7/05/2008

يعاني الاسير مهند عواد عودة من سكان قرية عارورة قرب رام الله من وضع صحي “خطير جداً جراء الاهمال الطبي المتعمد من قبل ادارة سجن ريمونيم الاسرائيلي، وذلك عقب إجراء عملية القلب المفتوح له، مما زاد وضعه الصحي خطورة”. ويقول الاسير في رسالة كتبها بخط اليد وصلت نسخة عنها الى وكالة “معا” انه في حالة صحية ونفسية صعبة جداً، مناشداً وزير الاسرى اشرف العجرمي ونادي الاسير والمؤسسات الحقوقية التدخل الفوري لإنقاذ حياته. “معا” تنشر تفاصيل الوضع الصحي للاسير عوده كما جاء في رسالته: بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وسلمأنا الأسير مهند عواد عودة عودة من سكان قرية عارورة قرب رام الله والمعتقل منذ تاريخ 27-6-2006 حيث انني ما زلت موقوف أنتظر المحاكمة وأمضيت في بداية الإعتقال 80 يوماً دون أن يكون هنالك أي إقرار بما نسب لي من تهم ولكنني ما زلت موقوفاً لوجود بعض الاعترافات والشهادات علي. أنا الآن إبن الــ 28 عاماً وبعد قرابة السنة والنصف وكنتيجة لسياسة الإهمال الطبي المتعمد إضطررت لإجتياز عملية القلب المفتوح واليكم التفاصيل: في يوم إعتقالي تم فحصي بشكل كامل دون ان يكون هنالك أي مؤشر على وجود أي شئ أعاني منه، وفي سياق فترة إعتقالي كنت أتمتع بصحة جيدة دون ان تكون هنالك أي عوارض وهذا ما يبرهن عليه التقرير الطبي طوال فترة السنة والنصف الأولى من فترة إعتقالي، ولكن ما حصل معي يثير الكثير من التساؤلات ويؤكد على الممارسات والسياسات الطبية الخاطئة والسيئة والمتعمدة التي تمارس بحقنا كأسرى، والتي تنطلق من أرضية التجارب وعدم تقديم العلاج الملائم والمناسب وهذا ما تسبب بإستشهاد العديد من الأسرى في الآونة الأخيرة كالأسير ماهر دندن وفضل شاهين وأبو الرب والصعايدة والأشقر وغيرهم الكثير الكثير.

فقبل حوالي السبعة شهور من الآن شعرت بعوارض مرض الإنفلونزا حيث إرتفاع درجات الحرارة وما شابه, الأمر الذي تطلب أن أطلب المساعدة الطبية، فبعد أربعة ايام تم إنزالي للعيادة داخل السجن وبعد إجراء الفحوصات فقط أشاروا عليّ أن اشرب الماء ولم يقدّموا لي أي علاج. تطور وضعي الصحي نحو الأسوأ حيث أنني لم استطع ان اتناول الغذاء او حتى الشراب وارتفعت درجة حرارتي وانعكس ذلك سلباً على نظري، وطالبت من جديد ان يتم إخراجي للعيادة لإجراء الفحوصات اللازمة ولكنهم رفضوا ذلك بحجة أنهم سبق وان أجروا فحص طبي لي وان مطالبتي المتكررة بالنزول الى العيادة هو إزعاج لهم. وبعد ذلك بيومين فقدت وعيي عند الساعة الواحدة ليلاً بسبب تدهور وضعي الصحي دون ان يتم تقديم أي علاج لي، حيث تدخل زملائي الأسرى بصورة قوية من خلال ضربهم على الأبواب تم إخراجي للعيادة، وما كان منهم إلا ان وضعوني في غرفة ملاصقة للعيادة أشبه ما تكون بزنزانة دون ان يقدم لي أي خدمات طبية ولا حتى إجراء أي فحوصات طبية، وإنتظرت على تلك الحالة حتى مجئ الطبيب في اليوم التالي وعند الساعة التاسعة صباحاً قام بفحصي وبسخرية قال لي (إذا عشت فهذا جيد وإذا مت فهذا أيضاً جيد جداً) ولم يقدم لي سوى كيس (الجلوكوز) مرة واحدة خلال الــ 6 أيام التي أمضيتها بزنزانة العيادة، الأمر الذي دفعني لأن أطلب إعادتي الى داخل القسم، فشعرت انه من الأجدر ان أستشهد بين إخواني الأسرى على ان أستشهد في العيادة التي هي في حقيقة الأمر زنزانة إنفرادية لا يقدّم أي مساعدة طبية لي فيها. وامام تفاقم وضعي الصحي طلبوا مني وكشرط للخروج من زنزانة العيادة الى غرف القسم ان اوقع على ورقة تشير الى انني أرفض تلقي العلاج .. فأجبتهم وأين هو العلاج المقدّم لي ورفضت طلبهم وشرحت لهم ضرورة عودتي الى القسم حيث انني بحاجة ماسة لأن أغتسل وأبدّل ثيابي وأن أحلق لحيتي حيث انني أصبحت في مظهر ووضع نفسي وصحي صعب جداً ولا يطاق خصوصاً وأنه بدل من تقديم العلاج تعرّضت للسخرية وفي بعض الأحيان تصل الامور لحد الضرب.

اليوم التالي وقبل ان يتم إخراجي الى القسم أحضروا لي طبيب قالوا بأنه مختص، وقام بإجراء الفحوصات العادية من قياس للضغط والنبض والحرارة، حيث اعطوني علاج تمثّل بنصف حبة بيضاء اللون وأخرى صفراء وثالثة باللون الأزرق الباذنجاني وقالوا لي انني وبعد تناول هذا الدواء سوف يتحسن وضعي الصحي ولكن وبعد ان تناولت الدواء تم إعادتي الى السجن وكنتيجة لما تلقيته من علاج فقدت قدرة السير على اقدامي لمدة اسبوع وطوال هذه الفترة كنت أتلقى ذلك الدواء إلا انه وللأسف وعلى ما يبدوا لم يساعدني بل على العكس تسبب لي بمضاعفات حيث ساءت حالتي أكثر فأكثر، فبالإضافة الى عدم المقدرة على المشي بدأ وزني يقل وذلك من 85 كيلوغرام نزل الى 63 كيلوغرام خلال فترة الإسبوع، وأثناء تلك الفترة تم أخذي الى ما يسمى بعيادة السجن ثلاث مرات بواسطة حمّالة، وعند وصولي الى العيادة يتم إلقائي منها بطريقة لا إنسانية حيث يقولون لي (بلاش تمثيل) وكان يتم التعامل معي بصورة وحشية ظناً منهم انني امثّل عليهم ولكن الحقيقة كنت اعاني آلام شديدة جداً وكان يتم وضعي في الزنزانة ذاتها التي بجانب العيادة واغلاق الباب علي، وفي اليوم التالي يتم إعادتي الى القسم وذلك تكرر ثلاث مرات بعد ان تناولت الدواء المشار اليه سابقاً وسوء وضعي الصحي وعدم إقدام إدارة السجن وطاقمها الطبي بإجراء الفحوصات الضرورية واللازمة التي من شأنها ان تشخص وضعي الذي يتدهور من يوم لآخر، وهذا الوضع دفع إخواني الأسرى بالتحرك والضغط على الإدارة من خلال التهديد بالإضراب عن الطعام إذا لم يتم تقديم العلاج المناسب لي وفحصي بصورة جوهرية ونقلي الى المستشفى.

وبعد هذه الضغوط تم أخذي لمستشفى سجن الرملة وكنتيجة للفحوصات التي تم إجراؤها لي تبين وجود إنسداد في شرايين الكبد وتم تحويلي فوراً الى مستشفى سوروكا في بئر السبع الأمر الذي تطلب إدخالي الى غرفة العمليات وإجراء عملية قلب مفتوح لإنسداد ثلاث شرايين في القلب، وقيل لي حينها.. لو أنه تم التأخير لبعض الوقت لكنت فارقت الحياة، وفي محاولة تشخيص ما حصل معي تبين ان ما قدم لي من دواء وما عانيته على مدار شهر ونصف وبسبب الإهمال الطبي وتفاقم وضعي الصحي نتيجة لذلك هو ما اوصلني الى غرفة العمليات لقلب مفتوح. وبعد هذا التقديم السريع لما مررت به من ألم ومعاناة وإهمال طبي متعمد كاد أن يودي بحياتي كما حصل مع العديد من إخواني الأسرى الشهداء، لكن قدر الله ما شاء ولطف. إنني انا الأسير العائد والمنبعث من رحم الموت المحقق أناشدكم وأنا ما زلت على قيد الحياة وأتوجه من خلالكم أخي سامي ومن خلال تلفزيون السلام حيث قدّر لي ان اتابع شاشتكم بعد ان تم نقلي من مستشفى سجن الرملة الى سجن ريمونيم، فمن خلالكم أتوجه بهذه الصرخة الضعيفة التي عانت ما عانته طوال الفترة الماضية، اتوجه بهذه الصرخة علّها تكبر وتكبر من خلالكم لتلامس الضمائر والقلوب الحية لمد يد العون في، فما حصل معي هو جريمة بكل المقاييس والمعايير، وانا ارغب بأن يتم متابعة ذلك من خلال رفع قضية وفتح تحقيقن ومن هنا أناشد وزير الاسرى بأن يعمل على الإهتمام بالموضوع وان يتابع بصورة قانونية، فلقد سمعنا الكثير الكثير عن الخدمات التي تقدمها وزارة الأسرى وتعمل على متابعتها ومعالجتها، فأنا ومن خلالكم اتوجه للوزارة وعلى رأسها الوزير وأيضاً نادي الأسير فأرجوا وبعد أن وضعتكم بالصورة ان يتم التحرك خصوصاً وان مسلسل الإجرام ما زال مستمر بحقي وحق الكثير من الأسرى، فبدل ان يتم نقلي الى سجن قريب من مكان محاكمتي تم نقلي الى سجن ريمونيم حيث أخشى ما أخشاه هو ان يتدهور وضعي الصحي بسبب البوسطات وأشير أيضاً انه وبعد اجراء العملية وضعوا لي العديد من العلاجات ولكن وفي كل مرة يكون هنالك نوع دواء ناقص، والفت الإنتباه هنا الى ان كل ذلك حصل معي وانا كوني موقوفن وذلك يعني بالعرف القانوني أنني برئ لم تثبت إدانتي. اخوكم الاسير مهند عواد عوده عوده من سكان قرية عارورة قرب رام الله