21/3/2007
شهد شهر شباط الماضي, تصاعدا في الانتهاكات الإسرائيلية, للحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية, والتي تضمنت: اعتقال المصور الصحفي للوكالة الأوروبية EPA عبد الحفيظ الهشلمون(10/2 ), إصابة المصور الصحفي لوكالة اسوشيتدبرس ناصر الشيوخي بجراح في ساقه(16/2), تجديد الاعتقال الإداري للصحفي جمال فراج(18/2), الاعتداء على الصحفيين مهيب البرغوثي مصور الحياة الجديدة, عادل بردلو المصور الصحفي في CNN , وجيفارا البديري مراسلة قناة الجزيرة, المصور الصحفي الإسرائيلي دافيد في قرية بلعين, إصابة المصور الصحفي عطا عويسات في مدينة القدس(23/2), اختراق موجات بث تلفزيون نابلس وإذاعة النجاح, ومنع الصحفيين من تغطية الحملة العسكرية في مدينة نابلس(25/2), اعتقال نابغ بريك مدير تلفزيون السنابل بمدينة نابلس(26/2), احتجاز طاقم تلفزيوني إيطالي لمدة ساعتين, واعتقال المصور الصحفي رائد الحلو الذي كان ضمن الطاقم (27/2).
إن هذا الارتفاع في عدد الانتهاكات الإسرائيلية في شهر شباط الماضي, مقارنة بخمسة انتهاكات في الشهر الذي سبقه (كانون ثاني), يعزى إلى ازدياد العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة, وما رافقها من اعتداءات على الإعلاميين, وما لفت الانتباه في تلك الانتهاكات هو قيام الجيش الإسرائيلي باختراق موجات بث تلفزيون نابلس وإذاعة النجاح, لمساعدته في تنفيذ أهداف حملته العسكرية في مدينة نابلس, الأمر الذي يتنافى مع كافة الأعراف والمواثيق الدولية خاصة الفقرة الثانية من المادة 27 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تنص على أن ( لكل فرد الحق في حماية المصالح الأدبية والمادية المترتبة على إنتاجه العلمي أو الأدبي أو الفني) .
اما الانتهاكات من الجانب الفلسطيني, فقد تضمنت: إحراق مقر إذاعة صوت العمال وتخريب معداته في مدينة غزة(1/2), منع الطواقم الصحفية من تغطية الاعتداء على مبنى وزارة الزراعة وحرم الجامعة الإسلامية, إصابة مكتب وكالة الأنباء التركية إخلاص بطلقات نارية في مدينة غزة(3/2), حجب موقع وكالة الإنباء الفلسطينية(وفا) عن الانترنت(5/2), اختطاف المصور الصحفي لوكالة معا وسام نصار لفترة وجيزة من الوقت(6/2), الاعتداء على موظفين يعملون في التلفزيون الفلسطيني في مدينة غزة وسرقة سيارة التلفزيون(20/2).
وقد لوحظ وجود انخفاض في عدد الانتهاكات خلال الشهر الماضي مقارنة بالشهر الذي سبقه(احد عشر انتهاكا), ومن الواضح ان أسباب ذلك تعود إلى حد بعيد إلى توقيع اتفاق مكة المكرمة, بين حركتي فتح وحماس برعاية سعودية في الثامن من شباط الماضي, الأمر الذي وضع حدا للاشتباكات الدامية بين الطرفين, وخفف التوتر في الساحة الفلسطينية, مما ترك أثارا ايجابية على وضع حرية الرأي والتعبير, حيث حدثت معظم الانتهاكات المذكورة قبل توقيع الاتفاق, ورغم ان الاتفاق لم يضع حدا للفلتان الأمني في الأراضي الفلسطينية, ولم يعزز سلطة القانون لغاية الآن, لكننا نأمل أن تسارع حكومة الوحدة الوطنية التي تمخضت عنه, إلى بذل جهود جدية لوضع حد للفوضى الأمنية وتعزيز سلطة القانون.
إن مركز مدى يعتبر الاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية مساسا خطيرا بحرية الرأي والتعبير التي كفلتها المادة 19 في القانون الفلسطيني الأساس والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
إن مركز مدى اذ يدين بشدة هذه الانتهاكات فانه يطالب المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان وبالذات العاملة في مجال الدفاع عن الصحفيين, ممارسة المزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لوقف اعتداءات عناصر جيشها, على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية وتقديم المتورطين في تلك الجرائم للمحاكمة, كما ويطالب السلطة والحكومة الفلسطينية, بوضع حد لحالة الفلتان الأمني, السائدة في الأراضي الفلسطينية, وتامين الحماية للصحفيين, وملاحقة المسئولين عن الاعتداءات على الصحفيين, والمؤسسات الإعلامية, وتقديمهم للعدالة, لان بقاء الجناة أحرارا يشكل خطرا على حرية الرأي والتعبير, ويشجع غيرهم على تنفيذ المزيد من الاعتداءات على الصحفيين.
إن مركز مدى يعرب عن قلقه على سلامة الصحفي ألن جونسون مراسل إذاعة بي بي سي الذي اختطف في مدينة غزة في 12/3/2007, ويدعو مجددا السلطة والحكومة الفلسطينية لبذل أقصى الجهود, لإطلاق سراحه, والعمل الحثيث لوضع حد لظاهرة اختطاف الصحفيين ومعاقبة المسئولين عن هذه الجريمة وجرائم الخطف التي سبقتها.
ملخص التقرير الشهري
1. (1/2)- إطلاق النار على مقر إذاعة صوت العمال في مدينة غزة وإحراق مقرها وتخريب معداتها بعد اقتحامه, مما أدى إلى وقف بثها, وقد اتهم بيان أصدره الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين الذي تتبع الإذاعة له, القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية وكتائب القسام بارتكاب هذه الجريمة, يذكر أن الإذاعة قد تعرضت للاعتداء في 12/10/2006 ,وتم حرق سيارة مديرها رزق البياري في 4/1/2007.
2. (3/2)- منع الطواقم الصحفية من تغطية الاعتداء على مبنى وزارة الزراعة وحرم الجامعة الإسلامية في مدينة غزة من قبل عناصر أمنية فلسطينية.
3. (3/2)- إصابة مكتب وكالة الأنباء التركية إخلاص بطلقات نارية أثناء الاشتباكات المسلحة بين مقاتلي حركتي فتح وحماس, ولم يصب احد من طاقم الوكالة بأذى.
4. (5/2)- حجب موقع وكالة الإنباء الفلسطينية(وفا) عن الانترنت بعد مهاجمته من قبل مجهولين الذين كتبوا عل صفحة الموقع الإنجليزية (“حماس” حظرت ابحثوا عن صفحة أخرى), وقد أصدرت الوكالة بيانا جاء فيه( ان هذا الأمر يمثل اعتداء على حق المواطنين بمعرفة ما يجري بعيدا عن الحزبية وضيق الأفق).
5. (6/2)- اختطاف المصور الصحفي لوكالة معا وسام نصار لفترة وجيزة من الوقت, من قبل عناصر من حرس الرئاسة, أثناء تصويره لمسيرة في مدينة غزة احتجاجا على الاقتتال الداخلي. يذكر إن نصار فاز الشهر الماضي بجائزة التميز العالمية عن صورة التقطها لطفل فلسطيني في ثلاجة الموتى.
6. (10/2 )- اعتقال المصور الصحفي للوكالة الأوروبية EPA عبد الحفيظ الهشلمون من قبل جنود الاحتلال الاسرائيلي أثناء تصويره لاعتدائهم على احد المواطنين في مدينة الخليل, والاعتداء عليه أثناء اعتقاله وحجزه في مركز للشرطة في مستوطنة كريات أربع حيث أطلق سراحه بعد خمس ساعات.
7. (16/2)- إصابة المصور الصحفي لوكالة اسوشيتدبرس ناصر الشيوخي, بجراح في ساقه برصاصة مطاطية, نقل على أثرها لمستشفى الخليل, أثناء تغطيته للمواجهات بين قوات الاحتلال الاسرائيلي ومجموعة من المواطنين, في بلدة بيت أمر (الخليل).
8. (18/2)- تجديد الاعتقال الإداري للصحفي جمال فراج, من قبل محكمة عسكرية إسرائيلية, لمدة أربعة اشهر للمرة السادسة على التوالي, يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت فراج في 1/10/2004.
9. (20/2)- الاعتداء على موظفين يعملون في التلفزيون الفلسطيني, من قبل مجموعة فلسطينية مسلحة, في مدينة غزة, التي قامت بإيقاف سيارة التلفزيون التي كانوا يستقلونها, وإنزالهم منها والاعتداء عليهم وعلى السائق بالضرب, ثم قاموا بسرقة السيارة, ولاذوا بالفرار.
10.(23/2)- الاعتداء على الصحفيين مهيب ألبرغوثي مصور الحياة الجديدة, عادل بردلو المصور الصحفي في CNN , وجيفارا البديري مراسلة قناة الجزيرة, برشهم بالمياه أثناء تفريق قوات الاحتلال الإسرائيلي, للمسيرة الأسبوعية المناهضة لبناء سور الفصل العنصري في قرية بلعين, والتي نظمت تلك المسيرة في الذكرى الثالثة لانطلاقتها.
11. (23/2)- إصابة المصور الصحفي عطا عويسات, بشظايا قنبلة صوتية في ساقه, أطلقتها قوات الأمن الإسرائيلية, على المواطنين الفلسطينيين بعد خروجهم من صلاة الجمعة, في المسجد الأقصى بمدينة القدس.
12. (25/2)- اختراق موجات بث تلفزيون نابلس وإذاعة النجاح التابعة لجامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس, من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء حملتها العسكرية على المدينة, وبث بيان للجيش الإسرائيلي على موجتيهما, من اجل خدمة أهداف الحملة العسكرية.
13. (25/2)- منع الطواقم الصحفية من تغطية الحملة العسكرية الإسرائيلية على مدينة نابلس, وإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاههم لابعادهم عن المنطقة, يذكر ان قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاول في اغلب الأحيان, منع الطواقم الصحفية من تغطية الاعتداءات والهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين.
14 (26/2)- اعتقال نابغ بريك مدير تلفزيون السنابل بمدينة نابلس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي, بعد قيامها باقتحام مقر التلفزيون, ومصادرة معداته وجهاز البث و العبث بمحتوياته وذلك أثناء الحملة العسكرية التي نفذتها في مدينة نابلس.
15. (27/2)- احتجاز طاقم تلفزيوني إيطالي لمدة ساعتين والذي ضم إيطاليين وفلسطينيين (المخرجة بربارا كبتسي ,المنتجة كاردي نردولي، الصحفي هشام شرباتي,المصور رائد الحلو ,مساعد الإنتاج باسل محمود, فني الصوت عيسى قمصية, ومساعد المصور ربيع نائل), من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد قيامهم بتصوير فيلم وثائقي في احد مدارس البلدة القديمة في مدينة الخليل, وتعرضهم للاستفزاز من قبل احد المستوطنين الذي ادعى ان الحلو اعتدى عليه حيث جرى اعتقاله لحوالي 12 ساعة, يذكر ان حوالي الفي مستوطن يعيشون وسط مدينة الخليل التي يبلغ عدد سكانها الفلسطينيين حوالي 200,000 , ويمارسون شتى أنواع الاعتداءات على المواطنين في البلدة القديمة بشكل شبه يومي .