30/10/2007

فقدت أسرة مركز الفجر وبرنامج مناصرة حقوق الإنسان بمصر ” بالأمس القريب ” أحد أبنائها البررة , المناضل العمالي عاطف الجبالي ، وصدق الله العظيم القائل في محكم التنزيل ( كل نفسٍ ذائقة الموت ) والقائل ( لكل أجلٍ كتاب ) .

ولا يفجع الروح ويفطر الفؤاد ويحرق النفس مثل أن تفقد عزيز ، إنه أكثر الأحزان والآلام توغلا في القلب والروح وحتى البدن ، و ذلك أن طعم مرارته يغص به الفاقد ليل نهار ، ولا يستطيع التعايش معه أو استيعابه ، وأكثر مرارات الفقد تجليا وفداحة ، هو الموت نهاية النهايات وغاية الغايات وهادم اللذات ، ذلك أن الغربة والهجران والبعد عن الوطن والأهل وقسوة الحياة هي فقد بغيض ومرير لكنه ليس قوي وصريح وحاسما مثل الموت ، الذي يحضر مقتحما فينهي كل شيء ، وأي شئ، فأوجاع الافتقاد الأخرى تداوى وتعود بالوله والولع والوجد والشوق والمناجاة وحتى الدمع ، غير أنه لا أمل في الرجوع حين الاصطدام بحقيقة الموت ، هذا الفقد النهائي .. يأخذ منا الأحباب و يبعد عنا الأهل والأصحاب .. دون إنذارا ولا يسبقه عتاب .

هذه الكلمات غزتني في لحظة شوق واشتياق للمحب لوطننا الحبيب مصر وأهله وزملائه في أسرة مركز الفجر المناضل العمالي عاطف الجبالي ، هذه كلمات قالتها الشاعرة الليبية أم أحمد في رثاء المناضل الليبي مصطفى البركي ، هذه أسطرها ولن أعترض بها عن حكم وقضاء ربي ، فالنفس ضعيفة والموت قوي وتعلق النفس بشيء أخذه القوي أمر صعب و غاية لا بصيص أمل لتحقيقها.

سأرثيه لعل الرثاء يخفف ناري وحرقتي            تمر الليالي والأيام صعاب
في فراق محب ليبيا والأحباب                       نارا تجوشني عند كل مساء
في إنتظار صبح جديد من الاغتراب               غربتي لم تكن تؤلمني
كـألمي في فراق أعز وأغلى الأصحاب           صحبتي له لم تكن بمخالطة
ولكنها عبر مقالاته في منبر الكتاب                   أبونا مصطفى كنت تحبنا
أحبك الله ورسوله خير الأحباب                     بالأمس فارقتنا وهاجرتنا
وأختارك الله قربه وهو الواحد الوهاب               اليوم نرثيك أمس كنت بيننا
ولا نعلم غدا الموت من ستغتاب                    رحمك الله وأحسن نزلك
وأجمعنا بك في جنة المصطفى والصحاب

اتحاد الإعلاميين الحر