20/7/2009

فلسطين – 20-7-2009 – أكد الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية عبد الناصر عوني فروانة ، بأن الإضرابات المفتوحة عن الطعام أو ما يسمى ” معركة الأمعاء الخاوية ” ، هو أصعب وأقسى أشكال النضال خلف القضبان ضد ادارة مصلحة السجون ، وتلجأ إليه الحركة الوطنية الأسيرة بهدف الدفاع عن كرامتها وانتزاع حقوقها تحت شعار ” نعم لآلام الجوع ولا لآلام الركوع ” .

وكشف فروانة بأن الحركة الوطنية الأسيرة وعلى مدار أكثر من أربعة عقود مضت ، قد خاضت عشرات الإضرابات عن الطعام ، منها الجزئية ومنها الشاملة والمفتوحة أو ما يطلق عليها ” الإستراتيجية ” ، وحققت جراء ذلك العديد من الإنتصارات وانتزعت حقوقاً عدة وتمكنت من إحداث تغييرات جوهرية على شروط الحياة الإعتقالية ، وقدمت في هذا السياق العديد من الأسرى شهداء ، وكان الشهيد الأسير عبد القادر أبو الفحم هو أول من استشهد خلال الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال وذلك عام 1970 خلال مشاركته في الإضراب التاريخي الأول في سجن عسقلان .

جاءت أقوال فروانة هذه في تقرير له تناقلته وسائل الإعلام في الذكرى التاسعة والعشرين لاستشهاد الأسيرين راسم محمد حلاوة من مخيم جباليا بغزة وعلي شحادة الجعفري من مخيم الدهيشة الذين استشهدا خلال مشاركتهما في الإضراب المفتوح عن الطعام الذي خاضه الأسرى في سجن نفحة الصحراوي في 14 تموز عام 1980 .

وأوضح فروانة بأن الشهيد الأسير ” راسم حلاوة ” هو من مواليد بلدة جباليا البلد عام 1952 ، واعتقل أواخر عام 1970 بسبب انتمائه لقوات التحرير الشعبية و قيامه بنشاطات عسكرية ضد قوات الاحتلال ، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة واستشهد في بتاريخ 20-7-1980 .

أما الشهيد الأسير ” علي الجعفري ” فهو من مواليد ” قرية رافات ” عام 1946 وهاجرت أسرته عام 1948 إلى مخيم جبر في أريحا ثم انتقلت للعيش في مخيم الدهيشة في بيت لحم وبعدما ترعرع وكبر انتقل للعيش قبل العام 1967 للعيش في الأردن ومن هناك سافر للعراق وانتمى لحركة ” فتح ” ليشارك في العديد من المهمات لإمداد الأراضي المحتلة بالذخيرة والسلاح وشارك بالمعارك ضد الاحتلال ، وفي إحدى مرات دخوله للأراضي المحتلة اشتبكت المجموعة مع قوات الاحتلال ودرت معركة طويلة واعتقل بعد إصابته وذلك في يناير 1968 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة واستشهد بتاريخ 24-7-1980.

أسرى استشهدوا خلال الإضرابات عن الطعام …
وبيّن فروانة بأن العديد من الأسرى استشهدوا خلال مشاركتهم في الإضرابات عن الطعام ولحقوا بالجعفري وحلاوة أمثال أنيس محمود دولة من قلقيلية بتاريخ 31-8-1980 ، واسحق موسى مراغة من القدس 16-11-1983 ، وحسين اسعد عبيدات من القدس بتاريخ 4-10-1992 ، فيما العشرات عانوا ولازالوا يعانون من أمراض مختلفة جراء مشاركتهم بالإضرابات عن الطعام ، فيما مجموع من استشهدوا داخل سجون ومعتقلات الاحتلال وصل إلى ( 196 أسيراً ) جراء التعذيب والإهمال الطبي والقتل العمد بعد الاعتقال.

وأشاد فروانة بنضالات وتضحيات الأسرى وإصرارهم على رفض الظلم والاضطهاد ، والمضي قدماً لمواجهة الاحتلال وإدارة السجون رغم القيود قساوة الظروف ، مهما كلف الثمن متسلحين بالإرادة والعزيمة وعدالة القضية .

مؤكداً على أن خوض مثل هكذا ” معارك ” هي بحاجة إلى وحدة الأسرى ، ووحدة من يقف خلفهم خارج الأسوار ، ومساندة رسمية وجماهيرية قوية ، حيث أن التجارب السابقة أثبتت أن إضرابات الأسرى التي حظيت بتماسك ووحدة أكبر ومساندة جماهيرية أوسع وأضخم ، هي التي حققت انجازات أكثر .

الإنقسام .. سبباً في عدم خوض الأسرى إضراب استراتيجي ..
وبيّن فروانة بأن الانقسام الحاصل على الساحة الفلسطينية قد أثر سلباً على قضية الأسرى وأضعف حضورها وأدى لتراجع الفعاليات والأنشطة المساندة وتشتتها ، وامتدت آثاره لتطال وحدة الأسرى أيضاً فأفقدهم الوحدة المتينة والقدرة على اتخاذ قرار مصيري بالإضراب المفتوح عن الطعام ” إضراب استراتيجي ” في مواجهة ممارسات السجان وإدارة السجون ورداً على قائمة الانتهاكات الطويلة والمتصاعدة بحقهم ، مؤكداً على أن الأسرى لم ولن يستطيعوا اتخاذ قراراً مصيرياً بخوض إضراب مفتوح عن الطعام في ظل تلك المعطيات والظروف والوقائع الفلسطينية .

أبرز الإضرابات عن الطعام ..
واستعرض فروانة أبرز الإضرابات التي خاضتها الحركة الأسيرة منذ العام 1967 ، مثل إضراب سجن الرملة بتاريخ 18-2-1969 واستمر (11) يوماً ، وإضراب الأسيرات الفلسطينيات في سجن نفي ترتسا بتاريخ 28-4-1970 واستمر (9) أيام ، وإضراب سجن عسقلان عام 1970 ، و إضراب عسقلان أيضاً بتاريخ 13-9-1973 ( 24 يوماً ) ، والإضراب المفتوح عن الطعام بتاريخ 11-12-1976 والذي انطلق من سجن عسقلان واستمر لمدة (45) يوما ، وبتاريخ 24-2-1977 تجدد الإضراب واستمر لمدة (20) يوماً في سجن عسقلان وهو امتداد للإضراب السابق ، وإضراب سجن نفحة بتاريخ 14-7-1980 واستمر لمدة (32) يوماً ، إضراب سجن جنيد بتاريخ 25-3-1987 وشاركت فيه معظم السجون واستمر لمدة (20) يوما ،.و إضراب سجن نفحة بتاريخ 23-6-1991 واستمر الإضراب (17) يوما ، و إضراب كافة السجون والمعتقلات بتاريخ 27-9-1992 واستمر (15) يوما وأصطلح على تسميته لدى الأسرى أم المعارك كونه شكل مرحلة مهمة في الذود عن كرامة الأسير حيث شارك في هذا الإضراب نحو 7 آلاف أسير ، وإضراب كافة السجون بتاريخ 15-8-2004 والذي استمر 19 يوماً وغيرها من الإضرابات الجزئية والشاملة .

نفحة الأقسى ..

وذكر فروانة بأن سجن نفحة الصحراوي الذي استشهد فيه الأسيران راسم حلاوة وعلى الجعفري ، يقع في صحراء النقب جنوب فلسطين و يبعد 100 كم عن مدينة بئر السبع و200كم عن مدينة القدس ، وتم تشييده وتصميمه لأن يكون منفى ومقبرة جماعية لمئات الأسرى ، وكان قد افتتح منتصف عام 1980 ، ليتسع لقرابة ( 120 أسيراً ) ، ونقل إليه في البداية قيادات الحركة الأسيرة وذوي الأحكام العالية بهدف عزلهم والتضييق عليهم ، حيث كان يُعتبر حينها من أشد السجون وأقساها من حيث الأمن والحراسة والظروف والمعاملة والمكان والبيئة المحيطة ، وفي تموز 1980 خاض الأسرى هناك إضرابا مفتوحاً عن الطعام للدفاع عن كرامتهم وحقوقهم ورفضاً للظروف القاسية التي يشهدها السجن .

وأضاف بأنه وخلال الإضراب المذكور استشهد كل من حلاوة والجعفري ، فيما لحق بهم في ذات السجن المذكور الأسير وليد عمرو من الخليل بتاريخ 19 فبراير 2003 ، وشادي سعيد السعايدة من غزة بتاريخ 31 تموز 2007 نتيجة الإهمال الطبي .

وبيّن فروانة بأنه ومع مرور السنوات تم توسيعه وبناء أقسام جديدة بداخله والآن يتسع لحوالي 700 أسيرٍ ، فيما يوجد فيه أكثر من ذلك وتعاني غرفه من الإكتظاظ ، ووفقاً لمصادره فان عدد الأسرى في سجن نفحة الآن ( 735 ) أسيراً ،

غالبيتهم من قطاع غزة ، وهؤلاء جزء من ( 9600 أسيراً ) هو العدد الاجمالي للأسرى عموماً في كافة سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي .

أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى
ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية
الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان
www.palestinebehindbars.org