3/3/2008
كمؤسسة حقوقية فلسطينية، تستنكر المؤسسة العربية لحقوق الانسان استمرار تصعيد الاحتلال الاسرائيلي لهجماته على قطاع غزة الذي ادى خلال الايام الاخيرة لمقتل اكثر من مئة مواطن فلسطيني مدني غالبيتهم من الاطفال والنساء الذين قتلوا في بيوتهم.
ان استمرار استهداف المباني السكنية والمنشئات المدنية وقتل الابرياء يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الانسان، ومخالفة صريحة للقوانين الدولية واتفاقيات جنيف، ويشكل جرائم حرب تتحمل الحكومة الاسرائيلية بصفتها قوة احتلال وقادتها العسكريين المسؤولية الجماعية والفردية عليها بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، والتي تلزم دول العالم بملاحقة مجرمي الحرب ومحاكمتهم بغض النظر عن مكان وزمان حصول الجريمة.
ان المؤسسة العربية لحقوق الانسان اذ تنظر بقلق وسخط الى استمرار هذه الجرائم وتصاعد وتيرتها، فإنها في الوقت ذاته تدين الصمت العالمي ومؤسساته الدولية، وخاصة الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، التي تقف متفرجة على الجرائم وتتخلف عن القيام بواجباتها الاخلاقية والقانونية بحماية المدنيين الفلسطينيين، ووقف الجرائم الموجهة ضدهم، خاصة وان هذه الجرائم تجري في ظل استمرار الحصار لقطاع غزة والذي يشكل عقاباً جماعياً ومخالفة صريحة للقانون الدولي. وترى المؤسسة ان استمرار الصمت العالمي يشكل ضوءً اخضراً لاستمرار العدوان وارضية خصبة لتصاعده.
ان التصريحات الاسرائيلية حول “المحرقة” والتي اطلقها نائب وزير الدفاع الاسرائيلي، والتصريحات الرسمية الاسرائيلية الاخرى، تشكل دليلاً على اطلاق يد قوات الاحتلال لتحويل غزة الى ساحة لقتل الابرياء، واستهداف المدنيين من اطفال ونساء، وتستوجب الاستنكار والادانة الدولية لما لها من دلالات خطيرة على التوجهات الرسمية تجاه اهلنا في قطاع غزة، وتؤكد المؤسسة على ان الرد على الصواريخ المطلقة من غزة نحو اسرائيل، لا يمكن ان يبرر ارتكاب جرائم حرب ومخالفات جسيمة بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
ان المؤسسة العربية لحقوق الانسان اذ تدين بشدة ممارسات قوات الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة والتي تستهدف المدنيين عمداً، وتمنع الطواقم الطبية من الوصول اليهم، فانها تطالب المجتمع الدولي بالقيام بتنفيذ التزاماته الاخلاقية والقانونية لحماية المدنيين وانهاء العدوان، كما تضم المؤسسة العربية صوتها لكافة الاصوات التي تطالب المجتمع الدولي والهيئات الدولية المعنية بحقوق الانسان للتدخل الفاعل والفوري لالزام اسرائيل بانهاء العدوان المتصاعد واحترام القانون الدولي والتوقف عن استهداف المدنيين الفلسطنيين.