28/8/2005

وفـا- إبراهيم عبد العزيز

انتهجت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ احتلالها الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس) في الخامس من حزيران- يونيو 1967، العديد من الأساليب والوسائل في اعتقالها للمواطنين الفلسطينيين، بدعوى مقاومتهم للاحتلال.

وشنت قوات الاحتلال، عبر العقود الماضية حملات اعتقال واسعة، كانت الأوسع والأكبر منها، تلك التي شنتها أواخر آذار- مارس، وأوائل نيسان- أبريل من عام 2002 م، وفق ما لفت إليه عبد الناصر فروانة، الباحث المختص بقضايا الأسرى.

ورأى فروانة، أن تلك الحملات، قد تكون الأوسع منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، حيث جرى اعتقال حوالي 6 آلاف مواطن، في حملة اعتقالات عشوائية وصف بالواسعة، طالت كل المدن والقرى الفلسطينية، بما فيها المناطق التي تخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة.

ولم تقتصر الاعتقالات على فئة أو شريحة محددة، بل طالت الأطفال والشيوخ والشاب، وحتى الفتيات والنساء، وعائلات بأكملها مستخدمة كافة أساليب وأشكال الاعتقال، بما فيها اجتياح المدن والقرى والمخيمات، ودهم وتفتيش المنازل وإتلاف وتخريب محتوياتها.

ويضيف فروانة، أن حملات المداهمة، كانت تجري بمصاحبة الدبابات والمصفحات، وتحت غطاء جوي من الطائرات، يرافقها إطلاق الرصاص بغزارة، يتخللها عادةً هدم منازل واقتلاع أشجار

لافتاً إلى استخدام قوات الاحتلال في أغلب الحالات، سياسة اختطاف المواطنين، على أيدي قوات خاصة متنكرة بزي عربي، والتي تطلق عليها “وحدات المستعربين”، إضافةً إلى تحويل معابر المرور والحواجز العسكرية، المنتشرة على الطرق ومداخل المخيمات والمدن إلى كمائن لاصطياد المواطنين.

ونوه فروانة، إلى سياسة استخدام قوات الاحتلال في كثير من الأحيان، المواطنين العزل كدروع بشرية أثناء عمليات الاعتقال، التي كانت تقوم بها ضد عدد من المواطنين، إضافةً إلى استخدام المنازل والمؤسسات العامة، وحتى المدارس كأماكن اعتقال واحتجاز للمواطنين العزل، أثناء الكثير من حالات الاقتحامات والاعتقالات العشوائية.

وأشار، إلى أن قوات الاحتلال أقدمت خلال انتفاضة الأقصى، على اعتقال العديد من القيادات السياسية وأعضاء المجلس التشريعي، مثل النائبين الأسيرين مروان البرغوثي، أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” في الضفة الغربية، وحسام خضر، والقائد عبد الرحيم ملوح نائب، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحسن يوسف، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وركاد سالم، أمين سر جبهة التحرير العربية.

وحول تقديره لعدد الأسرى، الذين اعتقلتهم إسرائيل منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية

قدر فروانة، أن العدد تجاوز مئات الآلاف، بحيث وصل إلى ما يقارب الـ (650 ألف حالة)، مشيراً إلى أنه خلال الفترة ( 1967-1987) بلغ عدد الأسرى والمعتقلين، ما يقارب من 400 ألف أسير) وأضاف

أن عدد الأسرى بلغ في الفترة، من كانون أول – ديسمبر 1987م ، وحتى منتصف 1994عام ، قرابة الـ 200 ألف أسير، وفي الفترة الممتدة ما بين قيام السلطة الوطنية في عام 1994

واندلاع انتفاضة الأقصى في 28 أيلول- سبتمبر 2000، فإنه وفق التقديرات لم يتجاوز عددهم الـ عشرة آلاف أسير، وأنه منذ اندلاع انتفاضة الأقصى، وحتى نهاية آب- أغسطس الجاري، فقد بلغ عدد الأسرى حوالي (40 ألف أسير).

وفيما يتعلق، بإجمالي عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية، الذين لا زالوا رهن الاعتقال، يقدر فروانة عددهم بـ ( 8500 أسير)، موزعين على قرابة 28 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، منهم حوالي (7300 أسير) من أبناء محافظات الضفة الغربية، وقرابة (650 أسيراً) من أبناء محافظات قطاع غزة، و(550 أسيراً) من أبناء محافظة القدس وأراضي الـ “48” ومناطق أخرى.

وأوضح، أنه مع اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول – سبتمبر عام 2000، لم يكن في السجون الإسرائيلية سوى 1200 أسير تقريباً، أفرج عن بعضهم خلال الانتفاضة، لانتهاء مدة محكوميتهم، وعدد قليل منهم ضمن الإفراجات الجماعية

حيث لم يبق منهم رهين السجون حتى الآن سوى ( 590 معتقلاً )، منهم 178 معتقلاً من قطاع غزة، و297 معتقلاً من الضفة الغربية، و115 أسيراً من القدس وأراضي الـ”48″، ومن البلدان العربية الشقيقة.

وبين فروانة، أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال انتفاضة الأقصى، حوالي 400 أسيرة، لازلت 115 أسيرة منهن رهن الاعتقال، إضافةً إلى اعتقال أكثر من 3500 طفل، خلال نفس الفترة، لازال منهم 300 طفل رهن الاعتقال

موضحاً أن الـ ( 8500 أسير)، موزعين حسب نوع الحكم كما يلي: 1000 معتقل إداري، 4000 أسير محكوم، و3500 أسير موقوف. ولفت

إلى أن هناك 416 أسيراً، أمضوا أكثر من 10 سنوات ولا زالوا في الأسر، حتى نهاية الشهر الجاري، وأن 30 أسيراً أمضوا أكثر من 20 عاماً في الأسر، وأقدمهم الأسير سعيد العتبة، والمعتقل منذ 29-7-1977م، والأسير نائل البرغوثي والمعتقل منذ 4-4-1978، والأسير فخري عصفور البرغوثي، والمعتقل منذ 23-6-1978، والأسير العربي سمير القنطار المعتقل منذ 22-4- 1979، والأسير أكرم منصور المعتقل منذ 2-8-1979، وجميعهم معتقلين منذ أكثر من ربع قرن.

وفيما يتعلق بالوضع الصحي للأسرى، أشار الباحث فروانة، إلى أن هناك قرابة 1000 أسير يعانون أمراضاً مختلفة ومزمنة، ويتعرضون للإهمال الطبي وحياتهم معرضة للخطر، منوهاً إلى أن الحركة الأسيرة قدمت (181 شهيداً) حتى نهاية الشهر الجاري، وذلك نتيجة التعذيب والإهمال الطبي والقتل العمد والتصفية بعد الاعتقال.

وأوضح أن الحركة الأسيرة، قدمت خلال انتفاضة الأقصى، ( 59 شهيداً )، منهم ( 47 شهيداً) نتيجة القتل والتصفية بعد الاعتقال، و(شهيدين) نتيجة التعذيب، و( 10 شهداء) نتيجة الإهمال الطبي، منهم ( 11 شهيداً ) من أبناء محافظات قطاع غزة، و( 48 شهيداً) من أبناء محافظات الضفة الغربية.

وبالنسبة لأسرى قطاع غزة في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، بين فروانة، أنه ومنذ احتلال إسرائيل للقطاع في الخامس من حزيران – يونيو 1967، وحتى الانتفاضة الأولى عام 1987، بلغ عدد الأسرى قرابة الـ (170 ألف أسير)، سقط منهم ( 28 شهيداً)، منهم ( 12 أسيراً) استشهدوا نتيجة التعذيب، و( 4 أسرى) نتيجة الإهمال الطبي، و( 12 أسيراً ) قتلوا بعد الاعتقال.

وأضاف، أنه منذ كانون أول- ديسمبر 1987م وحتى منتصف العام (1994)، بلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، من أبناء قطاع غزة، حوالي (90 ألف أسير)، بقي منهم في الأسر حتى أيلول – سبتمبر عام 1993، حوالي ( 5500 أسير)، تقلص هذا العدد مع اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول- سبتمبر 2000، إلى 450 أسيراً تقريباً.

وأشار، إلى أنه خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، ولغاية العام 1994، استشهد من بين أسرى القطاع ( 18 شهيداً )، منهم ( 13 شهيداً ) استشهدوا نتيجة التعذيب و( 3 شهداء ) نتيجة الإهمال الطبي، و( شهيدان ) قتلوا برصاص حراس المعتقل أحدهم في معتقل أنصار بغزة والثاني في أنصار 3 في صحراء النقب.

ولفت، إلى أن عدد أسرى القطاع، بلغ منذ منتصف العام 1994، وحتى 28 أيلول سبتمبر 2000، حوالي ( 1500 أسير)، استشهد منهم أسيران، نتيجة الإهمال الطبي، وهما يوسف العرعير، من سكان حي الشجاعية بمدينة غزة، ورياض عدوان من محافظة رفح جنوب القطاع.

وفيما يتعلق بعدد الأسرى، منذ 28 أيلول- سبتمبر 2000 وحتى نهاية آب- أغسطس الجاري، بلغ 3000 حالة أسير من أبناء القطاع، لازال منهم رهن الأسر قرابة ( 472 أسير)، إضافةً إلى اعتقال عدد من الفتيات والأطفال، بقى منهن حتى الآن 3 أسيرات، وحوالي 20 طفلاً.

وأوضح فروانة، أنه أستشهد خلال انتفاضة الأقصى، من بين الأسرى (11 شهيداً)، منهم أسير واحد فقط استشهد في معتقل النقب الصحراوي، والباقي قتلوا عمداً بعد الاعتقال، منوهاً إلى أن إجمالي الأسرى من أبناء قطاع غزة، بلغ منذ العام 1967 وحتى نهاية هذا الشهر، حوالي 264.500 أسير، استشهد منهم ( 59 شهيداً ) نتيجة التعذيب أو الإهمال الطبي أو القتل العمد بعد الاعتقال.

وبين أن عدد أسرى قطاع غزة قبل قيام السلطة الوطنية، بلغ ( 148 أسيراً ) ولا زال منهم في الأسر قرابة 40 أسيراً أمضوا أكثر من 15 عاماً وأقدمهم الأسير سليم الكيال البالغ من العمر 53 عاماً، والمعتقل منذ قرابة 23 عاماً.