17/12/2008

كشف الأسير السابق و الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة ، أنه تلقى صباح اليوم الأربعاء ، اتصالاً هاتفياً من المعتقلين في معتقل النقب الصحراوي من خلال الهواتف المتنقلة المهربة ، أعربوا له عن بالغ قلقهم على حياة الأسير الفلسطيني صالح مصلح السواركة الذي تدهورت أوضاعه الصحية في الشهور الأخيرة ، لاسيما خلال الأيام الثلاثة الماضية .

وناشد الأسرى في معتقل النقب الصحراوي في سياق حديثهم المطول معه ، وزارة الأسرى والمحررين ووزيرها السيد أشرف العجرمي ، وكافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل لإنهاء معاناة الأسير الفلسطيني ” السواركة ” وضرورة العمل من أجل ضمان الإفراج عنه وعودته لأهله وأسرته ، لا سيما وأن مدة محكوميته قد انتهت منذ أربعة شهور ، وسلطات الإحتلال الإسرائيلي ترفض الإفراج عنه ، مما دفع ” السواركة ” لخوض اضراب مفتوح عن الطعام منذ ثلاثة أيام .

واضاف الأسرى هناك ” أنه وبدلاً من التعاطي الإيجابي مع مطلبه المشروع بالحرية ، لجأت ادارة المعتقل الى عقابه وعزله في الزنازين الإنفرادية ، مما يشكل خطراً على أوضاعه الصحية التي هي بالأساس سيئة ، حيث أنه كان يعاني من عدة أمراض نظراً لأوضاع المعتقل السيئة وكبر سنه حيث تجاوز الستين عاماً من العمر .

وفي السياق ذاته أعرب الأسرى في معتقل النقب عن قلقهم الشديد على حياة الأسير السواركة ، لاسيما وأن الإضراب عن الطعام يفاقم من معاناة الأسير ويزيد أوضاعه الجسمانية والصحية سوءاً ، في ظل أوضاع معيشية قاسية ولا إنسانية تشهدها زنازين العزل الإنفرادي ، مما يفاقم من معاناته ويعرضها لخطر الموت في ظل سياسة الإهمال الطبي المتبعة من قبل الإدارة مع كافة المعتقلين وخاصة المرضى .

ومن الجدير ذكره أن الأسير صالح مصلح محمد السواركة ( 61 عاماً ) ، هو بالأساس من قطاع غزة ، لكنه انتقل منذ سنوات طويلة للعيش والإقامة في الخليل وتزوج من هناك ولديه أطفال ، واعتقل قبل ذلك أكثر من مرة ،وأفرج عنه بعد كل مرة بشكل طبيعي دون معيقات ، ولكن هذه المرة أعتقل منتصف العام الماضي 2007 ، وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة ( 16 شهر ) ، ولقد انتهت مدة محكوميته كاملة قبل أربعة شهور ، إلا أن ادارة المعتقل ومن خلفها سلطات الإحتلال الإسرائيلي ترفض الإفراج عنه ، بحجة أنه لا يملك رقم هوية ، مما دفع الأسير ” السواركة ” قبل ثلاثة ايام لخوض اضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على استمرار احتجازه ورفض اطلاق سراحه .

واوضح الأسرى في معتقل النقب خلال حديثهم مع الباحث فروانة ، بأنهم اثاروا الموضوع مع عدة جهات رسمية وغير رسمية ، وأبلغوا عدة محامين بأمره ، ووجهوا رسائل لبعض الشخصيات المعنية ، ويأملون أن تنتهي معاناة السواركة في وقت قريب ، وأن يضمن اطلاق سراحه.

وفي السياق ذاته أعرب فروانة عن خشيته في أن تتحول هذه الأحداث الفردية الى ظاهرة ، حيث يوجد داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية عدد من الأسرى وقد انتهت فترات محكومياتهم وترفض ادارة السجون الإسرائيلية اطلاق سراحهم تحت حجج مختلفة .