12 / 7 / 2007

الاسم : عواد محمد السيد الطنانى
تاريخ ومحل الميلاد : 23 / 8 / 1964 بشبين القناطر
تاريخ الوفاة : 9 / 5 / 2007 بمستشفى شبين القناطر عقب نقله من مركز الشرطة للمستشفى بدقائق حيث تم نقله للمستشفى فى الساعة 45, 6 مساءاً وتوفى الساعة 15, 7 مساءاً

لم يكن عواد محمد السيد الطنانى مجرماً خطيراً وحتى لو كان هكذا لوجبت رعايته صحياً أثناء فترة حبسه بما يحفظ عليه حياته على الأقل ولا نتحدث عن كرامته الواجب حفظها ولكنه كان مواطناً مصرياً بسيطاً يعمل تاجراً للموبيليا تم الحكم عليه بالحبس لمدة ستة أشهر بتهمة إصدار شيك بدون رصيد فى الجنحة رقم 5455 لسنة 2005 مستأنف الخانكة والمقيدة جزئياً برقم 21255 لسنة 2004 جنح شبين . ولكن السجان لم يبالى بمرضه ولم يعمل القوانين واللوائح فمات عواد .

وكم رأينا على الشاشات تحرك الطائرات لتنقذ إنساناً من خطر يحدق به وكم رأينا قوات من الأمن تتحرك بسرعة وكثافة لتنقذ كلباً أو قطة وتحفظ عليها حياتها ولكن عواد لم يحظى بنفس العناية داخل محبسه فمات . والواقعة كما تسطرها الأوراق إنه أثناء قيام الملازم / محمد الجمل ضابط منوب مركز شرطة شبين القناطر على السجن تبين له أن المسجون عواد محمد السيد الطنانى المسجون على ذمة القضية رقم 5455 لسنة 2005 يعانى من أزمة صدرية وعليه تم الاتصال تليفونيا بالسيد الأستاذ / على سليمان مدير نيابة شبين القناطر الذى قرر له شفوياً استدعاء أحد الأطباء المتخصصين فتم استدعاء الدكتور / إبراهيم عبد الظاهر محمد الذى قرر إنه يعانى من أزمة ربوية حادة متكررة ويعرض على قسم الطوارئ بمستشفى شبين القناطر وذلك للعلاج وعمل اللازم . هكذا سطر الضابط الجمل فى محضر الإجراءات المحرر بمعرفته والمفتوح فى يوم 9 / 5 / 2007 الساعة 25, 3 أى فى الثالثة والنصف إلا خمس دقائق .

وتتوالى الأوراق وفى التقرير الطبى الخاص بالمرحوم والمحرر بمعرفة الدكتور مجدى حسن محمد أخصائى الباطنة بمستشفى شبين القناطر أن المريض عواد وصل من محبسه عن طريق عربة الإسعاف فى تمام الساعة 45, 6 مساء الأربعاء 9 / 5 / 2007 يعانى من أزمة ربوية حادة وضيق فى التنفس وزرقة بالوجه وهبوط عام وتم عمل جلسة فاركولى واستنشاق أكسجين وإعطاء حقن مينوفلين وفورت كورتين وفى تمام الساعة 15, 7 مساءاً توفى المريض إلى رحمة الله أثر هبوط حاد بالدورة الدموية والقلب وتم نقل الجثمان إلى المشرحة . وعن الحالة التى وصل عليها المرحوم إلى المستشفى يقول الدكتور مجدى حسن فى تحقيقات النيابة إنه فى حالة غيبوبة تامة وزرقة فى الوجه وضيق بالتنفس وإنه قام بإعطائه حقنتين لتوسيع الشعب الهوائية لكنه لم يستجب للعلاج وتوفى فى الحال …….. مات عواد .

هذا عن الحالة التى كان عليها المرحوم وقت وفاته فماذا عن الحالة التى كان عليها قبل وأثناء الحبس تقول زوجته السيدة / نجلاء فتحى عبد الحليم وشقيقته ثناء وشقيقه عادل هو مريض بحساسية على صدره منذ طفولته وكان دايماً معاه علاج بخاخة وهو عنده مرض مزمن وضيق فى التنفس ………. هكذا قالوا فى التحقيقات .

هذا ما تسطره الأوراق فى واقعة وفاة المرحوم / عواد محمد السيد الطنانى أثناء قضائه عقوبته المحكوم عليه بها داخل محبسه بمركز شرطة شبين القناطر . ولن نتحدث عن الحدود النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء فشتان ما بيننا وبينها ولكننا نتحدث عن قانون السجون الذى أوجب فى مادته 33 بأن ( يكون فى كل ليمان أو سجن غير مركزى طبيب أو أكثر أحدهم مقيم منوط به الأعمال الصحية وفقاً لما تحدده اللائحة الداخلية ويكون للسجن المركزى طبيب فإذا لم يعين له طبيب كلف أحد الأطباء الحكوميين بأداء الأعمال المنوطة بطبيب السجن ) .

هذا عن القانون أما عن اللائحة الداخلية للسجون والتى جاء بها قرار وزير الداخلية رقم 79 لسنة 1961 فقد جاء بها فى المادة 27 التى تتحدث عن واجبات طبيب السجن ( الكشف على كل مسجون فور إيداعه السجن والكشف على المسجونين المرضى يومياً والأمر بنقل المرضى إلى مستشفى السجن ) .

هكذا يقول القانون وهكذا تقول اللائحة ولكن الواقع المرير أن المرحوم عواد المريض بالربو ونوبات متكررة معلومة للقاصى والدانى ألقى فى غياهب سجن ردئ التهوية بل تستطيع القول بثقة أن السجن منعدم التهوية ومكتظ بالسجناء فلم يحتمل صدر المسكين عواد فمات .

إن الأوراق تسطر أن المواطن المصرى عواد الطنانى كان مريضاً بمرض مزمن وأن الضابط الجمل قد سطر بمحضره المكتوب فى الساعة الثالثة والنصف إلا خمس دقائق أن المرحوم كان يعانى من أزمة صدرية وإنه قد اتصل بالنيابة العامة وأحضر الطبيب ……. كل هذا كان قبل الثالثة والنصف فلماذا لم يدخل المواطن المصرى عواد مستشفى شبين القناطر إلا فى السابعة إلا ربع مساء ؟ لماذا استغرق نقل المواطن إلى المستشفى بعد أن قرر الطبيب ذلك حوالى ثلاث ساعات وربع الساعة ؟ رغم أن المسافة بين مركز شبين القناطر والمستشفى حوالى مائتين متر على الأكثر هل يحتمل من هو فى أزمة ربوية كل هذا الوقت ؟ هل أحد منكم يشعر بما كان يشعر به المواطن المصرى عواد الطنانى خلال تلك الساعات وهو بين الحياة والموت وبقائه على قيد الحياة يحتاج قرار من مسئول تأخر كثيراً حتى مات عواد .

إن جمعية العون المصرية تطالب السيد المستشار النائب العام بإعادة التحقيق فى واقعة وفاة المواطن المصرى عواد محمد السيد الطنانى وكشف المسئول عن تأخير عملية نقله للمستشفى كما أوصى بذلك الطبيب كما تطالب سيادته بتفعيل دور النيابة العامة فى الإشراف على السجون حتى لا يموت منا كل يوم عواد أخر بعد إيداعه مقبرة يسمونها سجناً .

جمعية العون المصرية لحقوق الإنسان