14/05/2008

بيت لحم 14-5-2008 وفا- لم يعد الفتى زياد زهدي محفوظ من مخيم العروب جنوب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، يحتمل معاناته الناتجة من اعتقاله المتكرر على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي يمضي الفتى محفوظ ذو السبعة عشر عاما، أيامه في قلق دائم متوجسا من قدوم الجنود الذين أذاقوه شتى أنواع التعذيب في المرات الست الماضية التي اعتقل فيها، حتى أصبح المكان الذي أحبه لا يطاق.يفكر كثيراً في السفر إلى مكان بعيد لا يوجد فيه جنود احتلال يحدون من حركته ولا زنازين مظلمة تزيده كآبة وظلما واحتقارا من سجانين قساة يحرمونه من إتمام عامه الدراسي العاشر بسلام، ‘لا أطيق الحياة فكرت كثيرا في السفر إلى الخارج، لأعيش حياة هادئة كباقي أطفال العالم بعيدا عن بطش جنود الاحتلال، شو بدي أعمل وين بدي أروح’ قال الفتى زياد.

بدأت أولى فترات اعتقاله الست وهو في الثالثة عشرة من عمره، حين لم يعرف معنى للتعذيب سوى أشياء بسيطة ومبهمة مما كان يسمعه من مقربين منه حول أساليب تعذيب اتبعت معهم أثناء التحقيق معهم في سجون الاحتلال، وعندما اعتقل لم تشفع له طفولته لدى السجانين فعذب وعزل في زنازين انفرادية وهُدد بإحضار أخته ووالدته لرؤيته وهو يعذب كوسيلة للضغط عليه من أجل أن يعترف أو يتعاون معهم وعندما أبدى رفضه كان عدد الأيام في الزنزانة والمعتقل يزيد.يشكو الفتى من ضعف التركيز في الدراسة ومن العصبية الزائدة ومن غياب الرغبة في متابعة واجباته أو مشاركة أقرانه باللعب، ويبدو عليه القلق والخجل أثناء الحديث معه ‘لا أعرف النوم ولا الراحة، وعندما يأتي جنود الاحتلال إلى المخيم أخاف وأقلق كثيراً من أن يقتحموا بيتنا ويعتدوا علينا،

وهذا ما كان يحصل في كل مرة حين كانوا يأتون، وتنتهي أغلب اقتحاماتهم بأخذي إلى مركز التحقيق في مجمع مستعمرة عتصيون القريبة من المخيم’. اعتقل زياد في حزيران عام 2005 لمدة شهر وفرض عليه دفع غرامة بقيمة 3 آلاف شيقل، وفي العام 2007 حكم عليه بالسجن مدة ثمانية شهور ودفع 3 آلاف شيقل غرامة جُمعت من أهالي المخيم، وفي بداية عام 2008 سجن مدة ثلاثة أسابيع، وفي شهر أيار الجاري اعتقل مرتين في لمدة أسبوعين في كل مرة.ولا تتوقف معاناة أسرة الفتى عند هذا الحد، فشقيقا زياد عبد الرحمن ومحمد اعتقلا لدى سلطات الاحتلال، فقد أمضى الأول عامين ونصف العام، والثاني عاما ونصف العام، وبهذا عاشت العائلة حالة صعبة من الناحية الاقتصادية والنفسية.يقول الفتى إن ملاحقة قوات الاحتلال له ولأخويه تسببت في فقدان والده لمصدر رزقه،

فقد استغل أحد المقاولين الإسرائيليين في البناء تلك الحوادث التي كانت تحصل، ومنع الوالد من دخول إسرائيل، حيث كان يعمل.يتمنى الفتى زياد من الهيئات العالمية والحقوقية، ومؤسسات رعاية الطفولة، التدخل وحماية أطفال فلسطين، ووقف انتهاكات إسرائيل بحق الفلسطينيين عموما والطفولة بشكل خاص.تجدر الإشارة إلى أن إحصائيات نادي الأسير الفلسطيني تشير إلى أن حوالي 6200 طفل اعتقلوا منذ بداية انتفاضة الأقصى من قبل قوات الاحتلال، لا زال منهم أكثر من 350 طفلا في المعتقلات ومراكز التوقيف والتحقيق، التي تتسم بالظروف السيئة التي لا تخلو من الضغظ النفسي والجسدي والابتزاز.كما يبين النادي أن معاناة الأطفال الأسرى تتفاقم بعد إصدار الأحكام التعسفية بحقهم، إذ يمنعون من رؤية ذويهم وتفرض عليهم غرامات مالية باهظة ويتعرض المرضى منهم لإهمال طبي.