22/3/2008
*بقلم / عبد الناصر عوني فروانة
اتصل بي أخي وصديقي الإعلامي المخضرم هشام ساق الله ، مستفسراً حول الأسماء القلائل التي تم تكريمها سابقاً ، ومنحت أوسمة ” شرف الأسرى من المرتبة الأولى” ، وعن الجهة التي كرمتهم آنذاك ، ومستهجاً استبعادي من هذا التكريم ، و تبادلنا الأحاديث والآراء ، ولا أخفي احترامي وتقديري لإهتماماته بقضايا الأسرى ومساهمته الفاعلة في نشر معاناتهم قد تفوق مؤسسات اعلامية كبيرة .
ومما قلته له بأنني أكن كل الاحترام والتقدير لكل الجهود التي تُبذل لأجل الأسرى ، ولكني صراحة لا أعرف بعض تلك الأسماء ، على الرغم أنني متابع جيد لكل ما يخص الأسرى ، كما لا أجد سوى القليل منهم ما يمكن منحهم صفة التميز .
أما على الصعيد الشخصي فقلت له أن استثنائي لا يعني شيئاً لي ، ويكفيني اعتزازاً برسائل الثناء والتقدير الكثيرة التي تصلني من الأسرى وذويهم ومن المؤسسات المعنية بالأسرى ومؤسسات إعلامية ومن الطلبة والباحثين وغيرهم ، فأنا أعمل لأجل الأسرى ولا أنتظر بالمقابل شيئاً ، وأعلنت ذلك في أكثر من مناسبة ، ويكفيني فخراً واعتزازاً أنني أنجزت وأصدرت خلال العام المنصرم ( 65 ) اصدار متميز يفوق ما أصدرته مؤسسات تمتلك امكانيات بشرية ومادية هائلة ، ويضاف إليهم ( 17 ) اصدار خلال شهري يناير وفبراير الماضيين ، ولا زالت اصداراتي متواصلة وأبحث دائما عن اصدار كل ما هو متميز وجديد .
وتناولنا أنا وصديقي مطولاً هذا الموضوع بكل موضوعية وناقشنا الحدث بكل جوانبه وتأثيراته الإيجابية والسلبية ، واتفقنا على أن آلية إختيار الأشخاص كانت خاطئة ، وتساءلنا كيف أعلن فيه الناطق باسم عمداء الأسرى عن تكريم خمسة أشخاص ، وفي اليوم المفترض للتكريم أصبحوا عشرة ! .
كما واتفقنا على ان العمل من أجل الأسرى لا يحتاج الى تكريم ، لأنه جزء أساسي يندرج في اطار الواجب الوطني تجاههم ، وما دون ذلك فهو قصور وعلينا ان نوجه انتقادات حادة للمقصرين من مؤسسات ومسؤولين وحتى أسرى سابقين . تكريم المتميزين كتقليد سنوي
ولكن اذا كان ولا بد من التكريم كشكل من أشكال الدعم والتقدير للمتميزين في نشاطهم والمبدعين في آدائهم ، لواجبهم الوطني تجاه الأسرى ، وتحفيز الآخرين للارتقاء بمستواهم وحجم جهودهم ، فانه في هذه الحالة يجب ان يكون التكريم شاملاً ، منصفاً وعادلاً ، ويعتمد على آلية متكاملة ، و يشارك فيها كافة عمداء الأسرى ، ووزارة الأسرى وبعض المؤسسات الأساسية التي تعنى بالأسرى ، وليس أشخاص محدودين يحددون الأسماء كيفما شاؤوا ووقتما أرادوا .. !
ومع احترامي وتقديري لكافة الأسماء التي كُرمت سابقاً خمسة كانوا أم عشرة ، إلاَّ أنني أجد أن اقتصار الأمر عليهم يعتبر اجحاف بحق الآخرين المتميزين والمبدعين فعلاً ..!.
فمثلاً لا أرى مبرراً لإستثناء بعض المؤسسات الإعلامية أو التي تعنى بالأسرى من تكريمها بشكل جماعي ، أو تكريم بعض الأشخاص الذين تميزوا بتقاريرهم وكتاباتهم ، أمثال وكالة وفا ، وكالة معا ، نادي الأسير ، جمعية نفحة ، تلفزيون فلسطين ، مؤسسة مانديلا ، وكالة قدس نت ، شبكة فلسطين الإخبارية ، وصحيفة الحياة الجديدة التي تمنح مساحة كبيرة ويومية لقضية الأسرى ، والصحفي الرائع حسن جبر ، والمحرر في وكالة وفا خالد الخالدي ، والصحفية النشطة نفوذ البكري ، والكاتب المقدسي المتألق راسم عبيدات ، والإعلامي المخضرم هشام ساق الله ، واذاعة القدس المتميزة ، ومجلة البيادر السياسي الرائعة وغيرهم الكثير الكثير من المتميزين .
لهذا أقترح أنه اذا كان ولا بد من تكريم المتميزين ، فيجب أن يكون هذا التكريم عشية احياء ” يوم الأسير الفلسطيني ” وباحتفال كبير ، وتحت رعاية سيادة الأخ الرئيس أبو مازن ، وباشراف الحكومة الفلسطينية ممثلة بوزارة الأسرى ووزيرها ، ووفقاً لآلية موضوعية شاملة يشارك في صياغتها كافة المؤسسات المركزية التي تعنى بقضايا الأسرى ، على أن تكفل تكريم كافة المتميزين في فلسطين دون استثناء .
وتوزع الأوسمة في مهرجان يعقد في رام الله ويدعى لحضوره كافة المعنيين من غزة ، أو عبر الفيديو كونفرس ، ويغدو تقليدا سنوياً يتزامن مع احياء يوم الأسير الفلسطيني ، وتكون هذه الأوسمة بمثابة تقدير ومساندة للأداء المتميز والإنجاز المبدع والفعّال والعمل الدؤوب الذي يهدف لنصرة الأسرى وقضاياهم العادلة .
وفي الختام وكما أكدت لصديقي هشام ،أؤكد للجميع احترامي وتقديري لكل الجهود التي تبذل لأجل الأسرى ، حتى وان بدت في نظر البعض بسيطة ، وأناشد الجميع لتوحيد الجهود والطاقات ، واستنفار الهمم وشحذ الطاقات .. فأسرانا بحاجة لنا وهم من ضحوا لأجلنا ولأجل حريتنا ، وواجبنا الوطني يستدعي أن نضحي من أجلهم ومن أجل حريتهم . *مدير دئرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين وأسير سابق وباحث مختص بقضايا الأسرى