22/6/2008
جنين/ علي سمودي – للعام الثالث لا زالت إدارة السجون الإسرائيلية ترفض توفير العلاج المناسب للمعتقل علام حسين عطاري 35 عاما من بلدة عرابة قضاء جنين القابع في سجن جلبوع رغم تدهور حالته الصحية وإصابته بمضاعفات خطيرة أصبحت كما تقول شقيقته تهدد بفقدانه البصر بكلتا عينيه.
حياة أخي بخطر قالت لبنى والاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياته وما يعايشه من معاناة في سجنه فقبل اعتقاله لم يكن يعاني من أية أمراض وماساته بدأت عقب اعتقاله في 17-6-2003 اثر مداهمة منزلنا في عرابة حيث اقتادوه لأقبية التحقيق التي أمضى فيها ثلاثة شهور تعرض خلالها لأقسى ظروف الضغط والتحقيق التي انتهت بالحكم عليه بالسجن لمدة 25 عاما بتهمة الانتماء لحركة فتح وإطلاق نار على القوات الإسرائيلية ولكن الأشد خطورة إصابته بالمرض فالضغوط التي تعرض لها أدت لارتفاع ضغط العين اليسرى وإصابتها بالاحمرار وإفرازها الدموع بشكل متواصل ورغم مراجعته الإدارة وعرضه على عدة أطباء تابعين لمصلحة السجون فانه لم يتلقى العلاج المناسب ورفضت إدارة السجون عرضه على طبيب متخصص في العيون.
مضاعفات خطيرة
إهمال علاجه تقول لبنى أدى لإصابته خلال سنوات اعتقاله لتطور المرض ومضاعفات خطيرة وحادة حتى أصبح شبه لا يرى في العين اليسرى ولكن الأخطر ان المضاعفات والأعراض انتقلت للعين اليمنى وتضيف خلال ذلك بدأنا بحملة واسعة لإثارة قضية علام وحاولنا إدخال أطباء متخصصين على نفقتنا بمساعدة عدة مؤسسات إنسانية ولكن إدارة السجون استمرت في الرفض وفشلت جميع جهودنا لإدخال لجنة طبية متخصصة لتقديم العلاج المناسب بينما استمرت إدارة السجون بنقله من سجن لآخر حيث ساهمت ظروف الاعتقال الغير إنسانية والتي تنعدم فيها أدنى مقومات الصحة والسلامة والرعاية وحتى الدواء بمضاعفات خطيرة أصبحت تهدد أخي بفقدان البصر.
تقرير طبي
لم تستسلم عائلة العطاري كما تقول شقيقته لبنى لسياسة وإجراءات إدارة السجون وشرعت بحملة واسعة النطاق تدخلت فيها منظمة أطباء بلا حدود وجمعيات مختلفة منها مؤسسة مانديلا جميعها مارست ضغوط مكثفة على السلطات الإسرائيلية التي سمحت أخيرا قبل عام للدكتور مطيع الأسير المتخصص في جراحة العيون بزيارته وفحصه والذي أكد في تقريره الذي رفع لإدارة السجون ان العين المصابة تعاني من ضعف متسارع في الرؤية حيث يخشى من تعرض العين اليمنى للإصابة إذا لم تعالج باستمرار وأكد انه في حال تقديم العلاج المناسب بشكل منتظم فانه يمكن للعين الاستفادة من عملية إزالة المياه البيضاء وأكد انه يجب الاهتمام بمتابعة العين اليمنى والحرص على وضعها الصحي من خلال استخدام نوع خاص من القطرة للعين اليسرى لتجنب زيادة أو احتمال المرض وزيادة المياه البيضاء فيها وأوصى الطبيب بإجراء فحص شهري للعين وباستمرار العلاج المضاد للجلوكوما الذي يستعمله حاليا،
وذكرت انه في تقرير لاحق صدر عن منظمة أطباء لحقوق الإنسان في إسرائيل وبعد قيام طبيبها بفحص علام وجه طلبا إلى مدير الشؤون الطبية في مديرية السجون العامة أكد فيها ان علام يعاني من صعوبة كبيرة ودائمة في الرؤية لأنه يعاني من اختلال للضغط داخل العين يمكن ان يؤدي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه، وقرر الدكتور يئير اليستر وهو خبير أخصائي عيون انه لمنع حدوث ضرر إضافي يجب إرسال العطاري فورا للفحص على يد أخصائي جلوكوما في عيادة للعيون تكون مجهزة بشكل جيد، وفي وقت لاحق اثبت الفحوصات حاجته لإجراء عملية جراحية.
إهمال متعمد
وقالت لبنى جميع هذه التقارير أرسلت لمصلحة السجون ولكنها لم تسمح لعلام باستكمال العلاج فقد نقل للمستشفى لمدة 3 شهور ثم نقل لسجن جلبوع حيث يعيش حياة صعبة وقاسية وسط مضاعفات المرض بينما ترفض الإدارة السماح للأطباء المتخصصين بزيارته مجددا كما رفضت إدخال الدواء المناسب له ولا زالت ترفض إجراء عملية جراحية لذلك نناشد كافة المؤسسات الإنسانية والدولية تبني قضية أخي والتحرك الفاعل والمستمر للضغط على إدارة السجون لنقله فورا للمستشفى وعلاجه وإنقاذ حياته.