28/7/2005

تنعي وزارة شؤون الأسرى والمحررين بأحر التعازي الشهيد المعتقل / جواد عادل عبد العزيز أبو مغصيب والذي استشهد فجر اليوم الخميس الموافق 28/7/2005م في معتقل أنصار 3 في صحراء النقب ، ويذكر أن المعتقل أبو مغصيب معتقل منذ تاريخ 21/12 /2002 ، وتعرض حينها كباقي المعتقلين لتعذيب قاسي ومعاملة لا إنسانية ، وكان يعاني من مرض الكلى وطالب المعتقلين هناك مراراً إدارة المعتقل بعلاج أبو مغاصيب إلا أن إدارة المعتقل وكعادتها كانت دوماً تماطل في علاجه وفي تقديم الرعاية الطبية اللازمة له وللمرضى الآخرين

ومن الجدير ذكره أن الشهيد أبو مغاصيب سبق وأن صدر بحقه حكماً بالسجن لمدة 33 شهراً وهو يبلغ من العمر الآن 18 سنة وهو من سكان دير البلح في قطاع غزة ، بمعنى أنه حينما أعتقلت كان طفلاً ، إلا أن سلطات الإحتلال لم تراعِ عمره ولم ترحم طفولته ، ويوجد الآن في السجون والمعتقلات الإسرائيلية أكثر من 300 طفل تقل أعمارهم عن 18 عاماً ، وهناك المئات أعتقلوا وهم أطفال وتجاوزا سن الطفولة ولا زالوا في الأسر .

و إستشهاد المعتقل أبو مغصيب يأتي ضمن سياسية الإهمال الطبي التي تتبعها إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية وإدارة المعتقلات التي تخضع للجيش الإسرائيلي مباشرة ، ضد أسرانا ومعتقلينا البواسل في السجون والمعتقلات الإسرائيلية على الرغم من المناشدات اليومية لوقف سياسة الإهمال الطبي التي قضت إلى وفاة العشرات من الأسرى خلال سني الإحتلال الماضية ووصل عددهم إلى قرابة 40 شهيداً وقبل أقل من شهر استشهد الأسير بشار بني عودة في سجن جلبوع

وبإستشهاد أبو مغاصيب يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة الى 181 شهيداً منذ العام 1967 حسب ما هو موثق في وزارة الأسرى .

وحمل د.أبو زايدة وزير شؤون الأسرى والمحررين الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن وفاة المعتقل جواد أبو مغصيب ، وعن حياة الأسرى عموماً المحتجزين في ظروف لا إنسانية وقاهرة ويتعرضون لتعذيب جسدي ونفسي مؤلم ، وخاصة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة عديدة ولا يلقون أية رعاية صحية وهذا يتناقض وكافة المواثيق والإتفاقيات الدولية الخاصة بالأسرى ، حيث لا زال هناك قرابة 1000 أسير موزعين على السجون والمعتقلات الإسرائيلية يعانون من أمراض مختلفة ومزمنة وخطيرة وحياتهم مهددة بالخطر .

وقد وجه الوزير د. أبو زايدة تعازيه الصادقة لكافة الأسرى في السجون والمعتقلات وإلى شعبه وعائلته وذويه مطالباً الحكومة الإسرائيلية بضرورة وضع حد لقوائم الأسرى المرضى التي تتكدس بها السجون والمعتقلات الإسرائيلية .

وشدد وزير الأسرى والمحررين على ضرورة الإفراج عن كافة الأسرى وخاصة المرضى محملاً إسرائيل المسؤولية الكاملة قانونياً وإنسانياً عن حياة أسرانا الأبطال وطالب الصليب الاحمر الدولي وكافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والعربية والدولية بالتدخل السريع من أجل إنقاذ حياة أسرانا من الموت المحدق بهم

كما وطالب بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في ظروف وأسباب استشهاد المعتقل أبو مغصيب ومن قبله العشرات وتقديم المسئولين عنها للمحاكمة، فلا يعقل هذا الإستهتار بحياة الأسرى ولا يمكن السكوت عليه من قبلنا ، لا سيما وأن قضية الأسرى هي قضية مركزية للشعب الفلسطيني عامة ..

وأكد د. أبو زايدة بأن معتقل النقب الصحراوي يشهد ظروفاً قاسية لا تليق بالحياة الآدمية ، والشروط الحياتية فيه صعبة للغاية ، وإدارة المعتقل غير مبالية بحياة المعتقلين الأمر الذي أدى إلى حدوث حريق قبل ثلاثة أيام نتيجة تماس كهربائي وتلف شبكة الكهرباء

وكاد أن يؤدي إلى كارثة إنسانية ضحيتها عشرات الشهداء لولا العناية الآلهية ، وحصول الحريق أثناء ساعات النهار وتمكن أحد الأسرى من كسر قفل القسم الذي إلتهمته النيران بعدما رفضت إدارة السجن فتح أبواب الأقسام التي اندلع فيها الحريق ، وتمكن المعتقلين من الهروب من الأقسام الملتهبة والمشتعلة إلى أقسام مجاورة ، لولا ذلك لحدثت الكارثة الإنسانية ، وهذا الحريق هو الثاني خلال أقل من عام في نفس المعتقل .

وقال د.أبو زايدة بأن هذا الحدث عكس وبشكل جلي إستهتار الإدارة الفاضح بحياة الأسرى ، الأمر الذي دفعه لتوجيه رسالة عاجلةفي حينه إلى السيد خوان كودركي مدير البعثة الدولية للصليب الأحمر ناشده فيها بالقيام بزيارة سريعة وعاجلة إلى معتقل النقب الصحراوي .

ولقد أفاد الأسرى وفي إتصال هاتفي اليوم مع وزارة شؤون الأسرى والمحررين بأن المعتقل أبو مغصيب كان يعاني من مرض الكلى وأنهم طالبوا مراراً إدارة المعتقل بعلاجه وإنقاذ حياته

إلا أن الإدارة لم تراعي سنه ولم تقدم له العلاج مما أدى إلى استشهادة صباح اليوم ، حيث أنهم وجدوه ممدداً ويصرخ من الألم وناشدوا الإدارة بالصراخ وبالطرق على الأبواب لإخراجه للعياده

إلا أن الإدارة وحراس السجن تباطؤوا كعادتهم وحضروا وأخرجوا المعتقل بعد قرابة نصف ساعة ومن ثم فارق الحياة في عيادة المعتقل ، محملين إياها المسؤولية الكاملة عن وفاته ، وطالبوا كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياتهم وتوفير الرعاية الطبية للأسرى والمعتقلين المرضى

كما ناشدوا المؤسسات الإنسانية الدولية بزيارة معتقل النقب للإطلاع عن كثب على ظروفهم الاإنسانية والتي تتناقض وكافة المواثيق والأعراف الدولية .

يذكر أن معتقل أنصار 3 يقع في صحراء النقب جنوب البلاد ، وكان قد أفتتح في الأشهر الأولى للإنتفاضة الأولى وبالتحديد بتاريخ 17 مارس عام 1988 ، ويخضع لإدارة جيش الإحتلال العسكري مباشرة

وليس لإدارة مصلحة السجون ، وأغلق منتصف التسعينيات وهو عبارة عن عدة أقسام وفيها خيام ، وخلال إنتفاضة الأقصى أعيد إفتتاحه ويوجد فيه الآن قرابة 2000 معتقل .

عبد الناصر عوني فروانة
فلسطين خلف القضبان
يختص بشؤون الحركة الوطنية الأسيرة
www.palestinebehindbars.org
تليفون 2847468 جوال 0599361110