسالة وفلسطين في الضفة الغربية . وقد وثقت الضمير انتهاكات جسيمة تعرض لها الصحفيون والمؤسسات الإعلامية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية ومن بينها استمرار وقف بث الإذاعات المحلية في القطاع ومنع بث التلفزيون الفلسطيني لبرامجه في غزة.

مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان تدين وبشدة الاعتداءات التي نفذتها القوة التنفيذية على النحو الذي جرى مع الصحفيين، وتؤكد على أن ممارساتها تشكل انتهاكاً خطيرا لحرية العمل الصحفي وحرية الرأي والتعبير.

وفي هذا السياق فان الضمير تطالب القوة التنفيذية بالتوقف عن الممارسات التي تمثل انتهاكاً لحقوق الإنسان والقانون الفلسطيني، وتطالب بالتحقيق في الحادث ومحاسبة المسئولين عنه، وتؤكد أن الحريات الصحفية هي جزء أصيل من الحقوق الأساسية ومن غير المقبول بأن يتم المساس بها من أي جهة كانت.

 

انتهى
مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان_غزة