3/11/2008
أكد الباحث المختص بشؤون الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة ، اليوم ، بأن كافة المعتقلات الإسرائيلية تفتقر لوسائل الحماية والوقاية من الحرائق مما أهلها لأن تصبح مسرحاً للحرائق في السنوات الأخيرة .
جاء تصريحات فروانة في بيان صحفي أصدره اليوم عقب اندلاع حريق في خيمتين في قسم ( 4/ ب ) في معتقل النقب الصحراوي جراء تماس كهربائي وذلك مساء يوم أمس الأحد ، مما أدى الى اصابة خمسة معتقلين باختناق أثناء محاولتهم إطفاء الحريق نقلوا على أثرها لعيادة المعتقل لتلقي العلاج فيما وصفت اصابتهم بالطفيفة .
وأوضح فروانة بأن المعلومات الواردة من داخل المعتقل تفيد بأن الحريق إندلع بينما كان المعتقلين يحاولون تحضير وتجهيز خيامهم لفصل الشتاء وفقاً للإمكانيات المحدودة المتوفرة لهم ، فحدث تماس كهربائي داخلي ، أدى الى اندلاع حريق إلتهمت ألسنته جزء كبير من ممتلكات وحاجيات وملابس المعتقلين وقدرت الخسائر بآلاف الشواكل ، قبل التمكن من السيطرة عليه واطفائه .
وأكد فروانة بأن معتقل النقب وكافة المعتقلات المشابهة كعوفر ومجدو تفتقر إلى وسائل الحماية والوقاية التي من الممكن تجنب مثل هكذا حريق ، وغير مزود أيضاً بالوسائل والأدوات اللازمة والضرورية لإطفاء الحريق إن حدث بالسرعة الممكنة ، وهذا الأمر ينسحب على باقي.
وبيّن فروانة بأن هذه ليست المرة الأولى التي يندلع فيها حريق داخل المعتقلات نتيجة تماس كهربائي ، فقبل ذلك نشبت العديد من الحرائق في تلك المعتقلات أدت الى اصابة العديد من المعتقلين ، معتبراً أن الحريق الذي نشب في معتقل مجدو بتاريخ 27 يناير 2005 ، كان الأسوأ حيث شب حريق آنذاك نتيجة تماس كهربائي أيضاً وتباطأت الإدارة في تقديم اللازم لإطفاء الحريق أو في علاج المصابين ، وأدى في حينه الى استشهاد المعتقل راسم سليمان أبو غرة ” غنيمات ” (28 عاماً ) من قرية مالك برام الله ، واصابة ستة أسرى ، وقبله وبعده حدثت حرائق مشابه في معتقلي النقب وعوفر .
وأكد فروانة على أن كافة المعتقلات أصبحت بالفعل مسرحاً للحرائق في السنوات الأخيرة نتيجة تماس كهربائي الناتج عن سوء الشبكة الكهربائية ، دون اقدام ادارة المعتقلات على اتخاذ اية اجراءات يمكن أن تقي المعتقلين منها و تجنبهم آثارها ومخاطرها المدمرة ، أو على الأقل اقدامها على تحسين شبكة الكهرباء المكشوفة والممتدة داخل الخيام وتغيير التالف منها ، لضمان عدم تكرار نشوب حرائق مماثلة لاسيما في فصل الشتاء ، حيث أن كافة خيام المعتقلات تالفة وتحوى العديد من الثقوب التي من الممكن أن تتسرب منها مياه الأمطار وتكون بذلك معرضة لتماس كهربائي يمكن أن يُحدث حريقاً جديداً في أية لحظة .
وأوضح فروانة أن معتقل أنصار 3 يقع في صحراء النقب جنوب فلسطين ، وهو عبارة عن عدة أقسام وفي كل قسم عدة خيام ويوجد في كل خيمة ( 26-30 معتقل ) ، ويشهد ظروفاً قاسية ، وفيه قرابة ( 2000 معتقل ) ، منهم ( 700 ) معتقل إداري ، وقد افتتح هذا المعتقل في آذار عام 1988 ، وأغلق عام 1996 ، وأعيد افتتاحه في نيسان عام 2002 ، وكان يخضع لإدارة الجيش العسكرية و تم نقل السيطرة عليه لإدارة مصلحة السجون خلال إنتفاضة الأقصى في آذار 2006 ، وأشهر من استشهد فيه هما المُعتَقَلين أسعد الشوا وبسام الصمودي .
فلسطين خلف القضبان