19/2/2008

يلتحف آلاف المعتقلين الفلسطينيين أسرتهم الخشبية المسماة ” أبراش” ترتجف أطرافهم التي يلسعها البرد والمطر ويتهددهم سقوط الثلوج لتزداد معاناتهم المركبة وهم يذكرون قصيدة الشاعر يوسف النتشة في ديوانه” ترانيم السحر”: ريح تعصف حول الخيمة نار ترمي كل مكان رعد يلهب صمت الظلمة فجر أمسى بحر دخان

ويؤكد مركز أحرار لدراسات الأسرى أن آلاف المعتقلين في سجن النقب الصحراوي وغيره من المعتقلات مثل معتقل عوفر القريب من مدينة رام الله ومعسكرات حوارة وقدوميم الاعتقالية القاسية وسجون مجدو ونفحة وبئر السبع وعسقلان وغيرها يرتجفون من البرد في أجواء تنذر بموجات من المطر وسقوط الثلوج القادمة من شمال العالم ومناطق روسيا وسيبيريا.

المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني حالهم لا يختلف عن حال أكثر من مليون ونصف مواطن من اهالي غزة الذين يعيشون في معظم ساعات اليوم من نهاره وليله دون كهرباء وهي العنصر الرئيسي في التدفئة التي تمد الجسم بالحيوية والدفيء بمواجهة الظروف القاسية التي يشترك بها الغزيين والمعتقلين.

وكشف معتقلون من سجن النقب في اتصال مع مركز أحرار لدراسات الأسرى ليل الاثنين ان الخيام بالفعل تعصف بها الرياح ولولا انها محاصرة بعوازل حجرية عالية لإنتهى أمرها وباتوا في العراء.

وأكد الأسرى لمركز أحرار أن ساحات السجن باتت تموج بالمياه التي غزت الخيام وأحاطت بها إحاطة السوار بالمعصم وصار الواحد لا يجرؤ على مغادرة الخيمة بإستثناء الحاجة الضرورية كما يقول المعتقلين.

وبين البرد والمطر الشديد والمخاطر المحدقة بهم إضافة لحملات منظمة من الاهمال الصحي بحقهم ونقصان التغذية الضرورية اللازمة لهم يبقى السؤال : هل نصبر كما يصبرون؟ وهل ترتجف أجسادنا مع كل رجفة يشعرون بها من القشعريرة الغير عادية في وقت غير عادي لمعتقلين غير عاديين؟.