8/10/2009

غزة – 8-10-2009 – دعا الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، الجهات المختصة إلى ضرورة استثمار الإفراج عن الأسيرات ضمن ” صفقة شريط الفيديو ” في فضح ما تعرضن له من انتهاكات فظة ، وجرائم خطيرة ، وممارسات مشينة مست كرامتهن وشرفهن .

وقال فروانة : لقد آن الآوان لأن تتحمل كافة المؤسسات المعنية بالأسرى وبحقوق الإنسان وبالمرأة الفلسطينية مسؤولياتها الأخلاقية والوطنية والاجتماعية تجاه الأسيرات القابعات في سجون الاحتلال ، أو اللواتي تحررن منها ، وعدم اقتصار دورها على ردات الفعل الموسمية والتي سرعات ما تختفي باختفاء الحدث أو مرور وقت قصير عليه .

وأضاف : حكومة الاحتلال بثت شريط الفيديو الذي يظهر فيه ” شاليط ” عدة مرات وعبر وسائل الإعلام العبرية المختلفة ، وأن غالبية وسئل الإعلام المحلية والعربية أعادت بث هذا الشريط وتناولته بشكل مستفيض ، والكثير من المحللين شرح بإسهاب ما ظهر في الشريط وما يمكن أن يُستنتج منه ، فيما وبالمقابل – للأسف الشديد – لم تبث أي من الفضائيات والوسائل الإعلامية المختلفة فيلماً وثائقياً أو تقريراً مطولاً يتناول معاناة الأسيرات أو عما تعرضن له خلال فترات اعتقالهن ، مكتفية بصور ومشاهد الإفراج والإستقبال والفرحة ولقاءاتهن بأسرهن .

تجارب مريرة ..
وفي هذا السياق دعا فروانة كافة الجهات ذات العلاقة بالأسرى وبحقوق الإنسان وبالمرأة إلى التحرك الجدي والارتقاء بمستوى دورها وحجم نشاطها ، واستثمار الحالة العامة وما أثارته ” صفقة الشريط ” على كافة المستويات ، والالتقاء بالأسيرات اللواتي تحررن مؤخراً وتحفيزهن للحديث والبوح عما تعرضن له ، وتوثيق تجاربهن بشكل كامل بالصوت والصورة والكلمة ونشرها سريعاً عبر الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة بشكل ينصف تجاربهن وتضحياتهن وما تعرضن له من جرائم وانتهاكات .

مؤكداً على أن الإعلام قوة لا يُستهان بها ، وأن هناك ترابط وثيق ما بين الإعلام والتوثيق ، فلا انتصار لأية قضية مهما كانت درجة عدالتها دون إعلام قوي ، و لا إعلام ناجح وقوي دون استناده على التوثيق الممنهج ، ولا أهمية للتوثيق والإعلام معاً إن لم يتجاوزا دوائر وأوساط الضحايا ويؤثر على الآخرين ويحقق نتائج مثمرة .

تكريمهن واجب وطني وإسلامي ..
وناشد فروانة في الوقت ذاته إلى عدم التوقف عند استقبالهن والإشادة بصمودهن ونضالاتهن ، بل إلى ضرورة تكريمهن بشكل جماعي والإستماع لإحتياجاتهن الخاصة وتذليل العقبات التي من الممكن أن تعترض اندماجهن السريع بالمجتمع ، وتوفير كل وسائل الدعم المعنوي والإرشاد النفسي والتأهيل المهني والرعاية الصحية والدعم المادي وإيجاد فرص عمل لمن يمتلكن منهن القدرة والمؤهلات لذلك .

( 32 ) أسيرة .. لا يزلن في سجون الاحتلال
مذكراً أنه وفي الوقت الذي شاهدنا فيه صور ومشاهد سعيدة ومؤثرة لعشرين أسيرة محررة وهن يعانقن أمهاتهن وأحبتهن ، فإننا لم نرَ صور ( 32 ) أسيرة لا يزلن يقبعن في سجون الاحتلال الإسرائيلي في ظروف قاسية ويتعرضن لصنوف مختلفة من التعذيب والمعاملة القاسية والمهينة ، ثلاثة منهن أزواجهن معتقلين في سجون أخرى ، والكثيرات منهن أمهات تركن أطفالهن خرج الأسر ، وبعضهن يقضين أحكاماً عالية تصل للسجن المؤبد لمرة واحدة أو لعدة مرات كالأسيرة أحلام التميمي ، آمنة منى ، قاهرة السعدي و وسناء شحادة ودعاء الجيوسي غيرهن الكثيرات .

وأعرب فروانة عن اعتقاده بأن نجاح المؤسسات في إثارة قضية الأسيرات المحررات وتسليط الضوء على ما تعرضن له خلال فترات اعتقالهن ، بالشكل المناسب وبانتهاج كافة أشكال العمل الصحفي ، مع إظهار معاناة من تبقين في الأسر وأوضاعهن الاجتماعية والإنسانية ، فان هذا من شأنه أن يخلق حالة واسعة من التضامن معهن ويشكل حالة ضغط على حكومة الاحتلال ، وسيساعد بالتأكيد الفصائل الآسرة لـ ” شاليط ” في التمسك بمطلبها المتمثل بالإفراج عن كافة الأسيرات دون استثناء وسيساهم بشكل كبير في تحقيقه في صفقة التبادل الكبرى التي تدور المفاوضات بشأنها .