25/7/2005

وجه د. سفيان أبو زايدة وزير شؤون الأسرى والمحررين رسالة عاجلة إلى السيد خوان كودركي مدير البعثة الدولية للصليب الأحمر بغزة ، ناشده فيها بالقيام بزيارة سريعة وعاجلة إلى معتقل النقب الصحراوي ، للإطلاع على الأوضاع المأساوية التي يشهدها هذا المعتقل الواقع في صحراء النقب جنوب البلاد

لا سيما بعد الحريق الهائل الذي شب في بعض الخيام هناك بالأمس والذي كاد أن يؤدي إلى كارثة إنسانية يكون ضحيتها حياة عشرات الأسرى ، ودعاه وبأقصى سرعة للتوجه إلى هناك والإطلاع عن كثب على حجم المعاناة والخسائر المادية أيضاً نتيجة لهذا الحريق والتباطؤ من قبل إدارة المعتقل في السعي لإخماد الحريق

وإيلاء الأمر الإهتمام البالغ ، في وقت يفتقر فيه المعتقل إلى شروط حياتية تليق بالحد الأدنى للحياة الآدمية ، وإفتقاره أيضاً إلى وسائل الحماية والوقاية التي من الممكن تجنب هكذا حريق أو الآليات اللازمة والضرورية لإطفاء الحريق إن حدث ، في معتقل مكتظ بحوالي 2000 معتقل .

وأشار د.أبو زايدة إلى أن الحريق شب في عدة أقسام مما أدى إلى حرق 4 أقسام تتسع لأكثر من 240 معتقل ، ولولا العناية الآلهية وحصول الحريق أثناء ساعات النهار وتمكن أحد الأسرى من كسر قفل القسم الذي إلتهمته النيران بعدما رفضت إدارة السجن فتح أبواب الأقسام التي اندلع فيها الحريق، وتمكن المعتقلين من الهروب من الأقسام الملتهبة والمشتعلة إلى أقسام مجاورة ، لولا ذلك لحدثت الكارثة الإنسانية .

وأضاف د.أبو زايدة بأنه وخلال هروبهم لم يتمكنوا من أخذ أمتعتهم وأغراضهم الشخصية والكنتينة والسجائر … إلخ فإلتهمتها النيران ودمرتها بشكل كامل وحولتها إلى رماد ، في وقت كانت فيه إدارة المعتقل تنظر للأحداث وللهيب النيران وكأن الأمر لا يعنيها ، عاكسة بذلك إستهتارها الفاضح بحياة الأسرى .

ولقد أفاد عدد من الأسرى وفي إتصالات هاتفية اليوم مع وزارة شؤون الأسرى والمحررين بأنهم يحملون إدارة السجن المسؤولية الكاملة عن الحريق الذي تسببه تماس كهربائي سبق وأن ناشدوا إدارة المعتقل مراراً لتغيير وتحسين شبكة الكهرباء التالفة والسيئة وكذلك توفير خيام ضد الحريق وتوفير إطفائيات داخل كل قسم ، وحينما نشب الحريق تباطأت الإدارة في الحد منه وإخماده ، مشيرين في الوقت ذاته إلى إصابة العديد من الأسرى بحروق طفيفة أو من الأسلاك الشائكة نتيجة الهرب والقفز .

وأضاف الأسرى بأن هناك عدد من الخيام والأغراض الخاصة بالأسرى والموجودة بها حرقت بشكل جزئي وبعد هروب المعتقلين منها ، دخل عليها بعض الحراس وسرقوا العديد من الأغراض ومنها نقود وقد اعترف أحد حراس السجن بسرقة 200 شيكل الأمر الذي دفع مدير السجن وبعد مطالبة من المعتقلين بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة اين ذهبت أغراض الأسرى التي لم تطلها ألسنة النيران .

يذكر أن هذه الحادثة ليست الأولى بل سبق وأن نشب حريق في نفس المعتقل قبل أقل من عام وأصيب خلاله عدد من الأسرى بحروق مختلفة ، وفي معتقل مجدو كان الأسوأ حيث في 27 يناير من العام الحالي ولنفس السبب نشب حريق هناك أدى لإستشهاد الأسير راسم سليمان غنيمات من قرية كفر مالك برام الله ، وأصيب بالحادث عدة أسرى بحروق ما بين متوسطة وبالغة ، ورغم ذلك لم تجري إدارة المعتقل منذ ذالك التاريخ أية تحسينات على شبكة الكهرباء والتي هي سبباً في نشوب عدة حرائق في المعتقلات .

وقال د.أبوزايدة ان هذا الحادث يعكس وبوضوح استهتار إدارات المعتقلات والسجون بحياة الأسرى والمعتقلين ، الأمر الذي لا يمكن السكوت عليه ، فالأمر قابل للتكرار طالما ليس هناك تحقيق ولا متابعة ولا إزالة الأسباب ، ولا محاسبة للمسؤولين عن ذلك .

داعياً في الوقت ذاته اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى توجيه مندوبيها لزيارة كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية بصورة عاجلة للإطلاع على أوضاع الأسرى الصعبة والقاسية هناك ، وخاصة في معتقلي النقب ومجدو والتي كانت مسرحاً للحرائق في الأشهر الأخيرة .

عبد الناصر عوني فروانة
فلسطين خلف القضبان
يختص بشؤون الحركة الوطنية الأسيرة
www.palestinebehindbars.org
تليفون 2847468 جوال 0599361110