12/6/2009

غزة – 12-6-2009- أكد الأسير السابق ، والناشط المختص في مجال الدفاع عن الأسرى عبد الناصر فروانة ، بأن هناك إجماع إسرائيلي للإنتقام من المعتقلين الفلسطينيين وتشويه صورتهم والإساءة لنضالاتهم من خلال منظومة من الإجراءات والإنتهاكات والقوانين التعسفية ، بالمقابل تراجع الإهتمام بقضيتهم لدى الفلسطينيين كافة لاسيما الجهات الفلسطينية الرسمية والشعبية والقوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات حقوق الإنسان .

وأعرب فروانة في بيان صحفي وزعه اليوم عن قلقه الشديد من هبوط حياة المعتقل إلى أدنى مستوياتها بشكل لم يسبق له مثيل ، ليس لدى المؤسستين العسكرية والأمنية فحسب ، بل وعند كافة المؤسسات الإسرائيلية الأخرى السياسية والقانونية والقضائية والتشريعية ، ولدى المواطن الإسرائيلي أيضاً ، وبات هناك إجماع إسرائيلي على ضرورة الإنتقام من الأسرى وإذلالهم ، وإيقاع أشد الألم والأذى بهم والمساس بحياتهم ، بجانب مصادرة انجازاتهم السابقة وتشويه نضالاتهم ، في ظل تراجع حضور قضيتهم على كافة المستويات المحلية والعربية والدولية .

مؤشرات لا حصر لها ..
وأوضح فروانة بأن هناك مؤشرات كثيرة تدلل على ذلك بدءً بتصاعد استخدام صفة ” مقاتل غير شرعي ” بحق معتقلي قطاع غزة ، وقانون ” إلداد ” الذي أقر بالقراءة التمهيدية الأولى في الكنيست في يناير من العام الماضي ويقضي بحرمان أسرى ينتمون لجهات تأسر ” اسرائيليين ” من زيارة ذويهم ، ومروراً بفرض الزي البرتقالي بالقوة على كافة الأسرى ومحاولة تقديمهم للرأي العام العالمي بذات الصورة المرتبطة بأذهانهم عن معتقلي ” غوانتانامو ” وكأنهم جزء من الحالة ” الإرهابية العالمية ” وأنهم لا يستحقون الحياة والحرية ، وحرمان أسرى قطاع غزة من زيارة ذويهم بشكل جماعي والآلاف من أسرى الضفة بشكل فردي ، واقتراح وزير حماية البيئة ونائب رئيس الشاباك السابق ” جدعون عيزار ” في جلسة الحكومة منتصف نوفمبر الماضي بتقليص كمية المياه الباردة والساخنة الموفرة للأسرى و تقييد حرية الأسرى في الاستحمام ، ومطالبة وزير الدفاع ” براك ” بفرض المزيد من القيود ، وتصريحات عديدة من ضباط كبار فى إدارة السجون للتصعيد والإنتقام من الأسرى.

انحطاط أخلاقي وانساني لدى كافة الجهات الرسمية
مضيفاً الى أن الأمور وصلت ذروتها بتشكيل اللجنة الوزارية في مارس / آذار الماضي برئاسة ما يسمى وزير العدل آنذاك ، وتضم بعضويتها المستشار القانوني للحكومة بهدف تقييم أوضاع الأسرى واستحداث أساليب جديدة للتضييق عليهم ومن ثم المصادقة عليها أواخر مارس الماضي من قبل حكومة الاحتلال السابقة ، وهذا يعكس العقلية الإنتقامية لكافة الجهات الرسمية المشاركة في ذلك ومدى انحطاطها الأخلاقي والإنساني ، وتزامن معها اقتراح قُدم للكنيست من أكثر من عضو ينتمون لأحزاب اسرائيلية مختلفة يقضي الى الهدف ذاته ، وليس انتهاءاً بتعيين ” ايتسحَق اهرونوفيتش ” من حزب ” بيتنا ” المتطرف كوزير للأمن الداخلي ومسؤول عن السجون .

مشروع مساواة المجرمين الإسرائيليين بالمعتقلين الفلسطينيين
وأشار فروانة بأن آخر تلك الإجراءات كان مشروع القانون الذي قدمه عضو الكنيست الإسرائيلي ” دود ازولاي ” من حركة شاس يوم الثلاثاء الماضي أمام الكنيست والذي يساوي ما بين المجرمين الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين ، ويقضي بالإفراج عن ” متطرفين ” اسرائيليين مقابل اطلاق سراح معتقلين فلسطينيين على اعتبار ان هؤلاء قاموا بأعمال انتقامية ضد الفلسطينيين على ضوء “الأعمال الإرهابية” التي يقوم بها الفلسطينيون وفقاً لما جاء في مشروع القرار .

وحسب صحيفة ” يديعوت الإسرائيلية ” التي أوردت النبأ ، فإن العديد من أعضاء الكنيست وقعوا على هذا المشروع ومن المحتمل إقراره بالقراءة التمهيدية الأولى قريباً .

ورأى فروانة بأن المرحلة القادمة ستشهد تصعيداً أكثر خطورة وقسوة وبغطاء قانوني وتوفير حصانة قضائية لمرتكبيها ، .

ضرورة إنهاء الإنقسام
وناشد فروانة بضرورة إنهاء ” الإنقسام ” والتوحد خلف قضية الأسرى والمعتقلين واعادة الإعتبار لها ، كخطوة هامة وملحة جداً للتصدي لكل تلك الإجراءات ولوضع حد لمعاناتهم وضرورة استحداث وابتداع أساليب أكثر تأثيراً ومناصرة ومساندة لقضيتهم .

وفي السياق ذاته دعا المجتمع الدولي بكافة مؤسساته ، الى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية والتحرك الجاد والفعلي لإنقاذ حياة عشرة آلاف معتقل محتجزين في سجون ومعتقلات الاحتلال .

عبد الناصر عوني فروانة
أسير سابق ، وناشط في مجال الدفاع عن الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية
الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان
www.palestinebehindbars.org