8/2/2009

غزة 8-2-2009 – دعا الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة ، اليوم الأحد، كافة الفصائل الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية والإعلامية الى التخلي عن سياسة العفوية والإرتجالية وردات الفعل في تناولها لقضايا الأسرى وتعاطيها مع الإنتهاكات ضدهم ، والسعي الجاد لتبني استراتيجية واضحة المعالم ، والعمل وفقها على قاعدة العمل المشترك ، أو التنسيق المتبادل في سياق تبادل الأدوار وبما يكفل نتائج تراكمية مؤثرة تكفل انقاذ حياة الأسرى وتبقي قضيتهم حية وحاضرة على كافة المستويات وتضمن حريتهم .

واستهجن فروانة فشل المؤسسات الحقوقية والإنسانية الفاعلة والناشطة في فلسطين ، لاسيما ذات الإمتدادات والعلاقات الدولية الواسعة ، وهي كثيرة ، في اثارة تلك الإنتهاكات في المؤسسات الدولية ذات الصلة ، وفي ملاحقة ومقاضاة ومحاسبة أيٍ من العاملين في ادارة مصلحة السجون الإسرائيلية لما ارتكبوه من انتهاكات فظة لحقوق الأسرى تصل حد الجرائم وفقاً للإتفاقيات الدولية وأدت لإستشهاد المئات من الأسرى .

وتابع فروانة بأن هذا الفشل قاد الى استمرار غياب الرادع الحقيقي ، مما أدى الى استمرار وتمادي ادارة السجون في ممارساتها القمعية وانتهاكاتها الفاضحة واستفحالها واتساعها وتفاقمها ، مما فاقم من معاناة الأسرى وذويهم . وقال فروانة بأن تلك المؤسسات وللأسف الشديد تتحرك بشكل فاعل وتبذل مجهوداً يُحترم بعد كل مصيبة تلحق بالأسرى أو على أثر استشهاد أسير ، ولكن هذه الجهود آنية ومشتتة وغير متواصلة ، وبالتالي لا تُثمر عن نتائج مرجوة أو ملموسة وبالتالي تتلاشى وتندثر دون نتائج فعلية تذكر ، في حين تبقى الإنتهاكات متواصلة .

وفي ذات السياق دعا فروانة كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الى التوحد خلف قضية الأسرى واعتماد استراتيجية موحدة تتقاسم في اطارها الأدوار وتعتمد على العمل الجماعي التراكمي ، لا الفردي الموسمي ، بحيث تتبنى كل مؤسسة قضية ما بجانب نشاطها العام وتستمر في متابعتها حتى النهاية ، فهذه المؤسسة تتبني الأوضاع الصحية الخطيرة والإهمال الطبي والتحقيق في ظروف استشهاد العشرات من الأسرى ، وأخرى تتبنى الحرمان من زيارة الأهل ، وثالثة التعذيب المميت ، والإعتقال الإداري ورابعة استخدام القوة المفرطة بحق المعتقلين وهكذا ، واثارة مجمل تلك الإنتهاكات في المحافل الدولية .

الفصائل مطالبة باعادة الإعتبار لقضية الأسرى
وناشد فروانة كافة الأحزاب والفصائل الوطنية والإسلامية الى اعادة الإعتبار لقضية الأسرى والتوحد خلفها بعيداً عن التجاذبات والخلافات السياسية باعتبارها قضية وطنية مركزية تخص الشعب الفلسطيني عامة ، وجعلها فعلاً لا قولاً قضية كل بيت فلسطيني ونقلها تدريجياً من المستوى المحلي الى المستويين الإقليمي والدولي خلال فترة وجيزة ، معرباً عن أمله في أن يكون العام الجاري عام الوحدة الوطنية واعادة اللحمة لشطري الوطن ، والذي من شأنه أن يدعم قضية الأسرى ويضع حداً لمعاناتهم .

وسائل الإعلام مطالبة بمنح قضية الأسرى المساحة الكافية
وطالب فروانة كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة الى تجاوز حالة الضعف ، ومنح قضية الأسرى المساحة الكافية وفضح الانتهاكات التي تمارس ضد الأسرى وبشكل متواصل بعيداً عن الشكل الإخباري ، واللجوء الى اعتماد التحقيقات والتقارير والقصص الصحفية التي من الممكن ان تنقل معاناة الأسرى وذويهم بشكل أفضل . معرباً عن أسفه في اعتماد بعض المؤسسات والمراكز والشخصيات الناشطة في مجال الأسرى ، ذات الأسلوب الإعلامي الإخباري ، دون البحث عن انتاج واصدار ما هو مميز ومؤثر .

الحرب على غزة يجب أن لاتُنسينا تسعة آلاف أسير هم شهداء مع وقف التنفيذ
وقال بأن الحرب على غزة وهول الضربات وضخامة الدمار ، واصرار سلطات الإحتلال على عدم التعاون مع منظمة الصليب الأحمر والسلطة الوطنية الفلسطينية فيما يتعلق بمن اعتقلتهم خلال حربها على غزة واصرارها على التعامل معهم كمقاتلين غير شرعيين ، يجب ان لا يُُنسينا كل هذا بأن هناك تسعة آلاف معتقل في سجون ومعتقلات الإحتلال هم شهداء مع وقف التنفيذ ، بينهم من هم معتقلين منذ عقود من الزمن ، ويتعرضوا لانتهاكات جسيمة على مدار الساعة ، ومعاناتهم ومعاناة اطفالهم وذويهم تتفاقم .

وتابع ” عقب الحرب على غزة فان كبار القادة العسكريين في الجيش الإسرائيلي هم عرضة للملاحقة أمام المحاكم الدولية وهو ما دفع القيادة السياسية للجوء الى تحقيقات داخلية واجراءات عديدة كي تحمي ضباطها ، متسائلاً ” لماذا فشلنا في فعل الشيء ذاته مع قادة ادارة مصلحة السجون الإسرائيلية ومن يعمل فيها ومن ارتكب جرائم بحق الأسرى وأعدم العشرات منهم ؟ ولماذا لم نبدأ بالإجراءات اللازمة في المحاكم الدولية ؟

أسباب تمادي ادارة السجون في انتهاكاتها

وعزا فروانة أسباب تمادي ادارة السجون في انتهاكاتها بحق الأسرى الى عدة أسباب قائلاً : بأن الصمت الدولي الذي يصل الى التخاذل أحياناً وغياب الرادع الحقيقي ، وضعف المؤسسات الحقوقية والإنسانية وتشتت جهدها في متابعة قضايا الأسرى ، بالإضافة الى الإنقسام الداخلي الذي مزق وحدتنا ووحدتهم وأضعف حضور قضيتهم وأثر سلباً على الفعاليات الجماهيرية المساندة لهم ، هي عوامل أساسية أدت الى تمادي ادارة السجون في انتهاكاتها وجرائمها المتصاعدة بحق الأسرى .

وقال فروانة أخشى ان يقود استمرار هذا الوضع الى تجريد قضية الأسرى من بُعديها الوطني والسياسي ، وتتحول الى قضية انسانية بحتة تخضع للمزاج الإسرائيلي ومعاييره الظالمة ، ومن ثم تتحول مطالبنا الملحة بضمان حريتهم ، من حق مشروع ، الى مطالب تدعو الى وقف الإنتهاكات بحقهم وتحسين ظروف احتجازهم .