19/9/2006
تشهد الأراضي الفلسطينية استشراء في حالة الفوضى والفلتان الأمني ويدلل على ذلك بازدياد عددالجرائم بمختلف أنواعها، وظاهرة إطلاق الرصاص لأي سبب وبدون أي سبب، وضد الأفراد والمؤسسات العامة والخاصة، وتحقيقاً لمطالب محقة وغير محقة ،ففى كل يوم نسمع خبر جديد من احداث مسلسل الانفلات الامنى حتى وصل هذا الانفلات الى الاعتداء على مقر شركة توزيع الكهرباء فى رفح و تكسير مكاتب الطابق الأرضي للشركة وتدمير أجهزة قياس الكهرباء وأجهزة الحاسوب وأثاث مكتبي والتهجم والسب على الفنيين العاملين”.
ولم يقف الامر عند هذا الحد بل قامت مجموعة مسلحة اخرى بإطلاق النار على القاطع الرئيسي لخط الكهرباء المغذي من الجانب المصري وإتلافه ما أدى إلى فصل الكهرباء عن محافظة رفح لاكثر من 12 ساعة دون اى مبرر يذكر ، فهل يعقل ان يتم اتلاف مغذى الكهرباء بايدى فلسطينية ؟؟ تعودنا على همجية الاحتلال من خلال استهدافه لمولادات الكهرباء ولكن لايمكن السكوت على ماحدث بل يجب استخلاص العبر .
تأتى هذه الاعتداءات المتكررة على مؤسساتنا الوطنية فى هذا الوقت الذى راجت توقعات بان عملية الاصلاح والتغير والتجديد التى وعدت كافة الفصائل الوطنية بتعميقها وتحقيق الأمن والأمان للمواطن ، والإصلاح والتنمية واحداث تغييراً بأوضاع المواطن الفلسطيني إلى الأمام.
ولكن الذي حدث على العكس من ذلك تماماً، وكل الحديث عن الأمن والأمان، وسيادة القانون لم تعن شيئاً كثيراً للمواطن، فما يهم المواطن ليس الحديث عن التغيير والاصلاح والتجديد ، ولا التغيير بحد ذاته، وإنما أن يلمس تغييراً ملموساً على الأرض يستطيع أن يحس به ويمسك به بأصابعه العشرة.
فالفلتان الأمني اصبح نمطاً للحياة وليس مجرد أحداث فردية، واصبحت ترتكب كل أنواع المخالفات والجرائم، وكل أنواع استخدام السلاح في غير محله و باتت التنظيمات الفلسطينية لا يعنيها مصلحة المواطن بقدر ما يعنيها مصلحة الحزب أو التنظيم ، لماذا لا يتم اتخاذ موقف وطني وشعبي تجمع عليه كافة الأطراف قبل فوات الأوان فهل يعقل أن يبقى مصير الوطن والمواطن في ايدى لا تبحث إلا عن مصالحها الفئوية الضيقة .
حالة الفوضى الفلسطينية بحاجة إلى إرادة سياسية حازمة ومثابرة لا تخشى من المغامرة والعواقب ولكنها لا تعبر عن نفسها بصورة عشوائية وإنما بعمل منسجم مترابط يعرف طبيعة المرحلة واستحقاقاتها الوطنية والديمقراطية والاجتماعية بحيث لا تصبح حالة الفوضى والفلتان الأمني وكأنها ضرورة حيوية .
أن تطبيق القانون وخضوع الجميع له سواء الحاكم أو المحكوم هو الضمان الوحيد للحفاظ على كرامة وامن المواطن الذي ضحى وعانى كثيرا من اجل أن يرى له وطنا تسوده العدالة والمساواة نطالب بتقديم كل من قام بالاعتداء على مقر شركة الكهرباء او مؤسسة حكومية او وكالة انباء او………. الخ للمحاكمة وعقابه على ماارتكبه من جرائم بحق الوطن والمواطن .