1/3/2009

غزة – 1-3-2009- أفاد الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة ، اليوم ، بأن المئات من الأسرى الفلسطينيين والعرب قد دخلوا قسراً موسوعة ” جينتس ” للأرقام العالمية ، وعاصروا تاريخ طويل وأحداث فارقة في العالم أجمع ، وهم قابعين خلف القضبان ، واكتفوا بمتابعتها عبر أجهزة الترانزستور المهربة تارة ، وتارة أخرى عبر شاشات التلفاز التي سُمح بها منتصف الثمانينات ، دون أن يلتفت العالم لمعاناتهم ، ولم يسعَ ضاغطاً لتحسين ظروف احتجازهم ، أو حتى يؤكد قولاً على حقهم المشروع بالحرية ، كما يفعلون اليوم حيث يصرخون و ويطالبون ويضغطون باطلاق سراح الجندي الإسرائيلي ” جلعاد شاليط ” المحتجز لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ أقل من ثلاث أعوام فقط .

أسرى عاصروا تاريخ وسجلوا صفحات في موسوعة ” جينتس ” .. بانتظار صفقة التبادل
وأكد فروانة بأن هؤلاء الأسرى القدامى وعددهم ( 335 أسير ) ليسوا مجرد أرقام عابرة أو أخبار صحفية يتم تناولها هنا وهناك ، فهم أمضوا عمرهم خلف القضبان ، وأقل واحد منهم مضى على اعتقاله خمسة عشر عاماً وما فوق ، فيما بينهم العشرات ممن مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً ، بل ومنهم الأسيرين نائل صالح البرغوثي وفخري عصفور البرغوث مضى على اعتقالهم أكثر من ثلاثين عاماً ، وجميع هؤلاء ينتظرون على أحر من الجمر أن تتم الصفقة في أقرب وقت وأن تشملهم جميعاً دون استثناء .

وأوضح فروانة بأن من بين هؤلاء من سجلوا أسمائهم قسراً بموسوعة “جينتس ” للأرقام العالمية ، بشكل فردي أوجماعي ، ومنهم من أمضى في السجن من عمره أكثر مما أمضى خارجه ، ومنهم من ترك أطفاله رضَّع في أحضان أمهاتهم ، فكبروا واعتقلوا واحتضنهم شباناً داخل غرف الأسر ، ومنهم من فقد والديه أو أحد أبنائه وأشقائه او شقيقاته ، دون أن يُسمح له بالمشاركة في تشييع جثامينهم أو أن يُلقي نظرة الوداع الأخير عليهم قبل دفنهم ، وبعضهم محروم من زيارة الأهل منذ سنوات ،والكثير منهم لم يرَ أقاربه وأحبته وأصدقائه منذ لحظة اعتقاله حتى أنه نسى صورهم وملامح وجوههم ، ومنهم من زُفت بنته أو بناته الى بيوت أزواجهن دون أن يتمكن من مشاركتهن ، واكتفى بكلمات على صفحة رسالة قد تصلهن بعد أن ينجبن أطفالاً ، ومنهم من كبر أبنائه وأجلوا زواجهم بانتظار عودة آبائهم ، وجميع هؤلاء الأسرى يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة تهدد حياتهم دون رعاية تذكر ، ومنهم ومنهم ومنهم …
ووأكد فروانة بأن هؤلاء السرى يشكلون بمجموعهم تاريخ عريق ، حافل بآلاف القصص المريرة والروايات المؤلمة ، التي تكشف بشاعة الإحتلال واجرام مصلحة السجون ، ويتضمن بين سطوره تجارب لصمود اسطوري وارادة لا تقهر وحكايات طويلة لرجال أبت الإنكسار .

الأسير نائل البرغوثي يقترب قسراً من تجاوز الرقم المسجل باسم ” سعيد العتبة ”
وقال فروانة بأن أكثر ما يخشاه هو ضمان تحرير بعض الأسماء منهم دون معالجة القضية من جذورها ، وبقاء آخرين في غياهب السجون ، مما يعني بأن قائمة الأرقام ستبقى كبيرة ومذهلة مع تبدل الأسماء ، وسيضطر بعض الأسرى لأن يسجلون أرقام قياسية في موسوعة ” جينتس ” على حساب أرقام سبق وأن سجلها إخوان لهم كانوا أسرى مثلهم ومعهم ، كما حصل مع الأسير نائل البرغوثي الذي ينتظر بضعة شهور ليتخطى الرقم المسجل باسم ” سعيد العتبة ” في موسوعة ” جينتس ” بعدما تسلم الراية منه حينما أطلق سراحه في أغسطس من العام الماضي بعد ان أمضى في الأسر واحد وثلاثين عاماً وبضعة أسابيع.

شباط المنصرم والأسرى
وفي هذا الصدد أفاد فروانة بأن شهر شباط / فبراير المنصرم قد شهد عدة مناسبات ذات الصلة ، حيث أن الأسير أحمد فريد شحادة من رام الله قد دخل عامه الخامس والعشرين ، فيما أن الأسرى محمد مصباح عاشور من رام الله ، وأحمد أبو حصيرة من غزة ، ووليد دقة من فلسطينيين الداخل قد دخلوا العام الرابع والعشرون في الأسر بشكل متواصل ، وأن الأسرى ناصر عبد ربه وجمال أبو صالح وسامر أبو سير من القدس ، وروحي مشتهى وأسامة أبو الجديان من قطاع غزة ، قد أنهوا عامهم الواحد والعشرون في الأسر .

فيما اقترب عدد كبير من الأسرى من الإلتحاق قسراً بقائمة ” عمداء الأسرى ” والتي تتضمن ( 91 أسير ) قضوا أكثر من عشرين عاماً ولازالوا في الأسر. وأضاف أيضاً بأن ثلاثة أسرى قد انضموا الى قائمة من أمضوا أكثر من 15 عاماً ، وهم : يوسف سعيد عبد العال ، وعلي أحمد العامودي وهما من قطاع غزة ، و حسين هاني صلاح من نابلس ، فيما اطلق سراح الأسير ياسر صالح من قطاع غزة بعد قضاء فترة محكوميته كاملة والبالغة خمسة عشر عاماً .

وطالب فروانة آسري الجندي الإسرائيلي ” جلعاد شاليط ” بالثبات على مواقفهم والتمسك بشروطهم بما يضمن اطلاق سراح كافة الأسرى القدامى دون استثناء ، فلقد آن الآوان لمن أمضوا عمرهم خلف القضبان أن ينعموا بالحرية .