2/3/2008

فروانة : استشهاد الأسير فضل شاهين يعكس مدى الخطورة التي تهدد حياة الأسرى عموماً وما يجري في السجون امتداد لما يجري من جرائم منظمة في الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة … سيرة حياة الشهيد حافلة بالعطاء والتضحية

2-3-2008 – أكد الباحث المختص بقضايا الأسرى عبد الناصر فروانة اليوم ، أن استشهاد الأسير البطل فضل عودة شاهين ، في سجن بئر السبع يوم الجمعة الماضي ، يعكس مدى استهتار ادارة السجون بحياة الأسرى ومدى الخطورة التي تهدد حياتهم جميعاً . وأوضح فروانة أن الأوضاع في سجون ومعتقلات الإحتلال خطيرة وهي الأكثر ظلماً وقهراً واستهتاراً بحياة الأسرى ، وأن الأوضاع الخطيرة جداً في قطاع غزة لن تفقدنا صوابنا ولن تحيدنا عن اهتماماتنا بقضايا الأسرى ، الذين نكن لهم كل الإحترام والتقدير في كل الأزمنة ويحتاجون لجهدنا ومساندتنا في كافة الأوقات.

وناشد فروانة العالم أجمع لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية ، وانقاذ حياة أكثر من مليون ونصف المليون مواطن يقبعون في سجن كبير اسمه قطاع غزة ، وأكثر من أحد عشر ألف أسير يعيشون ظروفاً خطيرة في مقابر تسمى سجون نفحة والسبع وعسقلان وغيرها ، معتبراً أن ما يجري داخل تلك السجون هو امتداد لما يجري من جرائم منظمة في الأراضي الفلسطينية وخاصة في سجن قطاع غزة ، تهدف الى قتل وتجويع كل ما هو فلسطيني .

وأكد فروانة أن ظروف الأسرى في غاية السوء ويعيشون في أوضاع نفسية مقلقة متوترة وأخبارهم ساخنة ملتهبة ، تنذر بانفجار الأوضاع هناك .

وأعرب فروانة عن قلقه الشديد من استمرار ادارة السجون باستهتارها بحياة الأسرى ومن ارتفاع قائمة شهداء الحركة الأسيرة التي وصلت باستشهاد الأسير فضل شاهين الى ( 195 شهيداً ) ، مؤكداً ان الأمر لم يكن رقماً فحسب ، فلكل شهيد من هؤلاء قصصه التي تذرف لها الدموع وحكايات تعتصر لها القلوب ألماً ، واعتبر أن اضراب كافة الأسرى يوم امس السبت يحمل أكثر من رسالة ، فهو بمثابة اعلان لرفض سياسة الإهمال وقتل الأسرى التي تمارسها ادارة السجون ، و الرسالة الثانية هي بمثابة استغاثة واستنجاد لنصرتهم والوقوف بجانبهم وعدم تركهم لوحدهم .

مناشدة للمشاركة في بيت العزاء وتشييع الجثمان

وناشد فروانة كافة الفعاليات والمؤسسات والقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة وجماهير شعبنا كافة ، الى المشاركة الفاعلة ببيت العزاء المقام في بيت عائلة شاهين الكائن في مدينة غزة منتصف شارع الجلاء ، وكذلك في تشييع جثمان الشهيد الأسير فضل شاهين في حال وصول جثته الى غزة وتسليمها الى أهله ، معتبراً أن حجم المشاركة تعكس حجم الرفض الشعبي والرسمي لسياسة قتل الأسرى ، ووفاءاً للحركة الأسيرة وشهدائها الأبرار ، ويعكس أيضاً مدى مساندة الشعب الفلسطيني لأسراه البواسل وقضاياهم العادلة .

سيرة موجزة لحياة الأسير الشهيد فضل شاهين ( أبو صامد )
” ان عشت فعش حراً أو مت كالأشجار وقوفاً وقوفاً كالأشجار”

واستحضر فروانة سيرة حياة آخر من إلتحق بقافلة شهداء الحركة الأسيرة وهو الأسير فضل عودة شاهين الذي استشهد في سجن بئر السبع بتاريخ 29-2-2008 ، نتيجة الإهمال الطبي ، وقال أن مسيرة حياة الشهيد كانت مؤلمة وشاقة ، حافلة بالإصرار والعزيمة ، مليئة بالتضحيات والنضالات ، والشهيد فضل هو من مواليد 16-8-1961 ، وقد توفى والده وهو طفل في الثالثة من عمره ، وتكفل في رعايته أشقائه ، وكان يعتبر أخاه الكبير بمثابة والده ، وترعرع في أزقة وشوارع أحياء مدينة غزة ، وعانى كباقي أطفال فلسطين من ظلم الإحتلال وبطشه ، ودرس في مدارسها وتدرج في مراحها حتى أتم الثانوية العامة بتفوق .

وعلى الرغم من اصابته بمرض السكرى وهو في السابعة عشر من عمره ، إلا أنه لم ييأس ولم يستسلم للمرض ولم يفقد الأمل بمستقبل أفضل ، ولم تقف طموحاته بنيل شهادة الثانوية العامة ، حيث كان شاباً متفوقاً محبوباً بين أبناء عائلته وأصدقائه ، فأصر على مواصلة تعليمه الأكاديمي ووفر له اخوانه كل الضروريات اللازمة والأجواء المناسبة ، وسافر الى جمهورية مصر العربية ، ليلتحق باحدى جامعاتها ويحصل منها على بكالوريوس محاسبة .

وأضاف فروانة أن الشهيد إلتحق بحركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) أوائل الثمانينات ، وناضل في صفوفها وشارك معها في فعاليات عديدة ضد الإحتلال وكان أحد كوادرها في مدينة غزة ، وحظيّ على الدوام بمحبة واحترام كل من عرفوه ، وتزوج خلال الإنتفاضة الأولى ورزق بمولود واحد أسماه ( صامد ) وعمره الآن 16 عاماً ، وزوجته تعاني من عدة أمراض .

وبتاريخ 15-10-2004 ، واثناء عودته من مدينة رفح ، اعتقلته قوات الإحتلال على حاجز أبو هولي وسط قطاع غزة ، وتعرض لصنوف مختلفة من التعذيب والإهانة والإهمال الطبي ، وزج به في زنازين انفرادية رغم افصاحه لهم عن طبيعة مرضه ،إلا أنهم لم يعالجوه ولم يقدموا له ما يمكن أن يسكن آلامه ، بل ساوموه على الإعتراف والتعاون معهم مقابل تقديم الأدوية والمسكنات ، فكان عند حسن ظن من عرفوه وتعاملوا معه وعمل بمقولة غسان كنفاني ” اما عظماء فوق الأرض وإما عظاماً في جوفها ” ، فكان بالفعل ” أبا صامد ” رجلاً صلباً عظيماً وشامخاً حتى في أصعب الظروف وأحلكها ، ومن ثم نُقل الى السجون ، وقُدم لمحاكمة جائرة اصدرت بحقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة ثماني سنوات ونصف .

وأضاف فروانة أن ادارة مصلحة السجون لم تسمح لزوجته أو ابنه الوحيد أو أي من أفراد عائلته من زيارته منذ ما يقارب من عام ونصف ، ونتيجة لظروف الإحتجاز المأساوية وما يرافقها من معاملة لا إنسانية وسوء الطعام كماً ونوعاً ، وسياسة الإهمال الطبي المتعمد المتبعة في سجون ومعتقلات الإحتلال تدهور وضعه الصحى دون رعاية تذكر ودون تقديم أي نوع من العلاج الضروري له ، فازداد وضعه سوءاً ، وشعر هو وزملائه الأسرى بالخطورة على حياته ، وطالب مراراً بنقله للمستشفى وتوفير العلاج له ، كما وطالبت أسرته ووزارة الأسرى أكثر من مرة ومن خلال منظمة الصليب الأحمر الدولية بضرورة الإفراج عنه أو تقديم الرعاية الطبية له ، إلا أن النهاية كانت مؤسفة ومؤلمة .

ومن المفارقات أن للشهيد ابن واحد اسمه ( صامد ) وكان يزوره بالسجن حينما كان طفلاً ويسمح له بذلك ، حيث أن القانون الإسرائيلي يسمح بالزيارة فقط للأبناء أو الأشقاء لمن هم أقل من 16 عاماً .

وكانت زوجته ( أم صامد ) دائماً كأي أم تتمنى أن يكبر ابنها ، ولكنها كانت تخشى في الوقت ذاته أن يتجاوز الـ16 عاماً ويصبح معه هوية ويحرم من مرافقتها لزيارة أبو صامد ، وفي احدى الزيارات عبرت عن ذلك لزوجها ، فرد عليها فرد عليها قائلاً عندما يستخرج صامد الهوية أكون قد استشهدت ، وفعلاً ، ابنه صامد استخرج الهوية قبل أيام من استشهاد والده ، وكأن الأب الأسير كان لديه احساس وشعور أنه سيفارق الحياة في اللحظة التي سيكبر فيها ابنه ويحصل على الهوية .

المجد للشهيد فضل ولكل الشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى
ومنا العهد والوفاء

لمزيد من المعلومات يمكنكم الإتصال
http://www.palestinebehindbars.org/elshaheedfadelmars.htm
ferwana2@yahoo.com
0599361110
فلسطين