7/11/2007

دعا الباحث المتخصص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين ، عبد الناصر عوني فروانة ، اليوم ، كافة أبناء الشعب الفلسطيني ومن خلفهم الأمتين العربية والإسلامية ، إلى احتضان الأسرى المقدسيين وتبني قضيتهم ، وإيلائهم الأهمية المطلوبة وابراز معاناتهم المتفاقمة .

وأوضح فروانة أن الأسرى المقدسيين يعانون آلام الأسر مرّتيْن، مرّةً لأنهم محرومون من حقّ المعاملة الدستوريّة التي يحصل عليها السّجناء الإسرائيليّون، ومرة أخرى محرومون من امتياز الأسرى الفلسطينيين بالإفراج عنهم في أيّ عمليّة تبادل أو ضمن الإفراجات السياسية .

وأضاف الباحث فروانة أن سلطات الاحتلال تعتبرهم مواطنين مقيمين دائمين في دولة الاحتلال ، وتعتبر سجنهم والأحكام الصادرة بحقهم شأناً داخليّاً وأن قوانينها تنطبق عليهم مثلهم مثل السجناء اليهود، وبالتالي لايمكن أن يدخلوا ضمن أي صفقة لتبادل الأسرى بينها وبين أي جهة فلسطينية كانت أو عربية، كما لا يجوز أن يكونوا موضوعًا للنقاش في عمليات التفاوض التي تتم بينها وبين السلطة الوطنية الفلسطينية .

وفي نفس الوقت لا تعاملهم ” حكومة الإحتلال ” كبقيّة السّجناء الإسرائيليين ولا تعطيهم حتّى نصف الحقوق التي تمنحها لمواطنيها، بل تتعامل معهم بنفس الأساليب الوحشيّة واللا إنسانيّة التي يُعامل بها بقيّة الأسرى الفلسطينيين ، وتحتجزهم في ظروف سيئة وقاسية وتحرمهم من أبسط الحقوق الإنسانية الخاصة بالأسرى .

وفي ذات السياق انتقد فروانة المفاوض الفلسطيني والإتفاقيات الموقعة ما بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحكومة الإحتلال الإسرائيلي بدءاً باتفاق اعلان المبادئ في اوسلو وانتهاءاً بالإتفاقيات الأخرى كاتفاق طابا وواي ريفر وغيرها ، التي وافقت على هذا المنطق وكرست هذا الفهم ، من خلال استبعادها بالمطلق ذكر الأسرى المقدسيين ، و اقتصر الأمر فيها على أسرى الضفة وقطاع غزة .

وأكد فروانة أنه وبالرغم مما ورد من ثغرات في الإتفاقيات الرسمية ، إلاّ أن السلطة الوطنية الفلسطينية ، ووزارة الأسرى والمحررين ، لم تستثني هؤلاء الأسرى المقدسيين ، والمحررين منهم أيضاً ،من برامجها وخدماتها المختلفة واهتماماتها السياسية أيضاً .

واعتبر فروانة أن هذا غير كافي ، وناشد سيادة الرئيس أبو مازن وحكومة د. سلام فياض ووزير الأسرى أشرف العجرمي بابداء المزيد من الإهتمام بهؤلاء الأسرى المقدسيين وأن تطرح قضيتهم ومعاناتهم ومعاناة ذويهم في الإجتماعات الرسمية مع الإسرائيليين ، وأن يتم إدراج قضيتهم بشكل واضح وصريح في أي اتفاق سياسي قادم ، وأعرب فروانة عن ثقته بأن المرحلة المقبلة لن تكون كالمرحلة السابقة بالنسبة لهم ولعموم الأسرى .

ومن ناحية أخرى ناشد منظمة حزب الله اللبنانية والفصائل الفلسطينية بوضع قضية الأسرى المقدسيين على سلم أولويات أي عملية تفاوض أو تبادل للأسرى في المرحلة المقبلة ، واعتبر أنه لا معنى لأي عملية تبادل يمكن أن تتم وتستثني هؤلاء الأسرى المقدسيين .

ودعا كافة المؤسسات العربية والإسلامية التي تعنى بشؤون القدس ، أن تبرز قضية الأسرى المقدسيين وأن تمنحهم الإهتمام الخاص في برامجها وأنشطتها المختلفة .

واشار مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى عبد الناصر فروانة، إلى أنه يقبع الآن في السجون والمعتقلات الإسرائيلية قرابة ( 600 ) مواطن مقدسي ، منهم الطفل والعجوز وعشرات المرضى ، وبينهم ( 50 أسير ) معتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو ، ومن بين هؤلاء ( 13 أسير ) أمضوا أكثر من عشرين عاماً ، فيما يعتبر الأسير فؤاد الرازم المعتقل منذ 30/1/1981 والذي مضى على اعتقاله أكثر من ربع قرن ، هو عميد الأسرى المقدسيين وأقدمهم .

وأكد الباحث فروانة أن الأسرى المقدسيين هم جزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية الأسيرة ، بالضبط كما المواطنين المقدسيين عموماً جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ، وهؤلاء الأسرى شاركوا اخوانهم في الحركة الأسيرة النضال السلمي ضد ادارة مصلحة السجون وخاضوا معهم عشرات الخطوات الإحتجاجية والإضرابات عن الطعام والتي تعرف بمعارك الأمعاء الخاوية ، وقدم الأسرى المقدسيين عدداً منهم شهداء خلف الأسر ، منهم على سبيل المثال لا الحصر الشهيد اسحق مراغة ، عمر القاسم ، حسين عبيدات ، محمد أبو هدوان .

وناشد فروانة كافة وسائل الإعلام المختلفة ، المرئية والمسموعة والمقروءة بتسليط الضوء عليهم وبذل مزيد من الجهد لابراز معاناتهم المتواصلة .