17/12/2007
غزة- 17-12-2007- ناشد الباحث المختص بقضايا الأسرى عبد الناصر فروانة اليوم ، المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية ، وفي مقدمتها منظمة الصليب الأحمر الدولية ، الى التدخل العاجل من أجل الضغط على حكومة الإحتلال لإلزامها بفك الحصار المفروض على أهالي الأسرى من قطاع غزة ، ورفع ما يسمى ” المنع الأمني ” عن بعض أهالي الأسرى في الضفة الغربية ، والسماح لهم بزيارة أبنائهم الذين يرزحون في السجون والمعتقلات الإسرائيلية المختلفة ، بمناسبة عيد الأضحى المبارك .
واعتبر فروانة أن زيارة الأهل هي حق مشروع كفلته كل المواثيق والأعراف الدولية ، وسلبه بشكل فردي بحجج أمنية واهية تحت ما يسمى ” المنع الأمني ” ، أو جماعي كما هو حاصل مع أهالي قطاع غزة منذ حزيران الماضي ، انما يمثل انتهاكاً فاضحاً لتلك المواثيق ولأبسط حقوق الإنسان الأسير .
وأكد فروانة أن قائمة الإنتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى تطول ، من تعذيب ومعاملة غير انسانية وظروف إحتجاز لا تصلح للحياة البشرية ، والعزل الإنفرادي ، والحرمان من العلاج و منع زيارات الأهل والمحامين ، واغلاق حسابات الأسرى ومصادرة أموالهم ومنع دخول أموال ” الكنتينا ” بهدف تجويعهم ، والأخطر استخدامهم كحقل لتجارب أدوية خطيرة ، وتصاعد عمليات القمع ضدهم ..إلخ إنما جميعها ُتمثّل انتهاكات فظة لجميع قواعد القانون الدولي– عموماً- والقانون الدولي الإنساني على وجه الخصوص وترقى بها إلى مصاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ، والتي تستدعي من المجتمع الدولي بكل مؤسساته الحقوقية والإنسانية والتي تدعي الديمقراطية والمساواة والعدل ، الى التحرك الجاد وملاحقة هؤلاء المجرمين .
واعتبر الباحث فروانة وهو أسير سابق وابن أسير سابق أيضاً ، أن العيد لا معنى ولا طعماً له بالنسبة للأسرى وذويهم ، بل بالعكس يشكل عبئاً عليهم ، حيث يضطر فيه ذوي الأسرى لإستحضار شريط الذكريات ، ويشعرون بالنقص الكبير في العائلة الصغيرة ، ويتذكرون معاناة ابنهم وحرمانه من أبسط حقوقه ، فينهمروا بالبكاء حزناً وغضباً على فراق أحبتهم ، ويمضي العيد ثقيلاً عليهم .
وتساءل فروانة كيف يمكن للأم أو الزوجة أو الأبناء أن يحتفلوا ويفرحوا بالعيد وحبيبهم الغالي يقبع في ظلمة السجون ، في ظل انعدام الزيارات ، ولم يتبقى لهم سوى الإذاعات المحلية التي من الممكن أن تخفف عليهم أو أن تساهم في ايصال صوتهم وتحياتهم لأحبتهم خلف القضبان .
وأوضح فروانة أن العيد صعب هو الآخر على الأسرى ويعتبر من أصعب المناسبات التي تمر على الأسير ، لا سيما المتزوج الذي ترك خلفه أبنائه الصغار ، دون أن يتمكن من مشاركتهم فرحة العيد ، فيضطر لأن يستذكرهم بمرارة لا توصف ولا يمكن أن يحس بها إلاَّ من مر بذات التجربة ، وقد تنهمر الدموع من عيون بعضهم حزناً .
وبيَّن فروانة أنه ورغم هذه الصورة المؤلمة يحيي الأسرى العيد بطقوس خاصة ، حيث الإستيقاظ المبكر صبيحة العيد ، والاستحمام وارتداء أجمل الملابس والخروج إلى الفورة ( الساحة ) لصلاة العيد ، ومن ثم يصطفون بشكل دائري في الفورة ويسلمون على بعضهم البعض ويتبادلون التهاني ويوزعون الحلوى ويواسون بعضهم البعض ، وتُلقى الكلمات والخطب القصيرة .
وأكد فروانة أن معاناة الأسرى وذويهم في العيد تتجدد ، ولا حدود لها ، فيما تعجز الأقلام عن ترجمتها ، كما لا يمكن تصورها ، مناشداً أبناء شعبنا بتكثيف زياراتهم لذوي الأسرى خلال أيام العيد تقديراً لهم وللتخفيف من معاناتهم .